في أحد أيام عام ..1936 صدمت سيارة نقل أحد المواطنين كان يسير علي الطريق الزراعي في قرية ميت عساس.. فأردته قتيلا وكعادة أهل القري.. فقد تجمع الأهالي وقطعوا الطريق وامسكوا بتلابيب السائق يريدون الفتك به.. وحضرت علي الفور فرقة من الشرطة ولكنها لم تتمكن من السيطرة علي الجماهير الغاضبة وأصرت علي الاستمرار في قطع الطريق.. واستمرت أيضا في الاعتداء علي رجال الشرطة.. وبالطبع استنجدت الفرقة بمديرية الغربية التي سارعت بارسال قوة من الشرطة.. تمكنت من القبض علي متزعمي الجمهرة ووضعوهم في السجن.. وكالعادة انتشرت الشائعات بأن الذين تم القبض عليهم يتم معاملتهم معاملة غير آدمية ويعذبون أشد العذاب وتأثرت الجماهير بكل هذه الشائعات.. وانتقلت أخبارها الي الصحف.. وأصبح لا حديث لأحد في مصر الا عن ما حدث لأهل ميت عساس. وبدأت الأحزاب السياسية تحقق في هذا الموضوع وقرر محمد محمود باشا رئيس حزب الأحرار الدستورية أن يوفد لميت عساس.. أحمد عبدالغفار باشا عضو الحزب وعضو مجلس النواب وعاد ليؤكد في تقرير مفصل أن المساجين يلقون أسوأ معاملة ويتم التنكيل بهم.. وتقرر تقديم استجواب للحكومة في مجلس النواب عن ما يحدث في ميت عساس.. وفي الوقت نفسه قدم مدني بك حزين استجوابا آخر. ولكن مصطفي النحاس باشا رئيس الوزراء قرر حجب الاستجواب عن النظر في المجلس واعتبر ان كل ما يقال عن هذا الموضوع موجه له شخصيا باعتباره من أبناء سمنود وانه رئيس للوزراء ولأنه خبير في الشئون القانونية فقد وجد حجة قانونية تمنع مناقشة الاستجواب حيث قدم دفعاً دستوريا أكد فيه انه لا يجوز لمجلس النواب نظر أي استجواب عن أي موضوع معروض علي النيابة العامة ويجري فيه التحقيق كذلك بأن مبدأ فصل السلطات يحرم علي البرلمان مناقشة أي موضوع مطروح أمام القضاء ولم يفصل فيه بعد.. وأقر مجلس النواب هذا الدفع ومنع نظر الاستجوابين وصار هذا الدفع قاعدة وحجة يتم بها مواجهة الاستجوابات حول الموضوعات المعروضة علي القضاء. كانت هذه الواقعة قد حدثت منذ 75 عاما.. ورغم مرور كل هذه السنوات الا ان عملية قطع الطرق من خلال احتجاجات المواطنين مازالت مستمرة.. وكثيرا ما تحدثت الصحف عن مثل هذه الحوادث التي تقوم فيها الجماهير بالاحتشاد علي الطريق ومنع المرور فيه لأي سبب من الأسباب مثل حوادث الطرق ونزيف الأسفلت أو للتعبير عن الغضب لأمر من الأمور وعادة يتم علاج أسباب هذا التجمهر فمثلا عندما تجمهر الناس في بعض مناطق الطريق الزراعي القاهرةالاسكندرية بسبب حادث طريق تم انشاء كوبري لعبور المشاه. أما اذا كان أبطال قطع الطريق من البلطجية والخارجين عن القانون. فان الشرطة لا تتهاون.. والعقوبة تصل للأشغال المؤبدة.