أثار الإعلان الذي بثته قناة "القاهرة والناس" لبرنامج "اكتشاف مواهب الرقص" والذي تقدمه الراقصة دينا والفنانة فريال يوسف إلي جانب السيناريست تامر حبيب العديد من ردود الأفعال الرافضة لمثل تلك النوعية من البرامج خاصة انها تتعارض ليس فقط مع قيم وعادات مجتمعاتنا العربية ولكنها لا تتماشي مع ظروف وأوضاع البلاد التي تشهد حراكاً وطنياً علي كافة الأصعدة. "المساء" استطلعت آراء المواطنين وأساتذة الإعلام والتربية في مثل تلك النوعية من البرامج من خلال السطور التالية.. محمد عادل مهندس قال: للأسف الشديد الإعلام المصري وصل لمرحلة من السطحية والاسفاف غير مسبوقة. ولا أعرف ما هي مؤهلات الراقصات ليتحولن بين ليلة وضحاها إلي إعلاميات يقدمن البرامج ويناقشن قضايا لا يفقهن فيها أي شيء. أما ما يتعلق ببرنامج "اكتشاف مواهب الرقص" الذي تقدمه دينا فلا أعلم كيف تسمح قناة المفترض انها تدخل كل البيوت ويشاهدها الصغار قبل الكبار أن يصل اسفافها لعرض تلك الفكرة أتمني من رئيس الوزراء إبراهيم محلب إيقاف البرنامج ولو تطلب الأمر تدخل الرئيس عبدالفتاح السيسي فليفعل لينقذنا من هذه الفئات الضالة. واتفق معه الشهاوي محمد وقال: "إذا صدر العيب من أهله لا يكون عيباً" ومثل هؤلاء استباحوا قيم المجتمع وتقاليده وأخلاقياته وضربوا بظروفه وأحواله عرض الحائط من أجل مصالحهم. ولا أعرف ما قيمة تقديم برنامج كهذا وأين دور الأجهزة الرقابية في عرض هذا الاسفاف. عماد محمد عامل بمحل قطع غيار قال: مصر بها الكثير والأهم من الحديث عن راقصة تقدم برنامجاً واعتقد ان المشاهد يستطيع بضغطة زر واحدة أن يمسح القناة ولا يشاهد البرنامج من الأساس. واختلف معه محسن محمد قائلاً: هناك أنواع كثيرة من برامج اكتشاف المواهب كالغناء والتمثيل وغيرها وهي إلي حد ما مقبولة في المجتمع لانها لا تخرج عن قيمه وتقاليده. اما أن يكون برنامجاً لمدة ساعة أو اثنتين ويخصص للرقص الشرقي فهو ما لا يتقبله المجتمع اطلاقاً. واتفق معه بسام زغلول مهندس بإحدي شركات القطاع الخاص وقال: لا أتصور عرض برنامج يحمل تلك الأفكار في مجتمعنا. وإذا كانت الدولة تسمح للراقصات بالرقص فإن ذلك يكون في الكباريهات ويكون عليهن إشراف. اما أن يكون الرقص "عيني عينك" علي شاشات التليفزيون فهذا ينذر بكارثة لأن أي قناة وأي شخص يستطيع وبسهولة أن يقول أو يفعل ما يريده علي شاشات الفضائيات دون رقابة أو ضوابط وهذا بالتأكيد له انعكاسات سيئة للغاية علي المجتمع. مدام إيمان موظفة قالت: ماذا ستنتظر من راقصات؟.. اتقوا الله في مصر فالبلد تحتاج للبناء والعمل والالتفاف حول قضايا الوطن للتخلص من الأزمات والمشاكل التي يتعرض لها وليس إلي مزيد من الراقصات. وأعتقد ان هناك ضرورة لتدخل أعلي الجهات لإيقاف هذا البرنامج والغاء عرضه علي الفور. واتفق معها محمود علي موظف وعبدالله أشرف طالب وقالا: "خلاص.. مشاكل البلد كلها خلصت علشان نعرض برنامج لاكتشاف مواهب الراقصات".. نعتقد ان الوقت قد حان ليقوم الإعلام بدوره في بناء المجتمع وتوعية المواطنين صغاراً أو كباراً ولا نعرف ما الذي سيستفيده المجتمع من ظهور الراقصات علي الشاشة واكتشاف مواهبهن الفذة في الرقص. فنحن نخجل من رقصة لا تتعدي ثواني داخل مشهد بفيلم أو مسلسل فكيف نتحمل برنامجاً كاملاً عن الرقص؟! علا صالح موظفة