في مملكة التلاوة أبناء كثيرون ورثوا ولاية العهد عن آبائهم وأجدادهم وساروا علي نفس الدرب.. ومن أشهر هؤلاء أبناء الشيخ المرحوم عبدالباسط عبدالصمد أحد أشهر قراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي والذي لقب بصاحب "الحنجرة الذهبية" و"صوت مكة". الأبناء وهم أحد عشر ابناً وابنة - أو أحد عشر كوكباً - كما كان يحب أن يطلق عليهم - أربعاً من الإناث وسبعة من الذكور.. جميعهم يحفظون القرآن الكريم حفظاً كاملاً بالتجويد.. لكن.. لم يعمل في مجال القراءة سوي اثنين فقط من الأبناء هما: الشيخ طارق عبدالباسط "ضابط الشرطة" والشيخ ياسر عبدالباسط الذي تفرغ لقراءة القرآن الكريم. الشيخ طارق تحول ظروف عمله بوزارة الداخلية دون انضمامه للإذاعة.. وهو من مواليد 29 يوليو عام ..1959 وعلي الرغم من أنه حصل علي ليسانس حقوق في كلية الشرطة.. جامعة عين شمس.. إلا أنه التحق بعد ذلك بمعهد القراءات في الأزهر ودرس فيه لمدة سنتين وحصل علي إجازة التجويد.. وبعد ذلك تقدم لعضوية نقابة القراء وسجل للقرآن الكريم في قناة "المجد" السعودية.. وقرأه ايضا برواية قالون عن نافع المدني وهي التي يقرأ بها في دول شمال أفريقيا والجزائر وتونس وليبيا. يقول طارق عبدالباسط إنه يقرأ بالبدلة في القاهرة فقط لكنه عندما يسافر إلي دول أوروبا وأمريكا يرتدي الزي الأزهري لأن هناك ارتباطاً في أذهانهم ما بين قارئ القرآن والأزهر.. وكل مهنة لها زي خاص بها.. أما أخي الأصغر "ياسر" فهو يرتدي العمة والكاكولا أثناء القراءة. الشيخ ياسر عبدالباسط وهو أصغر أبناء الشيخ عبدالباسط.. حفظ القرآن وكان يفتتح طابور الصباح في مدرسته الابتدائية وفي الحفلات المدرسية بآيات الذكر الحكيم.. تخرج في كلية الآداب.. لغات شرقية.. وعمل فترة وجيزة في مجال السياحة إلا أن شغفه وحبه للقرآن جعله يتفرغ للتلاوة إلا أن لجنة الاختبارات في الإذاعة رفضته عدة مرات! سألته: هل رفضتك اللجنة لأنك تقلد الوالد "رحمه الله". أجاب: - أنا لا أقلد والدي.. لكني امتداد له.. وبحكم الوراثة والجينات ورثت شيئاً من صوت أبي وأطور القراءة حسب صوتي والإمكانات المتاحة لي.. وأحاول أن أضيف شيئاً جديداً.. وأضع بصمة خاصة بي.. وهناك عائلات بأكملها تتوارث القراءة مثل عائلة "المنشاوي".