تسريب امتحان التفاضل والتكامل بالثانوية الأزهرية يثير علامات استفهام كثيرة جداً حول المطبعة السرية وآليات عملها وأعضائها وضوابط اختيارهم وانتماءاتهم وتوجهاتهم.. والمراحل التي تمر بها ورقة الأسئلة بدءاً من كتابتها علي الكمبيوتر. وحتي تسليمها للمناطق التعليمية بالقاهرة والأقاليم.. طالما لم تكشف التحقيقات حتي الآن عن هوية "مسرب الامتحان". الصدمة الحقيقية أن أسلوب عمل المطبعة السرية بدائي جداً.. ويذكرنا بالقرون الأولي حيث مازال "تظريف" أسئلة امتحانات الشهادات الأزهرية العامة يتم يدويا وفي مظاريف رديئة جداً وغير مؤمنة ومعرضة للتلف والتمزيق خاصة أنها تمتلئ بأكثر مما تستوعب بما يجعل أوراق الأسئلة فريسة سهلة لضعاف النفوس يعبثون بها كيفما يريدون. كما يتم حصر أوراق أسئلة الامتحانات وفقا لعدد الطلاب يدوياً أيضاً والنتيجة: الأوراق تزيد في لجان.. وتنقص في أخري.. وفي حالة النقصان يتم تصوير الأسئلة بما يجعلها عرضة للتسريب. ويتم تجميع مظاريف الأسئلة فيما يسمي ب"الزكيبة"- المصنوعة من قماش الخيام- ثم يقذفها عمال الخدمات المعاونة دون وعي فوق سيارات النقل غير المجهزة لحمل أسئلة الامتحانات.. مما يعرض "زكيبة المظاريف" للتلف وبالتالي يسهل العبث في أوراق الأسئلة. يحدث ذلك.. رغم أن هناك وسائل كثيرة جداً متطورة تضمن التأمين الكامل لامتحانات الشهادات الأزهرية العامة مركزياً ولا مركزيا.. والمثير للدهشة أن قطاع المعاهد الأزهرية لم يفكر فيها حتي الآن.. مفضلاً الأسلوب البدائي في المطبعة السرية!! ربما تزول هذه الدهشة بمعرفة حجم المكافآت التي يتقاضاها الموجهون ومديرو العموم وغيرهم ممن يشاركون في أعمال المطبعة السرية التي سوف تتسرب من بين أصابعهم بتطوير الأداء بتوفير ماكينات للتغليف- مثلا- يمكن من خلالها "تظريف" أوراق الأسئلة بعد حصرها آليا بما يجعلها مؤمنة بشكل يستعصي علي أي محاولات للعبث.. ثم يتم وضع هذه "المظاريف المغلفة" آليا في صناديق خشبية ونقلها بوسائل مجهزة ومؤمنة مثلما يحدث في التربية والتعليم. قرر د.عباس شومان وكيل الأزهر إجراء امتحان التفاضل والتكامل للقسم العلمي بالثانوية الأزهرية بالقاهرة والأقاليم يوم الأربعاء 25 يونيه الحالي في الفترة الثانية بعد امتحان "التفسير".. وذلك بدلا من الامتحان الذي تسرب في كفر الشيخ والشرقية وتم إلغاؤه.