الحساسية الوعائية أو حساسية الضغط كما يسميها البعض نوع من الحساسية لايعرفه الكثيرون.. جاءتنا رسالة من القارئة دعاء علاء الدين من بنها "قليوبية" تستفسر فيها عن هذا النوع من الحساسية التي أصابت ابنتها 13 سنة وتسأل عن أسبابها والطريقة المثلي للوقاية منها وعن بدائل الكوتيزون كعلاج للنوبات الشديدة منها. عرضنا حالة ابنتها علي الدكتور عبدالعظيم الحفني أستاذ الباطنة والمناعة والحساسية ومدير وحدة الأمراض الروماتيزمية بطب عين شمس فأكد ان الحساسيةس الوعائية حي الآن غير معروف أسبابها المباشرة ولكن هناك نظريات علمية توضح ان العمل الوراثي قد يكون سببا أو قد تحدث لخلل مناعي أو نتيجة لفيروس دخل الجسم وتسبب في تحول مناعي أدي لتحسس بالجلد وبالأنسجة تحته باعتبار ان الجلد جزء من الجهاز المناعي وقد سميت بهذا الأسم لأن التفاعل الظاهر يحدث بمجرد الضغط السطحي علي أي مكان بالجلد فيحدث تمدد في الأوعية الدموية السطحية وتتسع مسامها مؤدية لارتشاح وسخونة وتورم وألم في المكان المضغوط. يفسر دكتور عبدالعظيم بصورة أوضح آثار الضغط أو الحكة أو الهرش نتيجة للدغ حشرة لمنطقة معينة بالجسم حيث يسبب ذلك تفاعلات بالخلايا الجلدية فيستثير هذا التفاعل خلايا الجهاز المناعي تحت الجلد فتفرز بدورها مواد كيميائية هي الهيستامين والثيروتونين فتحفز هاتين المادتين الخلايا العادية بنسيج الطبقات تحت الجلد لتفرز هي الأخري مواد تسبب تمدد الأوعية الدموية السطحية بالخلايا تحت الجلد مما يؤدي لحدوث ارتشاح بتلك الخلايا وهو ما يعني خروج الماء المختلط بالدم خارج الأوعية الدموية كذلك يخرج بعض الماء الموجود في تركيبة الخلايا نفسها خارج كل خلية ونتيجة لترشح هذا الماء وخروجه يتجمع في صورة كميات من الماء الزائد تحت جدار الجلد مسببا تورمه. وبالاضافة لوجود مواد كيماوية بتركيز أعلي من المعدل الطبيعي في هذه المنطقة المتورمة تتسع مسام الأوعية الدموية فيخرج منها الماء بصورة أكثر كثافة كما يخرج منها أيضا سوائل كيماوية أخري قد تكون بلازما أو بروتين وذلك حسب كمية المواد الكيمائية المفروزة في هذا الجزء المتورم ايضا قد تخرج مواد كيماوية مثل البيولوجين والليوكوترين من خلايا أخري وهاتين المادتين تتسببان في زيادة نسبس التحسس بتمدد المزيد من الأوعية الدموية بمناطق أخري محدثة سخونة واحمراراً وتورماً وألماً في أماكن مختلفة بالجسم قد تصل إلي تورم العينين والشفاء والقصبة الهوائية مما يؤدي لصعوبة في التنفس تستلزم حجز المريض في المستشفي نتيجة حالته الحرجة واعطائه فورا حقن كورتيزون بالوريد كمرحلة أولي للعلاج وذلك ليهدئ من تهيج الخلايا المستثارة مما يقلل من كمية المواد الكيماوية المفرزة عن طريقها للمستوي الطبيعي. وبعد هدوء حالة المريض وتخطيه مستوي الخطر يتم الاستغناء تدريجيا عن حقن الكوزتيزون والبدء في المرحلة التانية للعلاج وهي الوقاية تتمثل في اعطاء المريض بصورة دائمة مضادات الحساسية التي تقلل من نسبة افراز خلاياه للهيستامين الي حد مستوي الشخص الطبيعي كما يعطي أدوية محددة تجعل الخلايا في وضع الاستقرار مما يقلل من استثاراتها وبالتالي يقلل من افرازها لأي مواد كيماوية أخري ويمكن في حالات الاصابة البسيطة كالاحمرار والسخونة والتورم في جزء بسيط من الجلد استخدام كمادات الثلج كمهدئ ومرطب. ويجب في كل الحالات تجنب مريض الحساسية الوعائية تعرضه لأي ضغط شديد علي أي مكان بجلده وتجنبه للاحتكاك أو الحكة نتيجة للدغ الحشرات كما يجب تجنبه للأماكن الحارة ذات الرطوبة المرتفعة.