اقتنص المخترع البورسعيدي زكي عبد اللطيف مفتش الجودة بهيئة قناة السويس جائزة أفضل عالم عربي لهذا العام من بريطانيا. وحصل علي الدرع الماسي للكرة الأرضية. والميدالية الذهبية وشهادة أفضل عالم عربي علي مستوي العالم وذلك عن مجمل اختراعاته والتي لقب من أجلها بأديسون العرب. "المساء الأسبوعية" حاورته.. أعمل مفتشاً للجودة بهيئة قناة السويس ببورسعيد ومعتمد من هيئات الاشراف الدولية والعالمية وهيئة الطاقة النووية والذرية في التفتيش علي السفن الحربية والغواصات والأحواض العائمة والقاطرات. أولي ابتكاراتي تمت وأنا طالب في مدرسة الافرنتيه "هيئة قناة السويس" في عام 85 أثناء بناء السفن الجديدة بالهيئة كان يلزم عمل جبرايات خشبية لكل 20 سم لقياس زوايا ميل السفينة ويتم استهلاك أخشاب كثيرة في هذه العملية غير الوقت والجهد فقمت بتصميم زاوية متحركة "مدرجة بالمللي متر- 180 درجة" وبالتالي وفرت كمية الخشب المستهلكة. وأعجب بذلك خبير الماني "يدعي هورست" ولكن لم ألق لها بالاً ولم أتصور انه اختراع مهم كان عمري وقتها 19 عاماً. عندما انتقلت الي قسم الجودة وأثناء تفتيشي علي السفن الجديدة في عام 1996 كان يقيسون الانبعاجات في السفن والقاطرات بطريقة بدائية تستخدم حتي الآن في معظم ترسانات العالم وهي طريقة الخيط والمتر.. و يمسك أحد الأفراد بطرف الخيط علي السطح المراد قياس الانبعاجات به ويمسك الاخر بطرف ثان من الخيط ويأتي فرد ثالث ليمسك بالمتر في منتصف الانبعاج علي السطح ويبدأ في قياس أعمق نقطة في الانبعاج. ثلاثة أفراد للقياس فكانت تؤرقني هذه الطريقة ولكن كانت هي الموجودة في هذا الوقت حتي عام 2008 وأثناء نزولنا في قاع السفينة لقياس الانبعاجات وكنا أعداداً كثيرة فكان كثرة الازدحام تضايقنا فهداني الله عز وجل الي فكرة وهي وضع خشبة مستعدلة مع وضع مسطرة في منتصف الخشبة ووضع هذه الخشبة علي السطح المراد قياس الانبعاج به ويتم تحريك المسطرة الي السطح فيتم قراءة الانبعاج بالملي متر.. هذه كانت هي البداية عندما اكتشفت في نفسي موهبة الاختراع. كان هناك خبير أجنبي أدهشه أنني صعدت من قاع السفينة أسرع من المجموعة الثانية بساعتين وفوجئ الخبير الأجنبي بالابتكار الجديد الذي تم القياس به وشكرني جداً وحمسني وشد انتباهي أن هذا الأمر جديد ولم يتم استخدامه.. وقمت بتطوير الجهاز بحيث يوضع مؤشرين مدرجين بالمللي متر في نهاية كل طرف من الأداة ثم طورت بعد ذلك الجهاز خلال شهور محدودة ووضعت به ميزان مياه أفقي ورأسي ليساعدني في قياس الميل. بعد ذلك عرضت الفكرة علي هيئات الاشراف العالمية فأعجبوا بها ولكن قالوا لي من الأفضل ان تكون مصنوعة من معدن خفيف وقوي ولا يصدأ فاخترت مادة الأمونيا النقية. وبدأت في تصنيعها في ترسانة بورسعيد البحرية. وعرضتها مرة أخري عليهم فوافقوا جميعاً وكان ينقص هذا الابتكار ان يكون معاير معايرة قياس دولية حتي يصبح معتمداً من هذه الهيئات. ذهبت إلي معهد المعايرة التابع لهيئة الطاقة النووية وقدمت لهم الابتكار لكي يقيسوا المعايرة ووجدوا أن نسبة الخطأ بسيطة جداً وبذلك اتضح لي أنه أصبح جاهزاً للاستخدام في الصناعة البحرية وغيرها من الصناعات الأخري. وعملت بهذا الجهاز فترة من الزمن حتي جاء خبير من المجر وأراد ان يشتري هذه الفكرة لصناعة الجهاز في بلده ولكني رفضت بشدة لكوني مصرياً عربياً وحريصاً علي أن تتم صناعته في بلدي فنصحني أحد المهندسين المخلصين وهو