عندما سقطت الشرطة- أو أسقطت- سعي الكثيرون حتي لا تقوم للجهاز قائمة. باعتبار ذلك الخطوة الأولي نحو تدمير البلاد. فدولة بلا أمن مصيرها في النهاية التفكك والانهيار. وكلما حاول الجهاز ان يتماسك ويستعيد قوته- أو بعضها- قام عملاء الداخل والخارج بتصعيد حملاتهم المسعورة تحت شعار تطهير الداخلية بينما الهدف الحقيقي هدمها والقضاء عليها بحجة ان ذلك هو الذي يرضي الشارع وكأنهم وضعوا أنفسهم أوصياء علي الشعب أو متحدثين رسميين باسمه بلا صناديق أو انتخابات.. وسط هذه الظروف الصعبة كان هناك رجال شرفاء يعملون في صمت دون يأس أو تعب.. لم يستسلموا أو يتخلوا عن واجبهم وأقسموا علي حماية وطنهم مهما كانت التحديات أو التضحيات. من هؤلاء العقيد "ساطع النعماني" نائب مأمور قسم بولاق الدكرور الذي أصر علي أداء واجبه بأمانة وشرف حتي آخر لحظة دون الالتفات إلي تحذيرات الكثيرين من المحيطين به. وكان جزاؤه رصاصة في العين في أحداث بين السرايات التي أعقبت فض رابعة تسببت في فقدانه للبصر واصابة وجهه بالتشوهات. "النعماني" الذي عاد منذ أيام قليلة من رحلة علاج بالخارج وحظي بالاستقبال الشعبي والرسمي الذي يستحقه. وجه رسالة الي الأعداء من خلال قناة "صدي البلد" وغيرها من الفضائيات التي حرصت علي استضافته قال فيها "انسوا مصر.. هناك تسعون مليون مصري مستعدون للشهادة فداء للوطن". وتلك الحقيقة التي يجهلها الأعداء وتمثل لهم لغزاً يستعصي علي الفهم. فمعدن المصريين يظهر دائماً وقت الشدة. لم يصيبنا اليأس والاحباط من تقديرات خبراء العالم كله باستحالة عبور خط بارليف وقناة السويس وحققنا ما أسموه بالمعجزة في حرب السادس من أكتوبر. ولم نستسلم للعدوان الثلاثي علي مصر رغم الفارق الشاسع في العتاد مثلما لم نقف مكتوفي الأيدي أمام مؤامرة تقسيم الوطن. فالذي لا يفهمونه ولا يمكن ان يفهموه أن الوطن عندنا هو العرض والشرف وأن الموت دونه غايتنا الكبري. تحية للعقيد "ساطع النعماني" الذي سيظل في نظر الشعب المصري صاحب أجمل وجه رغم تشوهات الإصابة لأنه سيذكرنا دائماً بحجم المؤامرة التي تعرضت لها مصر مثلما يذكرنا بحجم التضحيات التي قدمها أبطالنا بالشرطة والجيش. تغريدة: يبدو ان العام الدراسي بدأ مبكراً كالعادة قبل استعداد المدارس