د.جابر نصار يفتح قلبه ل "المساء":

إجراءات حاسمة.. لمواجهة المخربين بجامعة القاهرة

أستاذ بدرجة فقيه.. يدير أكبر وأعرق مؤسسة تعليمية في مصر... نجح في قيادتها خلال أسوأ الظروف.. يقف بالمرصاد لكل طيور الظلام التي تريد العنف والتخريب.
يعمل طبقاً لاستراتيجية ومنظومة بنودها العمل والانضباط ونتائجها بالتأكيد ستكون النجاح والازدهار والدليل تحويل المؤسسة التي يقودها من مديونة ب 150 مليون جنيه إلي فائض بمبلغ 200 مليون مع انه فاتح باب المصروفات علي مصراعيه لكل مطالب الكليات خاصة الأبحاث والدراسات.
د.جابر نصار رئيس جامعة القاهرة الذي فتح قلبه ل "المساء" وتحدث عن الاستعداد للعام الدراسي الجديد وخطته الجامعة لمواجهة أعمال الشغب المتوقع من الجماعات الإرهابية والوضع في المدينة الجامعية والمستشفيات التابعة للجامعة وعن الطلاب المبدعين ودخول الجامعة ضمن أفضل 500 جامعة علي مستوي العالم وإليكم نص الحوار:
* كيف استعدت جامعة القاهرة لبداية العام الدراسي الجديد؟
** الاستعداد أفضل من العام الماضي خاصة أن العنف كان قد فاجأ الجميع ولم تكن الجامعة مستعدة ولا أيضاً الدولة والدليل أن الفصل الدراسي الثاني في السنة الماضية كان أكثر انضباطاً من التيرم الأول.
* هل هناك قرارات أو خطوات معينة تم اتخاذها لمواجهة العنف المتوقع من جماعات الإرهاب؟
** نعم هناك استعداد علي عدة محاور منها استقدام الطلبة الجدد والقدامي وذلك من خلال رعاية الشباب التي لديها منظومة للأنشطة الطلابية لاستيعاب طاقات وأنشطة الطلاب.. وأيضاً لدينا منظومة متكاملة من الكاميرات التي سترصد أية أعمال عنف أو مخالفة للقانون وأغلقنا فتحات السور حول مبني الجامعة والتي كانت تستغل في إدخال المولوتوف والأسلحة وما يعرف بالكارنيه الدوار.
* هل قمتم بدعم الأمن الإداري للجامعة لمواجهة العنف خاصة مع عدم وجود الشرطة إلا خارج الأسوار؟
** اتفقنا مع إحدي شركات الأمن لدعم الأمن الإداري وتم دعمهم ب 200 درع "واقية" وعصا للدفاع لأن السنة الماضية اعتدي الطلاب المخربون علي أفراد الأمن الإداري.
كلاب بوليسية
* وماذا عن الدخول من البوابات؟
** لدينا منظومة للتعامل علي البوابات من خلال كلاب بوليسية وأجهزة للكشف عن المعادن وقوة انتشار سريع داخل الجامعة.. وقمنا بعمل كارنيهات خاصة لدخول الحرم الجامعي بلون معين وخارج الحرم بلون آخر وفي الشيخ زايد بلون ثالث حتي لا ينجح الطلاب المخربون في الحشد لأعمال العنف داخل الحرم الجامعي.
* أين دور الشرطة في حماية الجامعة؟
** يوجد تنسيق عال مع وزارة الداخلية وطبقاً للقرار الذي تم اتخاذه من مجلس الوزراء بأن تتواجد الشرطة أمام الجامعات وقريبة من أسوارها وإذا ما استدعي الأمر نتدخل فوراً لمواجهة أي حالات شغب .
أسماء المشاغبين
* هل لديكم حصر بأعداد وأسماء الطلاب المشاغبين؟
** العام الماضي تم توجيه اتهام لإدارة الجامعة بإنها مهزوزة ولا تستطيع اتخاذ قرارات حاسمة وهذا غير صحيح بالورقة والقلم حيث إن جامعة القاهرة هي الوحيدة التي استخدمت المادة "184" والتي تعدلت في شهر مارس وفصلنا بناء عليها 94 طالباً والقضية في المحكمة الآن ولم يتم الفصل بها.. وإدارة الجامعة لن تتواني عن حرمان أي طالب أساء إلي الجامعة.. ومش معقول الدولة تكفل تعليماً مجانياً من الألف إلي الياء ثم يأتي الطالب ليحرق الجامعة ويخرب فيها.
