نحن نكتب عن الناس كل يوم.. لكننا نستحي أن نكتب عن أنفسنا. نكتب عن الآخرين.. عن قصص النجاح والفشل في حياتهم.. عن مشاكلهم.. نكتب حتي عن أفراحهم وأحزانهم.. لكن مقتضيات المهنة تملي علينا ألا نكتب عن أنفسنا. ونهتم بتقديم الشخصيات البارزة والمبدعين في كل المجالات.. نحتفي بهم.. وننسج عنهم قصصاً جذابة.. لكننا تعودنا ألا نشغل القراء بأنفسنا ولا بزملائنا.. ولا حتي بمن يقعون منا في الدائرة الأولي. لذلك.. أدهشني أن ينشغل أحد زملائنا الكبار بالكتابة عنا.. وتقديمنا إلي القراء علي طريقته الخاصة في عمل معرفي موسوعي موثق. لقد بذل الأستاذ أحمد رجائي نائب رئيس تحرير الجمهورية جهداً جباراً لكي يقدم إلي القراء وإلي المكتبة العربية كتاباً يضم كل الأسماء أصحاب الأقلام التي تكتب في صحف مؤسستنا.. يتضمن تعريفاً وافياً بالكاتب.. ومعلومات عن سيرته الذاتية وانجازاته.. نشأته وتعليمه.. بحيث يصبح القارئ أكثر معرفة وارتباطاً بالكاتب والصحيفة. الكتاب بعنوان "ملوك وأمراء في بلاط الجمهورية" ولا يغيب عن فطنة القارئ الذكي أن الأستاذ رجائي لجأ في العنوان إلي لغة المجاز.. فأطلق علي الكتاب وصف "الملوك والأمراء" علي اعتبار أنهم ملوك الكلمة في اصدارات مؤسسة الجمهورية "مؤسسة دار التحرير للطبع والنشر" التي تضم 11 جريدة ومجلة هي: الجمهورية والمساء وحريتي وعقيدتي وشاشتي والكورة والملاعب والإجيبشيان جازيت والبروجرية اجيبسيان ومجلة العلم وجريدة الرأي وكتاب الجمهورية. والحقيقة أن الكتاب ملوك حين يكتبون فقط.. ملوك علي الورق لا أكثر.. لكنهم في الواقع مواطنون عاديون.. يجري عليهم ما يجري علي الناس.. ولهم مشاكلهم التي هي مشاكل كل الناس.. وقد أحسن الاستاذ رجائي صنعاً حين مزج في كتابه الموسوعي هذا بين الأجيال القديمة والحديثة وأحيا أسماء كاد النسيان أن يطويها فألقي عليها الضوء وأعطاها حقها. ويأتي هذا الكتاب في إطار "موسوعة الشخصيات البارزة" التي يعكف عليها الأستاذ رجائي منذ سنوات في إخلاص ودأب.. وأصدر من خلالها كتباً عن المحافظين والرائدات في العمل النسائي والبرلمانيات والصحفيات.. إلخ. وقد اسعدني كثيرا أن أقرأ معلومات لأول مرة عن زملائي وزميلاتي في هذا الكتاب.. ومعلومات عن أساتذتنا الذين أسسوا صرح الجمهورية العظيم.. ولا شك أنه يوفر مادة علمية ثرية للباحثين الذين يهتمون بالدراسات الصحفية.. وتوثيق التاريخ والشخصيات التي أثرت فيه. شكراً.. يا أستاذ أحمد رجائي