في هذه الأيام يتجه ضيوف الرحمن إلي بيت الله الحرام.. ويحمل كل حاج في قلبه أمل ورجاء أن يتقبل الله منه حجته وأن يعود من رحلة الركن الخامس للإسلام كيوم ولدته أمه.. وما بين التوجه إلي مكةالمكرمة والمشعر الحرام والمدينة المنورة والعودة لا تكفي النوايا وحدها ولا الرجاء وحده للقبول ولكن لابد أن يلتزم المسلم بشروط تضمن صحة حجه ويعدها يكون القبول برحمة الله تعالي: يقول الدكتور احمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الاسبق وعضو هيئة كبار العلماء علي حجاج المسلمين ان علي التوبة النصوح, واخلاص العمل لله وحده لا شريك له, وتحروي المال الحلال قبل الخروج من البيت واتركوا الوصية لاهلهم وذويهم بما لهم وما عليهم وأن الحج يجب أن يكون بعيدا عن الرفث والفسوق والعصيان, وكما قال الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم) ليس للحج المبرور ثواب إلا الجنة ويشير إلي أن الله يحاسب العبد علي نواياه وليس علي أفعاله قائلا: يجب علي الحاج ألا يذكر شرا ولا ينوي شرا بأحد, لأن الله يحاسب علي الإرادة وإن لم يفعل ذنبعليه ان يحرص علي ان يون حجه مبرورا, والحج المبرور هو الذي تؤدي فيه الشعائر علي اكمل وجه ومن صفات الحج المبرور انه لا تخالطه المعاص ولا المخالفات, وعلي الحاج ان يحرص علي حسن معاملة اخوانه وأن يكون لينا معهم فلا يسترع في الغضب لاي سبب لان السفر والتعب ومخالفة الالف والعادة كل ذلك قد يؤثر علي نفسية الحاج فيغضب بل عليه أن يتحمل بالحلم والصبر وبر الحج ايضا في لين الكلام واطعام الطعام. ويضيف د. عمر هاشم: علي الحاج أن يغتنم فرصة وحوده في الحرمين حيث تتضاعف الحسنات ففي الحرم النبوي الصلاة فيه بألف صلاة فيما سواه, وفي المسجد الحرام الصلاة فيه بمائة فيما سواه, ومكة كلها حرام فعلي الحاج ان يكثر من الصلاة وهو في المسجد أو في مكان اقامته لانه في الحرم. ويتوقف الدكتور أحمد عمر هاشم أمام اركان الحج الأساسية في الإسلام قائلا إنها اربع اركان وهي اولا: الإحرام وهو نية الدخول في النسك مقرونا بعمل من أعمال الحج كالتلبية أو التجرد. وثانيا: الوقوف بعرفه وهو الركن الثاني من اركان الحج ويوضح ان أصل الحج هو الوقوف بعرفة لقوله النبي صلي الله عليه وسلم:الحج عرفة, ووقته من طلوع فجر يوم عرفة إلي فجر يوم العيد, والسنة أن يجمع بين الليل والنهار وأن يقف بعرفة قبل الزوال, ولا يتحرك منها إلا بعد دخول الليل, وعرفة كلها موقف, وليحذر الحاج الوقوف بوادي عرنة وثالثا: طواف الإفاضة أو الزيارة وهو الطواف الركن, ووقته من ضحي يوم العيد ولا حد لآخره, والأفضل أن يعمل يوم العيد, ومن لم يتمكن ففي أيام التشريق, ورابعا: السعي بين الصفا والمروة وهو يقع بعد طواف الإفاضة, أواي طواف آخر, وللمفرد والقارن أن يقدماه مع طواف القدوم. وعلي الحاج أن يدرك أن رحلته تنتهي بالجنة إذا كان حجه سليما وأداه بصحته وشروطه. ويقول الدكتور عادل المراغي امام مسجد النور بالعباسية ان من شروط قبول أي عمل أن يكون خالصا لوجه الله فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما ابتغي به وجهه لقوله تعالي فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا. ويقول الفضيل من عياض رحمة الله للعمل جناحا فإن انكسر منهما جناح لم يقبل العمل الجناح الاول هو الاخلاص والجناح الثاني أن يكون علي سنة رسول الله صلي الله عليه وسلمفمن شروط الحج المبرور أن يكون علي السنة وخالصا لوجه الله تعالي ومعني كونه علي السنة أن يصنع الانسان نصب عينيه حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم خذوا عني مناسكم مشيرا إلي أن من أهم شروط الحج لي يقبل عند الله أن يكون من نفقه حلال لان الله طبيب لا يقبل إلا طبيبا فإذا خرج الحاج بنفقه حلال فما يخطو خطوة ولا ينقل قدم ويقول لبيك اللهم لبيك إلا قال له الملك لبيك وسعديك حجك مبرور وذنبك مغفور كما أن من شروط قبول الحج أن يكون وفقه الهدي النبوي وهذا يتطلب من الحاج أن يتعلم فقه الحج وأركانه وواجباته ومحذورات الاحرام وما يحرم علي المحرم ومواقيت الحج المكانية والزمانية وما يوجب الدم, وما يبطل الحج حتي يقوم بالحج كما قال حينذاك الاولين والاخرين ويضيف الشيخ الدكتور محمد حرز الله امام مسجد الحسين ان الحج هو القصد ويقصد به وجه الله في عباده هي من اركان الاسلام فينغي علي كل مسلم يملك الزاد والراحلة أن يحج بيت الله الحرام وهي حجه الاسلام وتسقط عن الفرد اذا اداها مرة وينبغي علي كل انسان قبل أن يذهب للحج أن يتحري عده أمور حتي يكون حجة مقبولا أولا أن يتوب إلي الله من الذنوب والمعاصي وأن يخلص النية في حجه لله تعالي وأن يرد المظالم إلي أهلها وأن يتسامح مع غيره, وأن يكون إنسانا طيبا في معاملات حتي يستفيد من حجه وأن يكون ماله من خلال حتي يقبل الله منه هذا الحج. رابط دائم :