* ما الممنوع والمسموح داخل الحرم الجامعي بالنسبة للتعبير عن الرأي؟
** التعبير عن الرأي داخل الحرم الجامعي عن طريق الاتحادات الطلابية لمطالب طلابية لكن استخدام الجامعة لمطالب حزبية أمر مرفوض تماماً وغير موجود في أي دولة بالعالم.. وبعد ثورة 25 يناير تحولت الأسر الطلابية داخل الجامعات إلي منصات حزبية وهذا عبث لأن نقل النشاط الحزبي داخل الحرم يخرب الجامعات والطالب هو الضحية خاصة لو مارس الأستاذ الجامعي عمله علي أساس حزبي.
* وماذا عن الممارسة السياسية؟
** الأمر مختلف تماماً لأننا لدينا كليات دورها تعليم السياسة مثل كليات الاقتصاد والعلوم السياسية والحقوق والآداب وبعض أقسام تجارة وكذلك أهمية السياسة كعلم وممارسة ولكن عندما تتعلق بالوطن فقط.. مثلاً في الفترة الليبرالية قبل ثورة يوليو كانت تخرج المظاهرات ضد الإنجليز والملك في بعض الأحيان ولكن لم نسمع عن مظاهرة لطلاب حزب الوفد بالجامعات مثلاً.
* وماذا عن الأساليب غير الأمنية لمواجهة الشغب ونقصد به المواجهة الفكرية والثقافية وأيضاً الأنشطة سواء الاجتماعية أو الرياضية؟
** الجامعة لديها مدينة رياضية بها جميع الألعاب بداية من الإسكواش حتي حمام السباحة ومفتوحة للجميع.. لكن المشكلة أن طلاب هذه الجماعة الإرهابية انغلقت عقولهم وأفكارهم والحوار معهم ضرب من الخيال.. وكيف نتحاور مع طالب يحمل قنابل وأسلحة داخل الحرم الجامعي.
* وماذا عن الأساتذة المنتمين للإخوان داخل الجامعة؟
** الانتماء لهذه الجماعة الإرهابية أصبح محرماً وفقاً للقانون وعندما جاءنا تقرير الجهاز المركزي المحاسبات عن الفريق الرئاسي الذي جمع بين أموال الجامعة والرئاسة تم تحويلهم للتحقيق وعلي فكرة نحن الجامعة الوحيدة التي اتخذت هذه الخطوة وهي الآن رهن النيابة العامة ومجالس التأديب.
* بماذا تنصح الطلاب الجدد؟
** النصيحة مزدوجة.. أولاً: إلي أولياء الأمور لكي يتابعوا أبناءهم حتي لا تخطفه هذه الجماعات والجامعة اتخذت خطوات لاستقبال أولياء الأمور الذين يريدون متابعة أولادهم سواء داخل الجامعة أو في المدينة الجامعية وسوف نستضيف كل شهر مجموعة من أولياء الأمور لمدة 6 ساعات أو يوم كامل ليعرفوا كيف تهتم الجامعة بأولادهم.
* وماذا عن الطالب نفسه؟
** الطالب يأتي للجامعة لكي يتعلم والجامعة في خدمته من أول رئيسها حتي أصغر موظف فيها والدولة تكفل التعليم المجاني وإذا كان غير قادر علي دفع الرسوم البسيطة تدفعه له الجامعة ويقيم بالمدينة الجامعية في المقابل يجب أن يحترم نظام الجامعة ويخاف عليها .
ماذا عن ضوابط القبول بالمدينة الجامعية؟
** نحن ملتزمون بضوابط صارمة ستقلل أعداد المقبولين وكنا قد بدأنا الإصلاح منذ العام الماضي أدي إلي توفير مواردها حيث كان تكلفة التغذية في السنة قبل الماضية 26 مليون جنيه وأصبح في السنة الماضية 16 مليون جنيه فقط.. هذا بالإضافة إلي تغيير النطاق الجغرافي الذي كان موجوداً منذ الخمسينيات وكان 25 كيلو متراً يعني الطالب الذي يسكن في مدينة الشروق يستطيع السكن في المدينة وهذا كلام غير مقبول وأصبح النطاق الجغرافي 50 كيلو متر.
