تحت شعار "كلنا شركاء في تنمية سيناء" ناقشت مجموعة من منظمات المجتمع المدني خلال المؤتمر الأول من نوعه بعد ثورة 25 يناير عدة قضايا تشمل دور المجتمع المدني لتنمية الشباب تجاه تعميق فرص التوظيف والمشاركة السياسية وعدالة توزيع الخدمات ودور الأمن لحل مشاكل البدو لإعمار سيناء والذي نظمته الجمعية المصرية للعمل التطوعي بالتعاون مع الجمعية العامة للهجرة الداخلية ومنتدي الحوار من أجل التنمية والمجلس القومي للشباب. وذلك بمركز التعليم المدني بالجزيرة. في البداية أشارت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد إلي انه ليس فقط أبناء سيناء هم من تعرضوا للتهميش وإنما أبناء مصر كلهم تعرضوا للتهميش في ظل حاكم فاسد ظالم. مضيفة ان حكومة د. عصام شرف لديها إيمان كامل بأهمية العودة إلي سيناء وحل مشكلاتهم وضرورة التعمق داخل سيناء. قال د. صلاح عرفة رئيس مجلس إدارة الحوار والمشاركة من أجل التنمية: ثورة 25 يناير فجرت آمال وطموحات الشعب في تحقيق الحرية والكرامة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأصبحت الثورة في مهدها تتجاذبها الأفكار من كل جانب. سواء الجوانب الدستورية أو السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو التنموية. وأهمها التنمية البشرية. مما يثار في وسائل الاعلام بصفة يومية. وقد ظهر علي سطح هذه الأحداث كثير من المقترحات والمشروعات. ومن أهمها مشروع تنمية وإعمار سيناء. ونري أن هذا المشروع من أهم المشروعات وأعظمها.. مشيراً إلي أن سيناء هي بوابة مصر الشرقية وخط الدفاع الأول ومسار الأنبياء وأرض التواصل بين قارتي آسيا وأفريقيا. ولم تنجح أي محاولة علي مر التاريخ القديم والحديث لغزو مصر أو احتلالها من الغرب. لكن تمت جميع الغزوات والفتوحات عبر سيناء. أي من الشرق -كل ذلك يضيف إلي أهمية سيناء من الناحية الاستراتيجية والجيوسياسية. ويجب أن نضع مشروع تنمية سيناء في المقام الأول. حيث تمثل العبور الثاني للشعب المصري. والدعامة الأساسية لتحقيق التنمية الشاملة لشبه جزيرة سيناء. والانطلاقة الكبري نحو اعادة توزيع السكان علي صحراء مصر الشاسعة والغنية بخيراتها. أكد د. عامر أبوعميرة ممثل عن شباب شمال سيناء أن مشروع التنمية الشاملة لسيناء يشمل جميع النواحي والمشروعات الاقتصادية المتمثلة في الزراعة والصناعة والتعدين والسياحة وإقامة المجتمعات العمرانية الجديدة وما يتبعها من مشاريع خدمية والانطلاق من ضيق الدلتا والوادي وتكدس السكان إلي رحابة سيناء. التي تمتد علي مساحة 60088 كيلومتر مربع تمثل 6% من مساحة مصر. وتخدم محافظات شرق الدلتا "دمياط- الشرقية- القليوبية- القاهرة الكبري" بل محافظات الصعيد المطلة علي البحر الأحمر. إضافة إلي محافظات القناة "بورسعيد- الإسماعيلية- السويس". حيث تمثل لها شبه جزيرة سيناء منطقة جذب للسكان والاستثمار. أضاف انه بالرغم من البدء في تنفيذ مشروع تنمية شاملة لمحافظة شمال سيناء. منذ بداية تسعينيات القرن الماضي. وبتكلفة إجمالية تبلغ نحو 5.8 مليار جنيه بأسعار 1995. فإن ذلك لم يأت بثماره في تحقيق التنمية الشاملة حتي الآن إلا علي استحياء في مجال الزراعة والري. حيث تمت إقامة ترعة السلام بطول 87 كم غرب قناة السويس عند الكيلو 