من يرفع السلاح في وجه أي مواطن أو في وجه الدولة لا يتم التعامل معه إلا بالسلاح.. جميع القوانين في كل دول العالم تتيح للشرطة استخدام الرصاص الحي دفاعاً عن نفسها أو للدفاع عن الممتلكات والأفراد في حالة تعرضهم لهجوم بالأسلحة النارية.. ولا ترفع منظمات حقوق الإنسان المتنوعة صوتاً تجاه مثل هذه الأحداث.. وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية وفي ولاية ميسوري أطلق شرطي النار علي شاب أسود وأرداه قتيلاً في ضاحية فيرجسون بمدينة سانت لويس.. ومشكلة أمريكا ليس أن شرطياً قتل مجرماً.. فهذا يحدث وباستمرار.. لكن المشكلة تتحول إلي قضية عنصرية عندما يكون الشرطي أبيض اللون والقتيل أسود البشرة.. هنا يقوم السود أو الزنوج بالتظاهر مغفلين جريمة الزنجي.. مركزين علي الشرطي الأبيض الذي استخدم السلاح في قتله. والحقيقة أنه لا فرق بين إجرام الأبيض وإجرام الأسود.. فكلاهما من زمرة المجرمين الخطرين.. ورجل الشرطة هناك لا يبادر بإطلاق النار إلا بعدما يستشعر أن هناك خطراً علي حياته أو علي حياة المارة.. أو أن هناك أخطاراً جسيمة تهدد المنشآت والممتلكات. ويشتعل الموقف ويمارس السود جميع أشكال الابتزاز رغم أن العنصرية ولّت إلي غير رجعة في أمريكا.. ووصل من الزنوج شخصيات في أعلي مدارج الإدارة الأمريكية ومنهم باراك أوباما وكونداليزا رايس وكولن باول اللذان شغلا منصب وزير الخارجية.. ولم نسمع أن هناك من أفهمهم بأنهم من الزنوج أو أنهم أقل كفاءة من البيض. العنصرية تطل برأسها في أمريكا في حالة واحدة الآن وهي اشتعال الموقف بين شرطي أبيض ورجل أو امرأة سوداء.. إلا أن الشرطة هناك لا تبالي بمثل هذه المواقف وتتعامل بنفس قسوتها المعروفة سواء مع الأبيض أو الأسود.. وعندما خرجت المظاهرات في سانت لويس بعد مقتل الشاب الأسود مايكل براون الأسبوع الماضي تعاملت معها الشرطة بالغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت وفرضت حظر التجوال وألقت القبض علي العشرات. ولم نسمع أن جمعيات حقوق الإنسان أدانت تعامل الشرطة مع هذه المظاهرات.. وكأن هذه الجمعيات التي أصبح لها فروع لدينا سواء في مصر أو الدول العربية قد أنشئت لغرض واحد لدينا.. وهو جعل الأيادي مرتعشة في تعاملها مع كل من يخل بالنظام أو الأمن العام.. لتظل دولنا العربية في حالة من الفوضي الدائمة ليتمكن من يتربصون بها من النيل منها.