جاءتني من دمياط في حالة إعياء شديد قالت: أرجوكم ساعدوني فقد امضيت ليلتي السابقة أطوف في الشوارع بعد أن طردتني صاحبة البيت وأنا سيدة مسنة تجاوزت الخامسة والستين ولا اتحمل البهدلة خاصة أنني كنت أعيش حياة كريمة. محنتي بدأت منذ عدة سنوات عندما اصيب ابني الوحيد بسرطان بالمخ ودخلت معه دوامة كبيرة من العلاج بعت عليه كل ما ورثته عن أبي ولم يتبق سوي الشقة التمليك التي كنا نقيم فيها. ظل زوجي يلح عليّ تارة ويهددني بالطلاق تارة حتي نقلت ملكيتها له وسط دوامتي مع مرض ابني الذي استراح للأبد وترك لي لوعة فراقه لم يمض سوي شهور علي وفاته وقبل أن تجف دموعي عليه فوجئت بزوجي يطلقني غيابياً ويطردني من الشقة بكل قسوة. استأجر لي جيراني شقة صغيرة انتقلت لها وسددوا لي إيجار ثلاثة شهور وقبل أن تنتهي خرجت أبحث عن عمل كمربية أطفال أو جليسة مسنين ولكني وجدت كل الأبواب موصدة أمامي حيث لم يقبلني أحد لكبر سني والنتيجة طردتني صاحبة الشقة عندما تأخرت شهراً واحداً عن السداد. قضيت ليلتي أبحث عن حل ثم انتهيت للجوء إليكم وكل أملي أن أجد من يتكفل بسداد إيجار الشقة فقط ويبلغ 250 جنيها أما ضروريات حياتي فأقل القليل يكفيني فأعيش بوجبة واحدة من الخبز الجاف وأحمد ربي عليها ولكن ما لا أتحمله هو حرماني من المأوي. أنهت "عايدة علي حسن" حديثها وسافرت بعد أن حصلت علي الإيجار المتأخر وكلها أمل ورجاء إلا تتعرض لهذه المحنة ثانية فلا تتخلوا عنها.