اليوم بالتمام والكمال أكملت الثورة 4 شهور من عمرها.. والتي شهدت مصر خلالها ما لم تشهده علي مدار الثلاثين سنة الماضية. من حراك سياسي وديني. والتي حكم فيها الرئيس المخلوع حسني مبارك برئاسة الحزب الوطني الذي كان نظامه يسيطر علي كل مناحي الحياة بمظاهر ديمقراطية زائفة خدع بها معظم الناس وأنا للأسف كنت أعلم كغيري ان هناك فساداً ولكن لم أكن أعلم ان الفساد بهذا الحجم والشكل المفزع الذي جعلني أندم أنا والكثير من أبناء هذا الوطن علي الانضمام إلي هذا الحزب. ومن اللافت للنظر علي الساحة الآن ان معظم المعارضة. ولن نقول جميعها. وجدت نفسها فجأة غير قادرة علي التعاطي مع المستجدات بعد إزاحة نظام مبارك فقد اعتادت بل وأدمنت معارضة ومهاجمة منظومة الحكم السابق. ولم يدر في بالها يوما ان "يسقط النظام". وبالتالي لم تكن تمتلك أجندة ما بعد نظام مبارك. لأنها لم تسقطه وإنما سقط بأيدي شباب لم يمثلوا يوماً دور لاعب أساسي في العملية السياسية أو حتي احتياطياً. وإزاء انشغال النخب السياسية بالبحث عن كيفية تقديم نفسها للشارع المصري الجديد في الجمهورية الثانية. بعد جمهورية 1952 الأولي. أصبحت الساحة خالية ومهيأة لصخب وأصوات عالية لكل أصحاب المطالب والأجندات الدينية فخرج الأقباط أولاً بمطلب واحد ركزوا فيه علي إلغاء المادة الثانية من الدستور المصري الخاصة بمرجعية الاسلام أو حتي تعديلها. وقوبل مطلب الغائها بالرفض التام من كل أطياف المجتمع المسلم. مع تولي رجال الدين تطمين الأقباط إلي ما يوفره الاسلام من ضمانات لغير المسلمين. فقبل الأقباط عن طيب خاطر من البعض. تأجيل طرح القضية الشائكة إلي حين. ويبقي لاعب وحيد يغرد منفردا في الفضاء. ألا وهو جماعة الاخوان المسلمين ففي الوقت الذي ازدحم فيه المشهد السياسي المصري بكل هذه الأحداث المتلاحقة بسرعتها وتنويعها. كان الاخوان يعملون في هدوء شديد وتنظيم اعتادوه بخبرة ثمانين عاماً علي تأسيس حزبهم السياسي "الحرية والعدالة" وسعيهم للحصول علي نصف مقاعد البرلمان القادم طبقاً لتصريحات قيادتهم. ما ذكر جزء من الكل من المشهد العام لما يجري من أحداث علي الساحة في مصر المحروسة طوال 4 شهور منذ قيام ثورة 25 يناير ناهيك عن الفوضي والمطالب الفئويةوالبلطجة والمظاهرات التي يندس يها بعض العناصر الخارجة عن القانون للحصول علي مكاسب بأي شكل من الأشكال مما أدي إلي توقف عجلة الانتاج ومطلوب منا جميعاً ومن كل شرفاء مصر تنحية كل هذه المظاهر للتركيز علي بناء وتعمير مصر بروح الثورة.