قالت: من سمح للراقصة بالحديث عن المواهب واكتشافها. المواهب التي تحتاجها مصر حالياً هي مواهب الثقافة والعلم والصحة وغيرها من المجالات التي تفيد المجتمع. وحتي الفن لا مانع من برامج لمواهبه ولكننا نريد الفن الراقي المهذب الذي لا يخدش الحياء أو يحطم قيم المجتمع وأخلاقياته تحت ستار الإعلام. وقناة "القاهرة والناس" عليها ان تخجل وتوقف من تلقاء نفسها مثل تلك البرامج الهدامة التي لا هدف لها سوي اثارة الشباب وإشاعة الفوضي والانحراف في المجتمع. واتفقت معها مدام وفاء ربة منزل وقالت: كيف أسمح لابنتي أو ابني بمشاهدة مثل هذا البرنامج. وما الفائدة التي ستعود علي أي إنسان من مشاهدة مثل تلك النوعية من البرامج التي تهدف للربح دون خجل من محتوي ما تقدمه. أضافت: ياريت الست دينا تعمل مسابقة للسيدات الغلابة الائي لا تجدن قوت يومها. أو أطفال الشوارع. أو السيدات المسنات التي لا تجد من يعولها وغيرها من "المواهب" التي تحتاج لإلقاء الضوء عليها. الدكتور حسن علي أستاذ الإعلام بجامعة المنيا بدأ حديثه قائلاً: "لعنة الله علي الإعلانات" فهذه القناة إعلانية بالدرجة الأولي وتسعي لجذب المشاهدين وزيادة إعلاناتها من خلال بث أي مضمون حتي ان كان مخالفاً للقواعد والأعراف. وللأسف الشديد في غياب قواعد المحاسبة للفضائيات الخاصة وعدم وجود آليات ثابتة للتعامل من جانب الهيئة العامة للاستثمار المسئول الأول عن تلك الفضائيات والتي لا تضم حتي خبيراً إعلامياً أو متخصصاً واحداً في الشأن الإعلامي واختلط الحابل بالنابل ولكن ذلك سيتغير بعد تنظيم المجلس الأعلي للإعلام الذي سيضع الأمور في نصابها الصحيح. شدد د. حسن علي ضرورة مقاطعة المشاهدين لمثل تلك البرامج التي لا تقدم أي فائدة سوي الاثارة وجذب مزيد من الإعلانات. مؤكداً انه بصفته رئيساً لجمعية حماية المشاهدين والمستمعين والقراء فإنه قام بتسجيل الحلقة الأولي من البرنامج لتسجيلها وسيتقدم من خلالها ببلاغ إلي النائب العام لاتخاذ ما يلزم ضد البرنامج. من جانبه قال الدكتور محمد عبدالسلام عميد كلية التربية جامعة حلوان: ان برامج اكتشاف المواهب أصبحت أمراً واقعاً بعد انتشارها في السنوات الأخيرة. وللأسف فإن اقبال الشباب علي متابعتها والاشتراك فيها دفع العديد من القنوات الفضائية لتمويلها والبحث عن أفكار جديدة وغريبة لجذب مزيد من المعلنين حتي وان كان ذلك علي حساب المشاهدين. أضاف: ان تلك البرامج دائماً ما تتعرض للهجوم رغم كثرة مؤيديها وهو ما يجعل الجمهور ينقسم حولها ما بين مؤيد ومعارض. وبالفعل نحن في حاجة لاكتشاف المواهب ولكن في مجالات بناءة كالرياضة والتعليم والثقافة وغيرها من المجالات التي تربي النشء علي الأخلاق والقيم التي نحتاجها حالياً في مجتمعنا. أشار د. عبدالسلام إلي أن التليفزيون له تأثير بالغ الشدة علي الأطفال الصغار وعدم الانتباه إلي المشاهدة والألفاظ الغريبة في برامجه أو مسلسلاته أو كل ما يعرض عبر شاشته حتي ان كان بسيطاً أو في وقت قصير له أثر سييء للغاية ويحتاج لسنوات عند الطفل من أجل مراجعته وتغييره. وأتمني أن تراعي برامج التليفزيون سواء الوطني أو الفضائيات دقة المرحلة الحالية التي تمر بها البلاد وحاجتها الملحة لخلق أجيال علي قدر كبير من الوطنية والأخلاق بدلاً من البرامج التي لا تسمن ولا تغني من جوع.