وردت إلي المساء الديني عدة أسئلة من القراء عما يهمهم في أمور الدين والدنيا عرضناها علي الشيخ السيد الهادي - مديرعام أوقاف الزقازيق - فأجاب بالآتي: * يسأل محمد حسين كيف يكون الحج مبرورا وكيف يحافظ المسلم علي حجه؟ ** يجيب الشيخ الهادي: الحج المبرور هو الذي يعود صاحبه بحال أفضل من الحال الذي ذهب به والذي لا يرتكب فيه مخالفة من المخالفات التي نهي الله تعالي عنها وأن يكون المال حلالا قال تعالي: "الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج" وقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من حجه كيوم ولدته أمه" وقال أيضا - صلي الله عليه وسلم - "الحج المبرور العج والسدج فالعج هو رفع الصوت بالتلبية والسدج هو الذبح والنفقة الحلال" قال - صلي الله عليه وسلم - "إذا خرج الحاج بنفقة خبيثة ووضع رجله في الغرز ونادي لبيك اللهم لبيك نادي منادي لا لبيك ولا سعديك زادك حرام وراحلتك حرام وحج مازور غير مبرور وإذا خرج بنفقة طيبة ووضع رجله في الغرز ونادي لبيك اللهم لبيك ناداه مناد لبيك وسعديك زادك حلال وراحلتك حلال وحج مبرور غير مازور". وبالنسبة للجزء الثاني من السؤال قال تعالي: "فإذا قضيتم مناسككم فأذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا" لذا وجب علي الحاج إذا عاد إلي أهله ووطنه أن يكون ذاكرا لله تعالي في كل حال في بيته وفي سوقه ومع الناس فيكون قدوة فعلية لغيره من الناس وأن يحافظ علي شعائر الإسلام من صلاة وصيام وزكاة فقد أتم الله الدين بحجه وأتم عليه بنعمته وهو عليه أن يتخلق بأخلاق الإسلام ولا يفعل ما يسيء إلي هذا الحج. الصور التذكارية * يسأل محمود نصر ما حكم الدين في قيام بعض الحجاج بالتقاط صور تذكارية تسمي "السيلفي" لأنفسهم أثناء أداء المناسك؟ ** ينبغي علي الحاج ألا ينشغل بغير المناسك أثناء أدائه لفريضة الحج لأن الله تعالي حينما كلف المسلم بالعبادة جعل العقل هو مناط التكليف فرفع التكليف عن المجنون والصبي والنائم وإذا ذهب الناس عقله بسكر وجب عليه أن يجتنب الصلاة لأن الله تعالي يريد من المسلم أن يقبل عليه بعقله قال - صلي الله عليه وسلم - رفع القلم عن ثلاث: عن الصبي حتي يحتلم وعن المجنون حتي يفيق وعن النائم حتي يستيقظ" وقال تعالي: "يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكاري حتي تعلموا ما تقولون" ومن هنا فقيام الحاج بتصوير نفسه أثناء أداء المناسك عمل يصرفه عن الاقبال علي الله تعالي ويقلل من ثوابه قال - صلي الله عليه وسلم - في شأن الرجل الذي كان يعبث بلحيته في الصلاة لو خشع قلبه لخشعت جوارحه". التحرش بالنظرة * يسأل محمد عثمان انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة التحرش في المجتمع الإسلامي فما هي أسبابه والعلاج وحكم الدين؟ ** يحيب الشيخ السيد الهادي التحرش الجنسي يتحقق بالنظرة والإيحاء وقد انتشرت هذه الظاهرة في المجتمع بسبب غياب الوازع الديني والبعد عن أخلاق الإسلام كالنجدة والمروءة مع أن الإسلام جاء من أجل مكارم الأخلاق وإذا كانت الأخلاق غابت عن المتحرش فقد غابت أيضا عن المتحرش به وذلك لعدم الالتزام بتعاليم الإسلام. ولعلاج هذه الظاهرة علي الأفراد والجماعات والهيئات والمؤسسات القيام بالدور المنوط به فهناك المؤسسة التعليمية وعليها دور كبير في التعليم فهي تعني بتربية أبنائنا من البنين والبنات والاهتمام بمادة التربية الدينية والأخلاق وهناك دور للمؤسسة الأمنية وذلك بمنع هذه الظاهرة بالقوة وهناك من يرتدع بالسلطان ولا يرتدع بالقرآن. وهناك المؤسسات الإعلامية والمؤسسات الدينية وخروج البنات بملابس ساخنة وضيقة تثير غرائز الشباب والأسرة المسئول الأول والأخير عن هذا الانحراف في السلوك واستمرار هذه الظاهرة وتفاحلها يقودنا إلي انتشار الرذيلة والفواحش وضياع مكارم الأخلاق والتي حذرنا منها المصطفي - صلي الله عليه وسلم - لأن عواقبها وخيمة. طواف الإفاضة * يسأل أحمد محمد ما حكم من أتم أعمال الحج ما عدا طواف الإفاضة ثم توفي هل يطاف عنه أم لا؟ ** من أتي أعمال الحج ما عدا طواف الإفاضة ثم مات قبل ذلك لا يطاف عنه لقول ابن عباس رضي الله عنهما بينما رجل واقف مع رسول الله - صلي الله عليه وسلم - إذا وقع عن راحلته فوقصته فمات فذكروا ذلك للنبي - صلي الله عليه وسلم - فقال: "اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تحنطوه ولا تخمروا رأسه فإن الله تعالي يبعثه يوم القيامة ملبيا" رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن فلم يأمر النبي - صلي الله عليه وسلم - بالطواف عنه بل أخبر بأن الله يبعثه يوم القيامة ملبيا لبقائه علي إحرامه بحيث لم يطف ولم يطف عنه.