* وماذا عن المتظاهرين داخل المدينة الجامعية؟
** المدينة الجامعية مكان للإقامة.. والتظاهر بها ممنوع نهائياً فالمبني الواحد به من 800 إلي 1000 طالب ولو تم ضرب شمروخ لاحترق المبني من المسئول؟! ولذلك نطبق القانون والقواعد علي الجميع بلا هوادة.
* هناك من يقول إن تفتيش غرف الطلاب اعتداء علي الحرية الشخصية؟
** لما طالب مخرب يضع في حجرته مولوتوف أو بنزين هل هذه حرية شخصية أم إنه يعرِّض حياة مئات الطلاب للخطر.. هذا كلام معكوس ونحن نتكلم عن أمن جامعة وأمن وطن.. ومن يردد هذا الكلام يتكلم عن حرية التخريب وهذا لن نسمح به.
* لماذا رفعتم مصاريف المدينة من 65 جنيهاً إلي 165 جنيهاً؟
** المائة جنيه مقابل التغذية يعني كل أسبوع 25 جنيهاً بمعدل 3 جنيهات يومياً وهي مقابل خدمة فعلية يعني إذا سافر إلي أهله لا يدفعها أي يدفع الوجبات التي يأكلها وهذا حتي نقلل كمية الهدر الكبيرة التي كانت موجودة وأظن 3 جنيهات مقابل 3 وجبات لا تعتبر أموالاً.
الخمور والمخدرات
* وماذا عن اختبار الخمور والمخدرات المقرر إجراؤه للمتقدمين لدخول المدينة الجامعية؟
** سيتم في مركز السموم التابع للجامعة وهذا الإجراء كان لابد منه خاصة أن هناك من يهاجمه ويقول إن هذه حرية شخصية ويقيد حرية الطلاب.. فهل هذا متصور؟ وهل المعقول أن أسمح داخل المدينة الجامعية بخمور ومخدرات؟!.. هذا كلام عبث خاصة أن العام الماضي وقعت حوادث بسبب تعاطي المخدرات.. ومسئوليتي حماية باقي الطلاب.
* ماذا عن دور الجامعة في دعم الطلاب المبدعين والمبتكرين؟
** كرمنا الأسبوع الماضي طلاب كلية الهندسة حيث لأول مرة 7 فرق من الكلية يحصلون علي مراكز عالمية ما بين الثالث والتاسع علي مستوي العالم في مسابقات في أمريكا والفلبين وبولندا وألمانيا.. وإدارة الجامعة لا تتأخر عن دعم هؤلاء المبدعين ولن نرفض لهم طلباً وأؤكد أنه لم يبق طلب لهم ليلة واحدة في مكتبي حتي إن أحد الطلاب أثناء حفل التكريم قال إن رئيس الجامعة كان يستقبلني كأحد العمداء وأنا قلت لهم إن الجامعة سوف تدعمكم بلا حدود.
* وهل الجامعة تحملت تكاليف دعم هؤلاء الطلاب؟
** نعم علي حساب الجامعة ويوجد رعاة يشاركون معنا مثل البنك الأهلي ومصر الخير.. وكل اختراعاتهم تفرح.. أحد الطلاب حاصل علي المركز الثالث في مركبة فضائية تسافر بالريموت إلي القمر والمريخ لإحضار عينات ومصر لن تتقدم إلا بهذه العقول.
العمداء الجدد
* ما آحر أخبار ملف العمداء الجدد؟
** الجامعة أنهت دورها والموضوع الآن في يد وزارة التعليم العالي لإرساله إلي رئيس الجمهورية.. والكليات المنتظرة عمداء عددها 17 كلية ونحن في انتطار القرار والعمل يدور من خلال القائمين بالأعمال علي ما يرام.
* وماذا عن الصراع بين المجلس الأعلي للجامعات والطلاب بخصوص اللائحة؟
** وزير التعليم أكد في الاجتماع الأخير أن الموضوع انتهي وتم الاتفاق مع الطلاب علي أن تكون اللائحة مؤقتة وسوف يتم إنفاذها لحين وجود برلمان.
