لم يبق علي الشهر الكريم سوي أيام معدودات. وهذه الفترة من مواسم الخير والعمل الجاد والتطوعي انها لمناسبة ينتهزها الصالحون من عباد الله فالأعمال ثوابها عظيم خاصة أن سيدنا محمداً صلي الله عليه وسلم كان يكثر من صنوف العبادة علي مدي شهر شعبان وفي مقدمتها الصيام. المميزات التي أتاحها رب العباد كثيرة ومتنوعة. فمن أراد أن يحصل علي هذه المميزات أو جانب منها فالفرصة أمامه ولتكن العزيمة الصادقة والإخلاص من أهم الدوافع التي تجذب المسلم للإقبال علي الخيرات فالأعمال كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم تُرفع إلي الله في هذه الأيام والصالحون يبادرون للاقتداء بالرسول عسي الله أن يتقبل منهم أعمال الخير. إن نداء الله لعباده الصالحين دائم في كل الأوقات وهؤلاء دائماً لا يشغلهم أي شيء عن عمل الخير وصدق الله إذ يقول: "رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار. ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب" الآية: 37. 38من سورة النور. ولا شك أن في مقدمة جلائل الأعمال في هذه المناسبة بر الوالدين والسهر والعمل علي توفير كل وسائل الراحة وتوفير متطلباتهم تقديراً لدورهما في التربية وبذل الجهد من أجل سعادة الأبناء. وكذلك هناك صلة الأرحام والعطف علي الأيتام والرحمة بالمساكين والفقراء وقد نبه الله سبحانه إلي ضرورة الالتزام بتلك المهام التي تساهم في تقوية وتنمية أواصر العلاقات وإذكاء قيم المحبة والود بين الآباء والأبناء وقد أمر الله بذلك في آيات القرآن الكريم "وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً. واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً. وقد جاء رجل إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم وسأل قائلاً: يا رسول الله هل عليّ من شيء نحو والدي بعد وفاتهما؟ قال صلي الله عليه وسلم : نعم هناك الصلاة والدعاء لهما وبر صديقهما وصلة من لا تتم الصلة به إلا بهما" إذن العمل ممتد لبر الوالدين حتي بعد وفاتهما. وكذلك أمام الصالحين من الأعمال التطوعية الكثير يتصدرها صلة الأرحام من الأهل والأقارب لأنها تزيد في سعة الرزق وتطيل العمر وتدفع عوادي الشر عن الإنسان. كما أن الفرصة متاحة للمشاركة في بناء دور العبادة والمدارس والمستشفيات. وكل إنسان يجب أن يبحث عن أي عمل خير لزيادة رصيده من هذه الأعمال وليته يبادر إلي هذه الأعمال كما يسعي لزيادة رصيده من الأموال في المصارف والبنوك أن تلك الأعمال هي التي تبقي له ذخيرة حين يرحل عن هذا العالم وقد نبه رب العباد إلي ذلك في آيات من الذكر الحكيم "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون. ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون. لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة. أصحاب الجنة هم الفائزون" 18:20 من سورة الحشر. ومما يبعث الأمل في النفوس أن هناك رجالاً أقبلوا علي أعمال الخير وكانوا قدوة لغيرهم ولم يبخلوا بأي جهد أو فعل يدخل السرور علي البائسين وأصحاب الاحتياجات من كل الفئات والطوائف وليكن خير هؤلاء للأهل والأقارب اقتداء برسول الله صلي الله عليه وسلم حيث قال: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم خيري لأهلي" إن الجوانب المشرقة في حياة الرسول والصالحين كثيرة ومتنوعة. والفرصة متاحة أمام هؤلاء للتزود بأعمال الخير. "وتزودوا فإن خير الزاد التقوي" ومن أهم الأمور التي تبعث التقوي في القلوب بذل أقصي الجهد لكسب المال بطرق مشروعة وعدم التكاسل عن العمل لأن هذه الظاهرة من العادات السيئة حيث درج كثير من العاملين علي تقاضي المرتبات والأجور دون عمل وبتخاذل يتنافي مع قيم الإسلام ومبادئه إن الأمة في أشد الحاجة للعمل والبناء خاصة في هذه الأيام المباركة إن في ذلك لذكري لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد.