كشف الحادث الإرهاربي الذي تعرض له قطار أبوقير. مؤخراً ونجم عنه وفاة طفلة وإصابة "9" عن كارثة عدم تأمين القطار الذي يقل قرابة "500" ألف راكب يومياً رغم التهديدات الإرهابية. لوسائل النقل العامة غير أن قطار أبوقير فاقد التأمين تماماً وصيد سهل للعمليات الإجرامية سواء الإرهابية أو السرقة والتحرش. كما هو مثبت في عدة محاضر في قسم شرطة محطة السكة الحديد. يروي شهود عيان أن القطار خال من التأمين الداخلي بينما تعددت وسائل الإجرام في المحطات الخاصة به. بعد أن تحولت مداخل هذه المحطات إلي مرتع للباعة الجائلين ومروجي المخدرات علناً في وضح النهار وتعددت حالات التثبيت العلنية. في ظل غياب أمني تام. والغريب أن غالبية محطات القطار ينعدم فيها التواجد الأمني!! يؤكد عدد من الركاب المواظبين عليه أن الحديث عن عودة الأمن في الفترة الأخيرة مجرد تخيلات تنقلها وسائل الإعلام ولا وجود لها في قطار أبوقير وأن الكثيرين أصبحوا يعزفون عن استقلاله منذ قيام ثورة يناير. وما تبعها من انفلات أمني بينما الأغلبية يجبرون علي استقلاله بسبب تعثر أوضاعهم المالية وعدم قدرتهم علي استقلال الميكروباص الذي يغالي في تعريفة الركوب في ظل غياب الرقابة وخاصة عقب ارتفاع أسعار البنزين في الآونة الأخيرة خاصة أن أجرة القطار جنيه واحد فقط. يصف عدد من الركاب قطار أبوقير ب"مملكة البلطجية" الذين يتأخذون من القطار ملاذاً لأفعالهم الإجرامية. التقت "المساء" بمجموعة من الكمسارية وسائقي قطار أبوقير للتعرف علي أهم المشاكل والتحديات التي تواجههم أثناء سير القطار أكد إبراهيم خطاب المشرف علي إحدي رحلات القطار أن القطار أرض خصبة للمشاكل والأزمات والأعمال الإجرامية خاصة منذ اندلاع ثورة يناير واختفاء رجال الشرطة تماماً من داخل القطار. وقال: "لو ألزمت شرطة السكة الحديد فرد أمن أو اثنين بالتواجد داخل القطار نجدهم معظم الفترات نائمين وغائبين عن الوعي عما يدور داخل القطار ليصبح تواجدهم مثل عدمه. الأمر الذي يجعلنا نرضخ للبلطجية. ولا نستطيع تحصيل ثمن التذكرة منهم مما يضيع أموالاً طائلة علي الهيئة في ظل تكاثر البلطجية بكثرة في السنوات الأخيرة. أشار إلي أن المعدل الطبيعي "3" رحلات للقطار في الساعة الواحدة. لكنها تقلصت إلي رحلة واحدة في الساعة وتصل إلي رحلة كل ثلاث ساعات أحياناً بسبب تلاعب السائقين وعدم التزامهم بالمواعيد وبسبب تهالك "الاستوكات" وإجراء الصيانة بشكل ورقي مما يفتح الأبواب للكسب غير المشروع وخاصة أن الهيئة تصرف حافز تسهيل وتشغيل وصيانة قطارات ويستحوذ عليها "8" أفراد من كبار الموظفين. واعتبر "خطاب" تقلص الرحلات بمثابة "كارثة" بدعوي أن هذا يؤدي إلي تكدس الرحلة وزحام شديد يكاد تنعدم معه الحركة داخل عربات القطار الأمر الذي يجعل الكمساري عاجزاً عن تحصيل 10% من العدد الفعلي للركاب. مما يضاعف من الخسائر. وأوضح حسين محمد منصور كمساري: أن القطار يمر علي "16" محطة منها "4" محطات يطلق عليها "محطات الموت" وهي: "الضاهرية غبريال المنتزه الإصلاح" مؤكداً أن البلطجية يقومون بالتعدي علي القطار في هذه المحطات بالأسلحة البيضاء ويتعدون علي الكمسارية ويحاولون سرقة إيراد القطار منهم بخلاف قيامهم بتثبيت عدد من الركاب والاستيلاء علي أموالهم وأجهزتهم المحمولة "عنوة" بخلاف قيامهم ببيع مخدر "الترامادول" علناً. وسخر "منصور" من تأمين "5" محطات فقط من إجمالي "16" محطة يمر بها القطار منها محطتان رئيسيتان هما محطة مصر وسيدي جابر. وكل منهما تضم قسم شرطة بالإضافة إلي "3" محطات يتواجد فيها فرد شرطة وحيد. وهي: الحضرة وسيدي بشر وأبوقير مؤكداً أن أفراد الشرطة في المحطات الثلاث يتشابهون مع إسماعيل ياسين في دور