في طبقات المناوي. ينتسب السيد أحمد البدوي إلي بني بري في بلاد الشام والده هو السيد علي البدري الشريف العلوي. وأمه هي السيدة فاطمة بنت محمد بن أحمد بن عبدالله. ويتصل نسبها أيضا إلي الإمام الحسين. وقد رحل والده بأسرته إلي مدينة فاس بالمغرب أما بقية المؤرخين فهم ينسبون السيد البدوي إلي أسرة علوية شريفة كانت تقطن مكة. فلما تفاقمت الصراعات بين العلويين والأمويين. واقتحم الحجاج بن يوسف الثقفي الحجاز. هاجرت أسرة البدوي ضمن مئات الأسر العلوية من الشام والعراق إلي مصر وبلاد إفريقية. استقرت الأسرة في الغرب من حوالي عام 73 إلي عام 603ه. أي أكثر من خمسة قرون. دفعها إلي طول الإقامة أن بلاد المغرب اصبحت مجالا لدعوات العلويين. ثم قامت فيها الدولة الفاطمية فلما بدأ الجزر في أيام الفاطميين. عادت اسرة البدوي إلي مكة. باعتبارها الموضوع الانسب لنشاطها الديني. قيل إنه ولد في زقاق الحجر مدينة فاس بالمغرب سنة 596ه. وكان اصغر ثمانية من اخوته. وإن قصرت روايات أخري عدد الأخوة علي سبعة. ثلاثة ذكور واربع إناث. ربما كما يقول محمد فهمي عبداللطيف لتحقيق المشابهة بما هو مأثور عن ابناء النبي صلي الله عليه وسلم. وثمة مؤرخون يرجعون أصل البدوي إلي العلويين الذين كانوا في الحجاز. يرتفع نسبه إلي علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب. وهذا النسب تناولته التراجم القديمة. ونقش علي مقصورة ضريح البدوي بطنطا وعندما غادر مكة. كان يحتفظ بشجرة نسبه. ثم رحل قومه أيام الأمويين إلي بلاد المغرب. واستقر جيل منهم في فاس. بينما عاد والده إلي موطنه الاصلي في مكة. ومعه ابناه حسن وأحمد. وكان ذلك برؤيا أخري رآها والده الشريف علي بن إبراهيم تأمره بالرحيل. فرحل في 603ه ومعه أولاده. ومنهم السيدأحمد البدوي والابن الأكبر حسن ومات الأب في مكة عام 627 فتولي الشريف حسن رعاية اخيه أحمد البدوي فأقرأه القرآن الكريم ثم تغيرت احوال السيد البدوي فاعتزل الناس. ولزم الصمت ولم يعد يكلم الناس إلا بالإشارة. وسافر أحمد البدوي إلي العراق وكانت مركزا من مراكز التصوف الإسلامي. وموطن القطبين أحمد الرفاعي وعبدالقادر الجيلاني ثم غادر العراق إلي مكة. ثم سافر من مكة في 634 إلي طنطا. فوصلها بعد ثلاث سنين. وإن أكد بعض رواة سيرته انه قطع المسافة بين مكة ومصر في إحدي عشرة خطوة! والأرجح انه لم يذهب إلي طنطا مباشرة. وإنما أقام في القاهرة زمنا. وتقاطر عليه الاتباع والمريدون فزينوا له السفر إلي طنطا. والإقامة بها. ومن الروايات التي تحيط بها الشكوك. وأنها ربما كانت مختلفة. صراع السيد البدوي إبان إقامته في العراق وفاطمة بنت بري. وهي امرأة بدوية تنتمي إلي إحدي العشائر في شمال العراق. وكانت ذات جمال. ولها قدرة علي الإغراء وفتنة الرجال. ورجال الصوفية بخاصة حاولت فاطمة بنت بري ان تستميل السيد البدوي. لكنه صدها. ولقنها درسا بليغا. وثمة رواية ثانية أشرنا إليها عن استقبال الظاهر بيبرس للسيد البدوي عند قدومه إلي مصر. كان استقبالا طيبا. بذل فيه بيبرس الكثير من الاحترام والتقدير والود وروايات أخري تدين لخيال الفنان الشعبي بأكثر مما تدين للواقع. بل إن المحقق أحمد شاكر وجد في السيد البدوي خرافة تجسمت في أوهام الناس. حتي صارت عقيدة راسخة.كمثل ما يعتقدونه في الشيخ الأربعين والشيخ المتولي. وغير ذلك من الشيوخ الذين لا حقيقة لهم إلا في أوهام العامة والجاهلين.