اليوم هو الخامس من يونيو. ذكري يوم النكسة والانكسار الذي انطلقت منه إرادة وعزيمة المصريين لإزالة آثاره فكان لهم ما أرادوا بنصر أكتوبر.. أهم انجازات مصر في القرن العشرين.ومع ذكري النكسة تعيش إسرائيل الآن ما هو أشبه بالنكسة السياسية علي المستوي العالمي إذا استثنينا الولاياتالمتحدة يشعر القادة الإسرائيليون بالخوف ولن أقول الرعب مما يحدث في البلاد العربية المجاورة لها وهو ما سوف يكون له مردود مؤكد علي الأوضاع داخل إسرائيل. ويمكن حصر المخاوف الإسرائيلية في خمس نقاط هي الأبرز: أولاً: التوجه الشعبي والرسمي للمصريين بضرورة معاملة إسرائيل علي أنها العدو الأول وليس الصديق الأول كما كان في عهد مضي. وهذا التوجه وضح جليا من خلال التظاهرات الحاشدة أمام سفارة إسرائيل والداعية الي إغلاق السفارة وطرد السفير ثم الدعوة لاقتحام الحدود المصرية الإسرائيلية لتحرير المسجد الأقصي. يرتبط بذلك أيضا بإعلان إسرائيل ان رئيس الوزراء المصري د. عصام شرف. ود. نبيل العربي وزير الخارجية وقتها معاديين للسامية. وذلك بعد تصريحاتهما التي استفزت الجانب الإسرائيلي. أيضا ما أثير حول اتفاقية تصدير الغاز لإسرائيل وما شابها من اتهامات بإهدار ملايين الدولارات من قوت الشعب المصري في هذه الصفقة ووجود مطالبات بإلغائها وحادثة تفجير خط تصدير هذا الغاز. ثانياً: اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين وتهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو للرئيس الفلسطيني أبومازن بأن يختار بين الاتفاق مع حماس أو الاتفاق مع إسرائيل. هذا بالإضافة الي القرار المصري بفتح معبر رفح بشكل دائم وهو ما أزعج الإسرائيليين الذين أعلنوا أن مصر بهذا القرار أصبحت تمثل خطرا استراتيجيا علي إسرائيل. وأيضا المحاولات العربية للتوجه الي الأممالمتحدة للحصول علي اعتراف بقيام دولة فلسطين. ثالثاً: التغير الكبير في الموقف الأوروبي تجاه إسرائيل بعد اكتشاف ممارساتها الغاشمة ضد الشعب الفلسطيني. وهو ما ظهر في تصريحات مسئولين أوروبيين عديدين بأنهم سيؤيدون قرار إعلان الدولة الفلسطينية في الأممالمتحدة مما يمثل ضغطا علي إسرائيل. رابعاً: الموقف الأمريكي الرسمي الداعي علي استحياء لضرورة أن تتفهم إسرائيل طبيعة وتوابع التغيرات التي حدثت في الشارع العربي والقيادات العربية. وانعكس ذلك في تصريحات الرئيس الأمريكي أوباما الأخيرة حول ضرورة العودة لحدود .67 خامساً: التقارب المصري الإيراني الذي يمثل ازعاجا غير عادي للإسرائيليين. خاصة أنه يأتي بعد التقارب الإيراني السوري والذي يعني في النهاية أن إيران أصبحت حسب الرؤية الإسرائيلية تحاصر إسرائيل من الحدود الشمالية والشرقية والغربية. هذا إذا وضعنا في الاعتبار أن حزب الله في جنوب لبنان هو الذراع الطولي لإيران في المنطقة العربية. هذه المخاوف الخمسة سوف تجبر إسرائيل من وجهة نظري علي تغيير بعض من مواقفها المتشددة في القريب العاجل. *** هل ينجح المنتخب الوطني الليلة في إدخال الفرحة الي قلوب المصريين في أول مواجهاته بعد الثورة وفي يوم النكسة؟.. أتمني.