219 علي فرع دمياط. والتي تتجه شرقا فجنوبا ثم شرقا حتي قناة السويس عند الكيلو 27.8 جنوب بورسعيد. ثم تعبر أسفل قناة السويس وتمتد شرقا حتي وادي العريش "شرق القناة". لتسمي ترعة الشيخ جابر بطول 175كم. وإقامة 3 محطات من عدد 9 محطات لخلط ورفع المياه علي طول القناة. لتخدم مساحة 620 ألف فدان. منها 220 ألف فدان غرب القناة في محافظات دمياط والدقهلية والشرقية وبورسعيد والإسماعيلية. و400 ألف فدان شرق القناة. ويتم تنفيذ هذه المرحلة الثانية "شرق القناة" لاستصلاح وزراعة مساحة 400 ألف فدان علي مياه ترعة السلام. تري نادية عبده ممثلة عن محافظة جنوبسيناء تجاهلا كبيرا من جانب وسائل الاعلام وقصورا في التعامل مع قضاياهم والتركيز علي السلبيات التي تظهر بين حين وآخر وهو للأسف ما يؤدي إلي تفاقم الأوضاع في أي مشكلة.. مشيرة إلي ضرورة وجود محافظة ثالثة في وسط سيناء مع توفير إدارة مركزية تدير 3 محافظات وتضع الخطط والبرامج لتنمية سيناء لأنها أكبر بكثير من أن تكون مهمة إدارية لوحدة في وزارة الاسكان وهناك تجارب مماثلة تمت في مصر مثل وزارة السد العالي عام 1961 ووزارة شئون بورسعيد.. فما المانع من انشاء وزارة تنمية سيناء؟ أشاد إبراهيم عليان من رفح شمال سيناء بدور منظمات المجتمع المدني في تنمية سيناء منذ زمن بعيد حيث غابت سيناء 14 عاما بسبب الاحتلال وغيبت أيضا 25 عاما بسبب النظام السابق رافضين الاستثمار فيها. وتساءل: لماذا فشل مشروع ترعة السلام والشيخ جابر والذي كلف الدولة 4 مليارات جنيه. طالب بضرورة تمليك الأراضي إلي أبناء سيناء.. مشيراً إلي أنه لا يمكن أن يقوم مجتمع مدني مستقر في سيناء من غير ما نقوي الروابط بين الأرض وأصحابها والاكتفاء فقط بحق الانتفاع. ذكر أحمد عفيفي سكرتير عام الجمعية المصرية للعمل التطوعي ان المؤتمر خرج بعدة توصيات هامة منها إحياء مشروع قري الشباب والتي تقتضي توزيع 5 أفدنة لكل شاب للتنمية وضرورة وجود هيئة أو جهة حكومية تكون مسئولة عن تنمية سيناء علي غرار ما تم فعله عند بناء السد العالي وتوجيه سوق العمل لاحتياجات التنمية وكذلك الأبحاث العلمية تجاه تنمية سيناء وإحياء مشروع جسر الربط بين مصر والسعودية كشريان حياة جديد لسيناء ومصر وباقي العالم العربي ككل. وضرورة انشاء سكة حديد لربط الواديبسيناء واعادة اصلاح مشروع ترعة السلام والاهتمام بالصحة. مؤكدا علي ضرورة تفعيل دور أبناء سيناء من المثقفين والأخذ بأيديهم ودعم برامج التوعية السياسية وعمل ورش عمل تدريبية لشباب سيناء وتحقيق عنصر المواطنة للشعب السيناوي من خلال منحهم حق تملك الأراضي التي يقطنون عليها. اكد الفنان طارق الدسوقي سفير الاغاثة الاسلامية عبر العالم لمنطقة الشرق الأوسط والمستشار الاعلامي للجمعية المصرية للعمل التطوعي خلال مشاركته بالمؤتمر ان نظرة العالم اختلفت للمصريين وخاصة الشباب من هذا الشعب بعد ثورة 25 يناير .. مشيرا إلي الثقة في أبناء هذا الوطن بالنهوض به وتنميته في ظل العهد الجديد. وقدم طارق الدسوقي فكرة انشاء مطار بمنطقة رأس سدر والذي سيكون له الأثر الكبير في النهوض بسيناء اقتصاديا وجعلها منطقة جذب سياحي كبير.. مشيرا إلي ان هذه الفكرة تمت مناقشتها من قبل لكن النظام السابق رفضها لأسباب غير معلومة.