حالة من التفاؤل سادت بين أوساط موظفي هيئة قصور الثقافة . انعكست علي النشاط الرمضاني الذي تشهده الهيئة هذا العام . وتزدهي به فروع الثقافة . أو أكثر هذه الفروع . مثل فرع القاهرة . وفرع الجيزة . وفرع الشرقية . وفرع الفيوم . والإسكندرية .. وقد جمعت هذه الأنشطة بين البعد الفكري الوطني كالاحتفاء بانتصارات مصر في العاشر من رمضان ومقدماتها التاريخية وأبعادها المستقبلية . والبعد الأدبي الإبداعي . بما تشهده ليالي رمضان في فروع الثقافة من أمسيات شعرية تقدم خلالها الأصوات الراسخة والأصوات الجديدة معاً . بالإضافة إلي مناقشة قضايا الثقافة والأدب بصفة خاصة عبر عدة أحداث . وكذلك البعد الفني متمثلا في معارض الفنون التشكيلية الطريفة وغير النمطية . ومنها مثلا معرض للصور الفوتوغرافية من الطبيعة لأحمد سوكارنو أقيم بقصر ثقافة الزقازيق . ويصور مشاهد من الصحراء والسماء والبحر والبر تجسد نعمة الخالق . وتبدو كما لو كانت مبتدعة بريشة فنان قدير .. والمعرض الثاني بقصر ثقافة روض الفرج لأطفال وناشئة موهوبين من نوادي هليوليدو "إبراهام" وقصر روض الفرج "سمر جمال " ونادي الطيران "بدرية محمود" وحمزة محمد وبسمة محمد . ومكتبة الأسرة "عبير بغدادي" وغيرهم .. وقد أشار محمد عبدالحافظ ناصف نائب رئيس الهيئة ورئيس إقليم القاهرة الكبري وشمال الصعيد . إلي أنه سيتم إقامة 5 صالونات للفنون التشكيلية للموهوبين في الإقاليم . وتمنح جوائز للفائزين الثلاثة الأوائل . والسن للمتسابقين مفتوح . مع حيادية في التحكيم علي مرحلتين .. كما أشار محمد الشرقاوي مدير عام ثقافة القاهرة أثناء افتتاح معرض روض الفرج هذا والليالي الرمضانية به . إلي أنه ستقام كذلك مسابقة لحافظي القرآن الكريم من أعمار مختلفة. عنصر التفاؤل الذي ساد - مع برنامج جيد للأنشطة الرمضانية - تمثل في تجديد الوجوه بالهيئة . فتولي موقع نائب رئيس الهيئة أديب شاب لأول مره هو محمد عبدالحافظ ناصف . وهو دون الخمسين - كما تولي رئاستها كذلك ناقد وباحث أكاديمي كبير هو د. عبدالناصر حسن . وهو جدير بهذا الموقع وقد أثبت نجاحه من قبل في رئاستة لدار الكتب . بل وحظي - قبل هذا جمعيات - بثقة زملائة أساتذة كلية آداب عين شمس . حينما اختاروه عميداً للكلية العريقة . لكنه آثر العمل الثقافي الميداني العام. انتصار العاشر من رمضان حظي باهتمام كبير وخاصة في احتفاليتي الشرقيةوالقاهرة .. ففي احتفالية الافتتاح بفرع ثقافة الشرقية برئاسة محمد مرعي . تناول الأدباء الأهداف التي سعت حرب رمضان إلي تحقيقها . ومنها "هدف تكتيكي" تحدث عنه السادات . من أجل تحريك القضية . أي قضية فلسطين وتحرير سيناء كما كان يفكر . وهناك أهداف أستراتيجية . وهي الأساسي . تتمثل في تقوية الوضع السياسي والاقتصادي لمصر . وتطوير قواتها المسلحة . والانطلاق إلي دور إقليمي يأخذ زمام المبادرة والمبادأة لايكتفي بالدفاع .. ومنذ ذلك التاريخ تحاول مصر تحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية التي لم تتمكن منها لوجود "المخلوع الأول" علي رأسها وتنفيذه لكل مطالب امريكا والصهاينة والغرب لتحجيم وتقزيم مصر .. لكن بعد ثورة 30 يونيه وشرارتها الأولي في 25 يناير بدا اتجاه مصر واضحاً لأخذ زمام المبادرة والتحول إلي الهجوم - بصفة عامة - لا الدفاع .. وهذه الفكرة نفسها أكد عليها المتحدثون في افتتاح ليالي رمضان لفرع ثقافة القاهرة بروض الفرج بوجود محمد عبدالحافظ ناصف ومحمد الشرقاوي وإلهام وصفي و ياسر عبدالرسول من مسئولي الثقافة بالإضافة إلي د. محمد زيدان مدير عام فرع ثقافة الجيزة . وكان ضيوف الافتتاح الشاعرة جيهان سلام والفنان حسني عامر . وأدار الندوة الأفتتاحية حمدي عبدالرازق . وسهر الجمهور مع فرقة القليوبية للموسيقي النحاسية التي كان "ناصف " قد أنشأها أيام رئاستة لفرع ثقافة القليوبية . وكان من الأصوات الغنائية المؤثرة فيها صوت أشرف لطفي. أما لقاء الزقازيق - قمع الاحتفال بالنصر - كانت هناك أمسية شعرية أدارها محمود الديداموني وقدمها محمد مرعي بحضور أحمد سامي خاطر مدير قصر ثقافة الزقازيق . وشارك فيها الشعراء : صلاح محمد علي وجيهان سلام وعطية شواشي ونبيل مصيلحي وعلاء عيسي وحسام الكرار وشيخ العرب همام وغادة تهامي وسمير رزق وسعيد الشافعي .. بالإضافة إلي قصة قصيرة ألقاها ياسر علي عبدالعليم .. وجري تضفير الشعر بالغناء والموسيقي العربية من خلال التخت الشرقي لفرقة الموسيقي العربية . الذي تقدم أصواتاً غنائية مثل أسماء بكر وميمي سلطان. وغير هذه القاعة الرئيسية لقصر ثقافة الزقازيق . شهد القصر احتفالية يومية موازية . تحييها فرقة الشرقية للفنون الشعبية . وبعض فقرات الإنشاد الديني . وأقيم ديكور في باحة القصر يتناسب مع الحي الديني للشهر الكريم . من خيامية وأرابيسك ونقش علي الخشب بالأيات القرآنية.