مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية يعد الآن لمرحلة جديدة يتحول خلالها إلي ملتقي لإبداعات السرد في كل أنحاء العالم.. بدأ المختبر في 2009 وكان يهدف إلي تقديم إضافة للحركة الثقافية السكندرية والمصرية. وليس بديلاً لأي فعالية موجودة بالفعل. وأن يكون همزة وصل بين الأجيال الإبداعية المختلفة وبين المناطق الإبداعية المصرية بعضها ببعض وجسراً للتلاقي الثقافي بين المبدعين المصريين وغير المصريين من عرب وأجانب. كما كان أحد أهدافه الأساسية دعم الحركة النقدية المصرية باكتشاف وتدعيم المواهب النقدية الجديدة وتوسيع مفهوم السرد بما لا يقصر الزمن علي الرواية فقط. مقابلاً لإعلان موت الأشكال الأدبية الأخري. فقد اشتملت الأنشطة علي السرد الروائي والسرد القصصي ممثلاً في القصة القصيرة والقصة القصيرة جداً. والسرد السينمائي والتليفزيوني والإذاعي والمسرحي. وكانت الندوات الأسبوعية المعد لها مسبقاً احدي وسائل المختبر. فضلاً عن مؤتمرات اليوم الواحد والأيام الثلاثة بالتعاون مع جهات مصرية وعربية مثل مؤتمر السرديات بالمغرب وجامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية وجامعة واصل بالعراق حيث أقيم بالفيديو كونفرانس. يقول الأديب منير عتيبة المشرف علي المختبر إن المرحلة الجديدة ستشهد ملتقيات لقراءة ومناقشة إبداعات من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية بعد أن قدم بصورة ممتاز أعمال المبدعين العرب. يضيف "عتيبة" أنه إذا كانت الأعمال الدرامية والفنية عموماً تأخذ من السرد موضوعاته.. فمن الطبيعي أن يفيد السرد من هذه الفنون كالإفادة من الهارموني الموسيقي والإفادة من تقنيات السينما في التقطيع والفلاش باك وغيرها. والحوار الدرامي الذي يضيف إلي العمل السردي ولا يتحول إلي مجرد ثرثرة كلامية. وأيضا القص واللصق والتبقيع كما يفعل الفن التشكيلي. والحرص علي جماليات اللغة واعتبارها جزءاً أصيلاً من جماليات العمل السردي وليست كما يدعي البعض مجرد أداة توصيل. يؤكد منير عتيبة أن التجارب العظيمة التي أبدعها أدباء أمريكا اللاتينية بورخس والليندي ويوسا وأمادو وغيرهم قد أسهمت في تقديم الإبداعات السردية أو النثرية في صورة غير مسبوقة. بما أتاح لفن الرواية والقصة القصيرة موضعاً متقدماً في خارطة الإبداع العالمي. وقد حرص المختبر أن يطرح إبداعات هؤلاء الأدباء علي مائدة الدروس والحوار. والتعرف إلي الجديد فيما قدمته. ومدي الإضافات التي قدمتها بل وكيفية انعكاسها علي إبداعات اللغات الأخري غير الإسبانية والبرتغالية. في الفترة المقبلة يعد المختبر خطة عمل تتضمن عدداً من مؤتمرات اليوم الواحد.. منها مؤتمر مصر المبدعة بالتعاون مع لجنة القصة. ومؤتمر فرسان الإبداع الذي سيكرم أحد مبدعي الإسكندرية الكبار بمناقشة أعماله الإبداعية. كما ينظم بعض ورش العمل للكتابة الإبداعية والنقدية والسيناريو ويشرف عليها الأديبة اللبنانية لنا عبدالرحمن والناقد مصطفي الضبع والسيناريست ناصر عبدالرحمن. ويجهز المختبر حالياً بالتعاون مع نادي القصة اليمنية كتابين يحتوي أحدهما علي مختارات للقصة القصيرة المصرية واليمنية. والآخر مختارات القصة القصيرة جداً المصرية واليمنية. وسيتم توسيع ثلاث اتفاقيات تعاون بين المختبر ومختبر السرديات بالمغرب ووحدة السرد بجامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية ونادي القصة اليمنية كخطوة تمهيدية لإنشاء اتحاد السرد العربي.