أظلمت الدنيا في عيني بعد أن ذقت حلاوة النور فعشت فترة طويلة في حالة اكتئاب لا أقدر علي التكيف مع الظلام ثم استعنت بالله وتعودت علي وضعي الجديد. مضت السنون ولم يتقدم لخطبتي سوي رجل مسن كفيف مثلي فوافقت علي الارتباط به ليكون لي بيت وأسرة مثل باقي قريناتي. لم أفكر وقتها أو يخطر بذهني أن أولادي من الممكن أن يرثوا عني إعاقتي. رزقني الله بثلاثة أبناء كانوا النور الذي أري به حتي فقدوا جميعاً بصرهم بشكل تدريجي وآخرهم ابني "محمد" الذي جئت به من الإسكندرية بحثاً عن آخر أمل في الحفاظ علي البقية الباقية من بصره. عرضته علي أحد الأساتذة المتخصصين وأكد لي أنه في حاجة لعملية جراحية بالعين اليسري لأن اليمني لم يعد فيها أدني أمل. المشكلة أننا ليس لنا دخل سوي معاش الضمان لأن زوجي تجاوز الخامسة والسبعين لهذا جئت إليكم لتساعدوني بنفقات العملية وليصل صوتي إلي اللواء طارق المهدي محافظ الإسكندرية ليخصص لنا شقة ضمن الحالات القاسية لأننا نقيم كضيوف عند إحدي قريبات زوجي حيث لم يعد لنا طاقة بسداد الإيجارات الجديدة. عقدنا أملاً علي الطلب الذي قدمه زوجي للمحافظة منذ سنوات طويلة وبعد طول صبر تم رفضه لتقدمه في السن وطلبوا مني تقديم طلب جديد باسمي ولم تعد ظروفنا تتحمل مزيداً من الانتظار. زيزي إبراهيم عبدالحميد الإسكندرية