أشاد علماء الدين بالمشروع الذي تتبناه مشيخة الأزهر تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر والخاص بإنشاء بيت الزكاة والصدقات المصري كهيئة مستقلة تماماً عن الحكومة.. مؤكدين أن هذا المشروع خطوة في طريق الحفاظ علي أموال الفقراء وتوزيعها علي من يستحقون وفقاً لمصاريفها الشرعية بعدما ثبت أن كثيراً من أموال الزكاة تصرف في غير مجالاتها خاصة أن الأزهر يلقي قبولاً واسعاً من كافة فئات المجتمع علي إدارة هذا المشروع لثقة الجميع في شيوخه. يقول د.عبدالفتاح إدريس أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر إنه من المعروف أن المشيخة تعلن منذ .عدة عقود في وسائل الإعلام بأنها تتلقي زكوات الناس نقداً أو بشيكات وهذا الأمر معلوم للكافة لا يكاد يجهله أحد.. لذلك عندما تقوم المشيخة بجمع أموال الزكوات فإن هذا المشروع سوف يلقي قبولاً واسعاً من كافة المصريين خاصة أن من يقوم عليه أفراد يتمتعون بالعلم والفكر والتجرد والموضوعية ولهم خبرة بالشريعة فقهاً وأصولاً وعلم بالاقتصاد والحساب ونحو ذلك ممن يتمتعون بالورع من أهل مصر ودون أن يكون لهم تبعية لأي جهة كائنة ما كانت. أضاف أنه لا مانع من أن تشرف الدولة علي هذه المؤسسة علي أن يقتصر الإشراف علي مجرد الرقابة بحيث يكون هناك توثق لحسن سير العمل فيها وليس فيها تجاوزات ويكون للدولة في هذه الحالة بجهازها الرقابي علي المؤسسة أن تحاسب المخطيء فتعزله وتستبدله بآخر دون أن يكون لهذه المؤسسة تبعية لجهة من جهات الدولة سواء كانت جهة مالية أو اقتصادية أو دينية وذلك لأن قيام الأزهر باختصاصه علي المؤسسة لن يضيف جديداً لأن هناك أموالاً ذكية ترسل إلي المشيخة وهي تتولي التصرف فيها وفق ما هو متبع لديها. مشروع ناجح أكد الشيخ منصور الرفاعي عبيد وكيل وزارة الأوقاف الأسبق أن هذا المشروع بدأ به الرئيس الراحل أنور السادات عندما أمر بإنشاء بنك ناصر الاجتماعي وجاء في صلب تأسيس البنك أنه خاص بجمع الزكاة وتوزيعها ولقد قمنا بالعمل مع البنك فترة لا تقل عن 10 سنوات وكان له نشاط عظيم في جمع الزكاة وتوزيعها وأسهم يومها في شراء سيارات تاكسي للمحتاجين بأمور ميسرة.. كما نزل إلي القري والريف واشتري بعض المواشي لتوزيعها علي الفلاحين الفقراء.. كما قام بعمل موائد للرحمن ومشروع فستان العيد وغير ذلك من الأمور التي كنا نسهم فيها بالعمل الإيجابي من أسوان إلي الإسكندرية ودمياط إلي العريش ثم فكرنا في إنشاء مصانع لتشغيل الفتيات اليتيمات فيها وكانت خاصة بالتريكو وغير ذلك.. إلي أن توقف العلم في المشروع. أشار الشيخ عبيد إلي أن مشروع مشيخة الأزهر سوف يكون من أنجح المشروعات في مصر فنحن نثق في فضيلة الإمام الأكبر له اتجاهات خيرية وعمل ابتكارات رائدة في هذ الميدان فهناك آراء لبعض الفقهاء بأن الزكاة في الإمكان أن نبني بها مصانع وأن نقوي مصانع قائمة ونمد المستشفيات بالعلاج وأن نبني بعض المساكن للمتزوجين حديثاً من الفقراء والذين لا يقدرون علي دفع ثمن الشقة وأن تكون هناك نهضة زراعية من خلال استصلاح جزء من الأراضي وتشغيل الأيدي العاملة من الفقراء فيها وأن يكون الناتج منها للفقفراء كذلك.. المهم هي خطوة علي طريق الإصلاح ويستطيع فضيلة الإمام أن ينهض بها نهضة شاملة يذكر بها عند الله ويشكر بها عند الناس. حماية أموال الفقراء يقول د.شوقي دنيا أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر والعميد السابق لكلية التجارة إن الله سبحانه وتعالي عندما شرع الزكاة جعلها محلية وليست مركزية أي أن كل إنسان ملزم أن يدفع زكاته للفقراء الذين يتواجدون في المحيط الذي يعيش فيه سواء في قريته أو الحي الذي يقطن فيه لأنه أدري بالفقراء ما إذا كانوا حقيقيين أم من أدعياء الفقر.. أما فيما يتعلق بتخصيص بيت للزكاة يقوم بجمعها وتوزيعها فهذا الرأي كان فيه آراء فقهية وتاريخية متعددة حيث يري البعض أن إخراج الزكاة بشكل فردي عديم الفاعلية بدليل انتشار الفقر وارتفاع نسبة البطالة والعنوسة وغيرها من المشاكل وبالتالي فإن جمع الدولة للزكاة يؤهلها لإعادة إنفاقها بالشكل الصحيح الذي يقضي علي مشاكل المجتمع المختلفة.. بينما يري الرأي الآخر أن هناك بعض التخوف من تولي غير الأكفاء لإدارة الزكاة فهذا يفتح الباب لأكل مال الفقراء بالباطل.. وفي رأيي أن فكرة أن يتولي الأزهر الشريف جمع الزكوات وتوزيعها فهذه أفضل طريقة لحماية أموال الفقراء لأن الأزهر مؤسسة موثوق في نزاهتها وفي أنها سوف تحسن توزيع أموال الزكاة في مصارفها الشرعية الصحيحة لأن العبرة ليست في أداء الزكاة فقط بل في تصريفها بشكل صحيح يستفيد منه الفرد والمجتمع من خلال استثمار تلك الأموال في مشاريع تجارية وصناعية تدر دخلاً يتم القضاء به علي الفقر والبطالة وغيرها.