العسكري الساذج حيث يكتفون بدور المتفرج علي عمليات السرقة والاعتداء علي القطار خشية تعرض حياتهم للخطر. بينما وصف منصور أن "باقي محطات القطار" المفتوحة علي البحري تنعدم إلي وسائل التأمين والحراسة و قال: "لو دخل إرهابي بقنبلة إلي هذه المحطات لن يجد من يقول له ماذا تفعل وهنا تكمن الكارثة. ولا نملك السلطة لتفتيش أي راكب. أو التعامل معه بصورة أمنية واستفسر إسماعيل محمد كمساري عن دور الجهة المختصة بتوزيع الرحلات علي السائقين. كاشفاً عن كارثة بأن السائقين يعملون علي القطار وفقاً لمزاجهم الشخصي مؤكداً أن السائق من المفترض أن يعمل "4" رحلات يعمل رحلة واحدة. والبعض الآخر لا يعمل نهائياً. تحت مظلة المحسوبية والتكاسل أحياناً كثيرة ويحصلون علي رواتبهم كاملة لاثبات حضورهم الوهمي في الدفاتر. وكشف أن تقلص عدد رحلات القطار يؤدي إلي إهدار المال العام مؤكداً أن متوسط دخل القطار في ظل عدد رحلاته الطبيعية وسيطرة الأمن قرابة "500" ألف جنيه بينما لا تتجاوز الآن "50" ألف جنيه. أشار إلي أن محطة "الإصلاح" تعاني من هبوط أرضي يؤدي إلي تهدئة القطار مما يدفع البلطجية إلي الاعتداء علي الركاب وسرقة متعلقاتهم الشخصية والقفز من القطار أثناء التهدئة. أكد مختار عبدالغني كمساري أن جميع الخطوط الداخلية من وإلي الإسكندرية "الدرجة العادية" لا تصلح لركوب البشر ولا الحيوانات علي حد وصفه ومنها علي سبيل المثال قطار "654" خط مطروح الذي لا يوجد به أدني تأمين أو حراسة رغم أنه يسير قرابة "250" كيلو في الصحراء وقطار "128" ايتاي البارود و"894" شربين و"782" رشيد جميعها لا تصلح للاستخدام البشري. قال عبدالحميد السيد سائق إن الجميع يلقي اللوم علي السائقين في حين أننا نتعرض يومياً لإصابات بالغة ويوجد أكثر من "4" حالات إصابة فقد للعين للسائقين نتيجة إلقاء الطوب والزلط علي الزجاج في وجه السائق لتأديبه لأنه يطلق "الزمارة" لتنبيه المارة بالابتعاد عن قضبان السكة الحديد بالإضافة إلي عدم وجود خفير علي العديد من المزلقانات منها الرمل الميري وغبريال والضاهرية وأشار عبدالحميد إلي أنه لا توجد أدني وسائل الأمان في القطار وينجلي ذلك أثناء عبث الصبية من الركاب بفتح "الجزرة" التي تتواجد بالعربة الأخيرة من القطار والتي تؤدي إلي توقف القطار تماماً ولا يتحرك إلا بعدما ينزل "العطشجي" مساعد السائق لغلق الجزرة مرة أخري والكارثة الأكبر هي وجود جزرة أخري بين الجرار وأول عربة وهي المسئولة عن هواء الفرامل وفي حالة فتحها لا يستطيع السائق ايقاف القطار وحدث ذلك في كفرالدوار وتسبب في حادث مهول راح ضحيته العشرات وتساءل السائق أين دور ورشة صيانة الحضرة المفتوحة بمصراعيها للحرامية واللصوص فكيف لا يتم صناعة صندوق حديدي علي كل جزرة في القطار؟ أكد مصدر أمني بشرطة السكة الحديد رفض ذكر اسمه أن الأسوار قليلة الارتفاع وغير المتواجدة في بعض الاحيان علي جانبي شريط السكة الحديد من أهم المخاطر التي تواجه السكة الحديد وتفتح الطريق أمام الخارجين عن القانون لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية. وأشار إلي أنه رغم التأمين الشديد في محطتي مصر وسيدي جابر إلا أنهما غير كافيين لتأمين الخطوط الفرعية ومن أهمها قطار أبوقير. وفي جولة داخل القطار التقت "المساء" ببعض الركاب قال محمود أبوالمجد طالب إنه لا يخشي ركوب القطار بعد الحادث فهو معتاد بصورة يومية علي الذهاب إلي عمله عبر هذا القطار و أشار محمود بيده إلي عدة أقفاص تحوي طيوراً متنوعة تسبب الأمراض بخلاف أنه خال من النظافة والروائح الكريهة وقال: باختصار هذا القطار لا يصلح للاستخدام الآدمي ويثبت أن محدودي الدخل مازالوا خارج حسابات الحكومة.