في رده علي سؤال من إبراهيم متولي بالقاهرة حول أسباب التهاب الأذن الوسطي ومضاعفاته وعلاجه.. أكد دكتور محمد محمود الصاوي أستاذ الأنف والأذن والحنجرة وجراحة أورام الرأس والرقبة بكلية طب جامعة الأزهر أن الالتهاب نوعين التهاب حاد وفي حالة إهماله أو عدم علاجه بصورة سليمة قد يتحول إلي التهاب مزمن يسبب مشاكل في السمع ويؤدي لآثار سلبية وخيمة أخطرها ثقب في طبلة الأذن وكذلك تآكل في العظام الثلاث للأذن الوسطي مما يستدعي التدخل الجراحي. وعن أسباب الالتهاب الحاد للأذن الوسطي أكد دكتور الصاوي أن أسبابه متعددة منها ما هو متعلق بالمريض نفسه وطبيعة سلوكه كضعف مناعته أو ممارسته للسباحة بكثافة أو تعرضه لاختلاف الضغط بصفة متواصلة مثل الطيار. وهناك أسباب أخري متعلقة بالجو كتلوثه بالأتربة وأيضاً عدم النظافة البيئية التي تزيد من البكتريا الضارة بالأذن. ومن أعراض الإلتهاب الحاد ارتفاع في حرارة الجسم وألم شديد في الأذن والشعور بانخفاض في السمع مع الإصابة بالدوار. كما أن مريض الأذن الوسطي غالباً ما يصاب برشح في الأنف مع إلتهاب الجيوب الأنفية لديه وتكرار الإصابة بنزلات البرد. أما عن أعراض الإصابة بالالتهاب المزمن فتتلخص في ألم شديد بالأذن مصحوب بطنين ووخز والشعور بضربات داخلية علي طبلة الأذن وكذلك الشعور بدوار. وبتوقيع الكشف الطبي علي مريض الحالة المزمنة يكتشف المريض إحمرار شديد علي طبلة الأذن ويظهر بها نوع من البروز للخارج نتيجة ترسب إفرازات داخلية وبالكشف الخارجي تظهر هذه الإفرازات بالأذن ويصاحبها أيضاً إلتهاب بالجيوب الأنفية وأحياناً إلتهاب في الحلق. أما عن العلاج فإن علاج الحالات الحادة يستلزم علاج مسببات الإلتهاب أولاً بالبعد عن الملوثات البيئية كالدخان والأتربة والضوضاء مع تجنب الطيران أو السباحة وتجنب تعرض الأذن للمياه باستخدام سدادات الأذن. أضاف د.الصاوي أن العلاج الكيميائي لحالات الإلتهاب الحاد تبدأ بتناول مضادات الهيستامين "الحساسية" والتي غالباً ما تكون نفس المضادات المعالجة لالتهاب الجيوب الأنفية ويستمر العلاج في هذه الحالات لمدة تتراوح ما بين عشرة أيام وأسبوعين لضمان الشفاء التام مع التزام الراحة وشرب سوائل كثيرة وغالباً ما يتم شفاء 95% من هذه الحالات الحادة يعودا بعدها لممارسة حياتهم الطبيعية أما 5% فقط من هذه الحالات فينقلب الالتهاب الحاد لمزمن وقد يكون سبب ذلك إهمال المريض نفسه بعدم الذهاب للطبيب. أو لضعف شديد في مناعة المريض ولقوة الفيروسات والبكتريا المسببة للالتهاب مع عدم أخذه للعلاج المناسب أو عدم استكماله لمدة العلاج بالكامل. أما في حالة الالتهاب المزمن فيلاحظ خروج إفرازات من الأذن ومزيد من الانخفاض في السمع نتيجة ثقب الأذن وتآكل في الثلاث عظام للأذن لشدة الالتهاب مما يستلزم التدخل الجراحي لترقيع الطبلة ويسبق ذلك تناول المريض مضادات حيوية ومضادات للحساسية وعلاج لتجفيف إفرازات الأذن قبل التدخل الجراحي.