بدأت الحكومة السعودية إجراءات لتطبيق "السعودة" بمعني قصر العمالة علي السعوديين في مؤسسات الدولة والقطاع الخاص حددت الحكومة ست سنوات حدا أقصي لإقامة العامل الأجنبي في البلاد.. ولا شك أن إتاحة فرص التشغيل حق للعربية السعودية ولكل دول الخليج من غير المتصور أن تنسحب العمال الوطنية أمام العمالة الوافدة وبخاصة إذا لم تكن التخصصات نادرة..في المقابل فإن من واجبنا أن نشير إلي البعد الاجتماعي الخطير الذي تمثله العمالة الأجنبية في المنطقة أعني العمالة الأسيوية من هنود وباكستانيين وفلبينيين وبنغال إلخ إنها هي المسيطرة علي سوق العمالة في أقطار الخليج بما يهدد ديموغرافية المنطقة ويهدد استقلالها الوطني. أنت تستطيع التعرف إلي الخطر الذي تمثله العمالة الأسيوية في منطقة الخليج بمجرد السير في شوارع الشارقة ودبي وأبوظبي وغيرها أعداد لا حصر لها من الوافدين يملأون الشوارع والمحال والأماكن العامة بل إن لهم أحياءهم التي يمارسون فيها حياتهم الخاصة ويسمونها بعاداتهم وطعامهم وصحفهم وسلوكيات حياتهم اليومية أذكر "جنجا" العامل الهندي في منطقة خلفية من العاصمة العمانية مسقط نجا بنفسه من احتراق الكوخ الذي يعيش فيه كان يصلي لإلهه فلم يأخذ حذره وامتدت النار إلي الكوخ وكانت هي الإله الذي يتجه إليه الشاب الهندي بصلواته! البلوش يقيمون في مناطق الحدود لم يفدوا إلي أقطار الخليج بحثا عن فرص العمل لكنهم يستقدمون ليمنحوا الجنسية ويلتحقوا بالقوات المسلحة ذلك ما قرأته في تقرير لرويتر أثناء رحلة عمل في الخليج وطلبت توضيحا عن التقرير من مسئول خليجي وطلب المسئول مهلة بضع ساعات وغادرت الخليج دون أن يصلني التوضيح المطلوب. تابعت -منذ أشهر- مظاهرات العمال الآسيويين في الكويت يرفضون العودة إلي بلادهم لأنهم قد اعتبروا الخليج وطنا حقيقيا يستصرخون الهيئات الدولية لمنع إبعادهم عنه تفاقمت المشكلة وبدأت الأيدي الخفية في التدخل والمطالبة بحق تقرير المصير لمن قدموا للعمل في المنطقة ولولا حكمة القيادات المسئولة لتكررت المآسي التي تأثرت بويلاتها مناطق متعددة في وطننا العربي.. الوافدون الآسيويون قنبلة موقوتة قد تؤدي إلي نتائج يصعب تدبرها وإحلال العمالة الوطنية بدلا منها حق -كما أشرنا- لأقطار الخليج ولا شك أن الفرصة متاحة لقصر احتياجات سوق العمل علي العمالة الوطنية إضافة إلي العمالة العربية فتظل للمنطقة عروبتها وقوميتها وابتعادها عن التدخلات الأجنبية. يعتز أبناء المنطقة بإضافة كلمة العربي إلي التسمية فهي الخليج العربي والتقليل من حجم العمالة الآسيوية الوافدة يجب أن يوازيه حرص علي العمالة العربية التي يصعب أن تمثل خطرا حتي في المدي البعيد علي مستقبل المنطقة.