* جامعة القاهرة دخلت ضمن أفضل 500 جامعة علي المستوي العالمي طبقاً للتصنيف الصيني.. لكن متي نري الجامعة العريقة ضمن ال 100 جامعة الأولي علي مستوي العالم؟
** هناك معايير نفقدها بحكم الواقع مثل العدد فالعدد المثالي في الجامعة 50 ألف طالب وجامعة القاهرة 250 ألفاً وهذا ليس له حل وهذا يؤدي إلي فقدان معايير مرتبطة مثل عدد الوافدين بالقياس لعدد الطلبة ونحن لدينا عدد وافدين كبير جداً ولكن عند مقارنته بالعدد الإجمالي لا يظهر.. وعلي فكرة الجامعات الموجودة في المراكز ال 100 الأولي عدد الطلبة بها لا يتجاوز 10 آلاف طالب.
* وما عدد الطلاب الذين تم قبولهم بالجامعة هذا العام؟
** لدينا 50% من كليات الجامعة حصل علي الجودة وهذا يقلل الأعداد المقبولة والجامعة قبلت هذا العام 25 ألف طالب في حين قبلت العام الماضي 45 ألف طالب.. والمجلس الأعلي للجامعات مشكوراً التزم قدر الإمكان بالأعداد التي تطلبها الكليات الحاصلة علي الجودة.
كلية الاقتصاد قبلت 480 طالباً فقط في حين قبلت العام الماضي 1400 طالب وكلية الإعلام قبلت هذا العام 600 طالب في حين قبلت العام الماضي 900 طالب وتقليص الأعداد يؤدي إلي جودة العملية التعليمية وبالتالي السنة القادمة ستكون في مركز أفضل.
* وما هو دور الأبحاث والدراسات المنشورة في الدوريات العالمية في عملية التقييم؟
** لها الدور الأكبر حوالي 40% وجامعة القاهرة قدمها من خلال الأبحاث وكل سنة كان لنا 740 بحثاً.. السنة الماضية عملنا 1040 بحثاً.
* وهل للجامعة دور في دعم هذه اأبحاث والدراسات؟
** الأبحاث التي تضيف معرفة علمية دولية جديدة تدعمها بلا حدود وبلا سقف بشرط أن تنشر في مجالات دولية لها حضور.
المستشفيات الجامعية
* ماذا عن خطط تطوير المستشفيات التابعة للجامعة؟
** مستشفيات قصر العيني تؤدي خدمة للمصريين سوبر ستارز وأخطاء الأطباء موجودة في كل مكان عد قصر العيني وفي شهر يونيو فقط تم إجراء 10 آلاف و500 عملية جراحية بمتوسط 350 عملية يومياً واستقبلت الطواريء 30 ألفا مريض بمتوسط ألف مريض يومياً وإجمالي الدخول بمستشفيات الجامعة 19 ألف بمتوسط 635 مريضاً يومياً.
إجمالي العيادات الخارجية 105 آلاف مريض بمتوسط 3500 مريض يومياً.. أجرينا خلال شهر يونيو فقط 4600 عملية إشاعة مقطعية استهلكت 4 آلاف فيلم.
* وماذا عن الزحام الشديد في معهد الأورام؟
** الزحام رهيب والأطباء يعالجون المرضي "علي السلم والتروللي " لأن قوة المستشفي 200 مريض يومياً ونضطر لاستقبال 600 وممكن 700 أحياناً وللأسف يحضر معهم 1200 من أقربهم يفترشون الأرض أمام المستشفي وعلي الكورنيش وهذا عبث وعبء علي المستشفي وعلي المرافق ولهذا بنجهز في مدينة الأورام ب 6 أكتوبر وهي علي مساحة 33 فداناً عمارات لاستضافة أهالي المرضي.. والفرق بيننا وبين أي مستشفي خاص أننا لا نرفض مريض عكس أي مستشفي خاص يرفض أي زيادة فوق طاقته.
* وماذا عن ميزانية مستشفيات الجامعة؟
** ميزانية الدولة لمستشفيات جامعة القاهرة وعدد 17 مستشفي 600 مليون جنيه من بينها الأجور.. وعلينا أن نعرف أن احتياجات التشغيل لمستشفي الطواريء فقظ 240 مليون جنيه ونحن نقول هذا الكلام حتي يفهم الناس دور قصر العيني.