المهندس سمير حنينة بتسجيل الاختراع في وزارة البحث العلمي باسمي وباسم مصر. ذهبت الي وزارة البحث العلمي فاعطوني البيانات التوضيحية وبعد أن ناقشني أحد الخبراء في الوزارة وافقوا علي تسجيل الاختراع الابتدائي بتاريخ 14/2010 وفي هذه الفترة قابلت أناساً قالوا ان هذا الجهاز يعمل في أمريكاوبريطانيا والدول الأخري فقلت أنه لم يكن موجوداً من قبل فسخروا مني ولكنني أصررت علي استكمال براءة الاختراع وفي يوم 9/5/2012 حصلت عليه براءة الاختراع لجهاز قياس الانبعاجات للأسطح المختلفة. وهو أول جهاز من نوعه في العالم بعد عامين من البحث بشهادة براءات مكاتب الاختراعات العالمية.. ولم أقف عند هذا الحد تم تعديل الاختراع ليكون مناسباً لقياس الانبعاجات بواسطة الموجات فوق الصوتية وجاري تسجيله هذه الأيام. تم عرض هذه الاختراعات في المعارض الدولية فحصلت علي أول جائزة لي في معرض الكويت 2012 برئاسة الدكتورة فيكتوريا حبيب رئيسة مكتب الابتكارات في مصر وتوالت بعد ذلك الجوائز من كافة الدول. من اختراعاتي الأخري: لجهاز ذكي لكشف هبوط سطح الأرض في طوره الابتدائي. لنقالة طبية متخصصة لنقل المصابين في الأماكن الضيقة.. وفتحات السفن وحاجز أمان متحرك ومتغير الأشكال والأحجام لعدم سقوط الأفراد في الأماكن العميقة وحاجز أمان مخصص للفتحات البيضاوية والدائرية لمنع سقوط الأفراد ومظلة مبتكرة متحركة للكراسي المتحركة ومتعددة الأشكال.. وحاجز أوتوماتيك لمنع دخول السيارات في الاتجاه المعاكس وأنبوبة حلزونية لنزول الأفراد من أعالي المنازل أثناء الحريق وجهاز مبتكر يساعد في سير المعدية أثناء الشبورة. آخر مسابقة تقدمت لها حصلت فيها علي جائزة أفضل عالم عربي علي مستوي العالم بلندن في 30/8/2014 وحصولي علي الدرع الماسي للكرة الأرضية. وحصلت علي المركز الأول والميدالية الذهبية وشهادة أفضل عالم عربي علي مستوي العالم وشهادة شكر وتقدير من الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس. المحبطون من أهم المعوقات التي قابلتني الذين كانوا يشككون في كل عمل أقوم به حتي أثبت بفضل الله تصميم وتنفيذ هذه الاختراعات علي أرض الواقع. وهناك من كانوا يقفون معي ويشدون من أزري مثل المهندسين بالهيئة وعلي رأسهم الفريق مهاب مميش الذي لم يبخل علي بأي شئ سواء مادي أو معنوي والعاملين بالهيئة والدكتورة فيكتورية حبيب ومجلس علماء مصر والمستشار الإعلامي أحمد البحيري الذي كان يتابع كل شئ وين شره علي المواقع الاخبارية المختلفة. العلماء يقولون ان الفكرة كالطائر المهاجر اذا وقفت عندك ولم تستطع الامساك بها طارت الي مكان آخر. وهذه الحكمة تعلمت منها الكثير. وأنصح بها الشباب المقبل علي الحياة. لا تسخر من أي فكرة لتفيد بها نفسك والمجتمع وأبدأ بها ثم طور الفكرة حتي تصبح رقم واحد في العالم وأنصح الشباب ألا يلتفتوا الي المحبطين وان يكون هدفهم الأسمي طاعة الله والناس وأن تخدمهم بكل شئ لأنه سيكون هذا عملك يوم القيامة.. وأتمني لكل شباب الأمة أن يجتمعوا علي كلمة واحدة. في بريطانيا استقبلتني المجموعة العربية برئاسة الدكتور رامي صبح بحفاوة بالغة ولم يتركوني وحتي في هذه المسابقة التي شارك فيها متسابقون من كل دول العالم وقفوا بجواري حتي حصلت علي المركز الأول كأفضل عالم عربي عن مجمل اختراعاتي وابتكاراتي وعن التعديلات التي قمت بها وأفادت البشرية ولقبوني بأديسون العرب علي ابتكاراتي التي ستفيد البشرية كلها.