ارتفعت في سوريا في الفترة الأخيرة أي خلال شهرين من الانتفاضات المتعاقبة في المدن السورية المختلفة ضد الرئيس السوري بشار الأسد نداءات تقول لأول مرة.. أسد في لبنان وأرنب في الجولان. وفرنسا وانجلترا أصبحتا تفكران في فرض عقوبات جديدة علي سوريا إزاء قمعها الوحشي ضد الانتفاضات الشعبية. أما أمريكا.. فرغم انها تفكر في عقوبات جديدة علي سوريا إلا ان الرئيس الأمريكي أوباما لايزال مترددا في اعلان بيان يقول فيه: الرئيس السوري فقد شرعيته. لأن هذا البيان يعني انه علي بشار الأسد أن يرحل من دمشق. والسر في تردد أمريكا انها لا تعرف من سيتولي الحكم في سوريا بعد رحيل بشار كما ان السيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية لاتزال تتمني أن يكون بشار الأسد إصلاحيا كما وصفته وليس ديكتاتورا بعد 11 سنة من الحكم المطلق في دمشق وبعد نحو أربعين عاما من حكمه وحكم والده الرئيس الراحل حافظ الأسد. وهناك تياران في الغرب بالنسبة للرئيس حافظ الأسد. الأول يقول انه سيخرج علي رأي الملتفين حوله الذين يطالبون بحكم سوريا بالحديد والنار وسيقوم ببعض الإصلاحات الدستورية. والثاني يقول ان بشار الأسد جزء من النظام الحاكم في سوريا وانه لن يتخلي عن الحكم المطلق وسيظل يقاوم الانتفاضات الشعبية في البلاد بقوة الجيش ومدافعه. وأصحاب هذا الرأي الأخير يقولون انه بدأت في سوريا في الفترة الأخيرة إقامة المقابر الجماعية لقتلي الجيش في الانتفاضات الأخيرة مما يدل علي ان بشار الأسد لن يتخلي عن أسلوب الحكم المطلق. والغريب في الأمر ان التيارين لايزالان يتفاعلان في الغرب ولم يحسم الموقف السياسي الغربي بعد بالنسبة لنظام الأسد. ويقول المعارضون بما يجري في العالم العربي الآن من تغييرات فإن حسم الموقف في سوريا لا يعتمد علي الغرب بقدر ما يعتمد علي قوة الانتفاضات الشعبية في سوريا وما هو الحد الذي تتوقف عنده الانتفاضات وأيضا علي رد فعل بشار الأسد ازاء كل ما يجري وأي الطريقين سيختار وهل سيلجأ للإصلاح أم سيكون مصيره مثل بن علي ومبارك.