نقوم بعمل عمليات قلب مفتوح للمواطنين مجاناً في وحدة العناية الحرجة ونتواصل الكترونياً مع المريض بعد خروجه من خلال رسائل الموبايل بمساهمة من د.عاطف حلمي وزير الاتصالات لربط المريض مع فريق الأطباء الذي يتابع حالته وهذا غير موجود إلا في مستشفيات قصر العيني.
* ماذا عن عمليات زرع الكبد في جامعة القاهرة؟
** عملية زرع الكبد في مستشفي المنيل الجامعي التخصصي تتكلف 220 ألف جنيه وتتكلف خارجها مليون وربع المليون جنيه ونفس الأطباء الذين يجرون العملية هنا هم أنفسهم الذين يجرونها في المكان الثاني.. وأيضاً نجري عمليات القلب المفتوح مجاناً والعلاج الاقتصادي بمستشفيات جامعة القاهرة لا يتعدي 5% وحتي أسعارها لا تقارن بالأسعار في المستشفيات الأخري.
* ماذا عن مشكلة نقص أعداد التمريض؟
** مشكلة كبيرة وضخمة و30% من قوة قصر العيني معطلة بسبب نقص التمريض.. ولدينا 30% من الحضانات لا تعمل مع انها مشكلة المشاكل في مصر والسبب نقص التمريض لأن كل حضانة تحتاج ممرضة وللعلم لدينا معهد فني تمريض وكلية تمريض لكن بعد التخرج يتركونا ويعملون في أماكن أخري مع أن الجامعة تعلمهم مجاناً.
* ماذا فعلتم لحل هذه المشكلة؟
** قررنا تعديل اللوائح ولن أعطي الخريجين شهادة التخرج إلا بعد أن يقضي سنتين تكليف في جامعة القاهرة واتفقنا مع نقيب التمريض د.كوثر محمود علي عمل قوائم نجاح للحصول علي ترخيض مزاولة المهنة وبعد انتهاء التكليف يحصلوا علي الشهادة والمشكلة ستحل في خلال سنتين كل سنة 250 خريجاً.
المشروعات الكبري
* وماذا عن دور جامعة القاهرة في دعم المشروعات الكبري بحثياً؟
** عملنا خريطة بحثية لكل النقاط التي يتعلق بقناة السويس وأقرها مجلس العمداء مؤخراً وسنقوم بتوزيعها علي المراكز البحثية.. وبالنسبة للجزء المتعلق بالمشروعات الصغيرة ومشروعات الشباب بمنطقة قناة السويس جامعة القاهرة ستقدم هدية للشباب عبارة عن دراسات الجدوي الاقتصادية والمالية وأيضاً الدعم القانوني في تأسيس شركاتهم ومشروعاتهم مجاناً.
* وماذا عن نقل كلية دار العلوم؟
** كلية دار العلوم باقية في مكانها داخل الحرم لأنه لا يوجد مكان بديل.. نعم فكرنا لأن الحرم مكتظ فعلاً ومبني الكلية ضيق جداً علي عدد الطلاب وقد يكون القرار ضمن الخطة الاستراتيجية للجامعة لكن الجديد أننا طبقنا القانون ومنعنا استقبال طلاب الأزهر للالتحاق بكلية دار العلوم وأيضاً قبلت الكلية 1400 طالب فقط بعد أن كانت تقبل 5 آلاف طالب سنوياً.
* وهل منع استقبال طلاب من الأزهر ونقل الكلية له أبعاد سياسية؟
** هذا الكلام فيه جزء صحيح.. لكن السبب الأهم عدم وجود مكان بديل.
الجانب الاستثماري
* وماذا عن الجانب الاستثماري في جامعة القاهرة؟
** لا يوجد جانب استثماري في الجامعة واستثمارنا في البحث العلمي وأغلب موارد الجامعة من البحث العلمي وأنا قمت بإصلاح للمنظومة حتي تحقق وفراً في ميزانية الجامعة ومواردها والحمد لله سددنا يون الجامعة وعلي سبيل المثال لدينا مركز لصيانة وترميم الآثار به خبرات عالمية وبدأنا دخول المناقصات والحمد لله كسبنا عملية ترميم الآثار في المتحف الحربي التابع للقوات المسلحة تلك المؤسسة العظيمة شديدة الانضباط وبمعايير قياسية.. وأيضاً أنشأنا مركزاً للتحكيم خاصة أن مصر كلما تدخل تحكيم تخسره ولهذا كان لابد من مؤسسة وطنية للتحكيم.
* وماذا أيضاً؟
** عندنا مركز الحد من المخاطر ويعمل مع وزارتي الصناعة والبيئة.. وعالجنا الخلل في موازنة الجامعة السنة الماضية علي الرغم من توقف أهم المراكز التي تؤدي خدمة بحثية وخدمات للصناعة في مصر بعد أن أحرقه المخربون بعد الاعتداء علي كلية الهندسة في الدور الرابع الموجود به المراكز الحثية والتي كانت تدر للجامعة علي الأقل 50 مليون جنيه سنوياً.. فالجامعة كانت مديونة ب 150 مليوناًَ ولا يوجد بها مليم واحد وذلك في أغسطس من العام الماضي والحمد لله في 31 مايو الماضي سددنا الديون وضاعفنا الصرف علي البحث العلمي والعلمية التعليمية ووفرنا 200 مليون جنيه من مواردنا.. لكنني أريد أن أطرح قضية مهمة في هذا الشأن.
طلاب راسبون
* وما هي هذه القضية؟!
** الجامعة بها طلاب في كلية الحقوق راسبون منذ 30 سنة. لأنه يوجد قانون منذ السبعينيات بمنع فصل أي طالب بعد وصوله إلي الفرقة الثالثة.
وهناك طلاب بالجامعة تزوجوا وخلفوا. وأولادهم دخلوا الجامعة وانتهوا من الدراسة وتزوجوا وخلفوا وهم مازالوا مقيدين بالجامعة.. واستمرار ذلك يمثل عبئاً ويسيء إلي العملية التعليمية. وتساءل: ما قيمة الشهادة عندما يحصل عليها الطالب بعد عشرين أو ثلاثين سنة. وهذا أيضاً يقلل من قيمة الجامعة. وأضاف أن هناك اقتراحاً لو تم تطبيقه لن يكلف الدولة شيئاً.. ضرب د.جابر المثل بما يحدث في التيرم الصيفي.. فالطالب كان يدرس خمس مواد علي مدي الفصل الدراسي ولانشغاله في المظاهرات والتخريب يدخل الامتحان في مادتين أو ثلاثة ويترك الباقي للتيرم الصيفي والملحق وتكلفة المادة في هذا التيرم 400 جنيه تتحمل الجامعة منها 350 جنيهاً والطالب يتحمل 50 جنيهاً فقط.. أضاف قررنا تحميل الطالب كل مصاريف التيرم الصيفي خاصة أن الجامعة كفلت للطالب دخول امتحاني يناير ويونيو بمبلغ 160 جنيهاً فقط.
إصلاح التعليم
* كيف تبدأ عملية إصلاح التعليم؟
** أخطر شيء وقعت فيه الدولة أنها تركت التعليم لجماعات دينية وسياسية لا يوجد شيء اسمه مدارس إخوان ومدارس سلفيين أو مدارس مسلمين ومدارس مسيحيين نما يوجد مدارس دولة وما يفعله المخربون الآن هو نتيجة طبيعية لما تعلموه من هذه المدارس خربوا عقولهم من خلال هذا التعليم وصادروا قلوبهم ووجدانهم فأصبحت الجماعة وطناً لهم واستعاضوا بها عن مصر ولهذا فبداية الإصلاح من المدارس ولهذا عندما وصلت لمنصب رئيس الجامعة وجدت ما هو أخطر.
* متي غلبتك دموعك؟
** كانت دموع فرح وذلك عندما كرمت طلبة كلية الهندسة أصحاب الابتكارات والاختراعات بعد فوزهم في المسابقات العالمية وكنت أقول إن هذه جائزة السماء لجامعة القاهرة.. وأنا أستطيع أن أقول إن هؤلاء الشباب بعلمهم وبشخصيتهم يؤكدون أن مستقبل هذا البلد واعد بإذن الله.