لا نملك إلا أن نتوجه بالتهنئة للشعب المصري كله وليس للمشير عبدالفتاح السيسي علي حسن اختياره للرئيس الذي سيقود مصر في المرحلة القادمة.. وأقول التهنئة للشعب وليس للمشير. لأن الشعب هو الذي سيجني ثمار اختياره للرجل المناسب في الوقت المناسب.. أما المشير فأمامه مهمة صعبة وثقيلة. وستظل هموم هذا الشعب ومشاكله تؤرقه ليل نهار. لم يصبح كرسي الرئاسة في مصر مغنما لأي شخص بل هو قطعة من نار كما قال المشير.. الشعب طال انتظاره وصبره ويريد عملاً ملموساً علي أرض الواقع يشعره بأن حياته تتغير إلي الأفضل. والقائد لا يمكن أن يحارب وحده دون كتيبة جنود.. لذلك فإن دور الشعب يجب أن يواكب دور القائد إن لم يكن يسبقه.. المصلحة ليست مصلحة الرئيس الجديد وإلا لكان قد رضي بعمله كقائد عام للجيش وهو منصب لا يستهان به.. وإنما المصلحة هي مصلحة الشعب كله وبمختلف فئاته.. ومن هنا يجب أن يتحول الشعب إلي كتيبة جنود مقاتلة لرسم مستقبل واعد لكل فرد فيه. الشعب تخلي عن الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي عندما شعر أن الرئيس نفسه تخلي عن شعبه وحصر اهتمامه كله في جماعة الإخوان.. رأي أن الجماعة هي الشعب.. والشعب هو الجماعة.. وفصّل كل قراراته وإجراءاته وقوانينه والدستور الذي وضعه علي مقاس الجماعة.. والجماعة لا تمثل سوي أقل من نصف في المائة من عدد أفراد الشعب.. فكان من الطبيعي أن يثور الشعب عليه ويعزله ليبحث لنفسه عن رئيس جديد يشعر بمعاناته.. وبمآسيه ويعمل علي أن يكسر حزام الفقر الذي يخنقه.. وقد جاء السيسي ليقوم بهذا الدور فلنضع يدنا في يده لنبني مصر الجديدة بعزم الرجال وبأس المحاربين. يد واحدة لا تصفق كما يقول المثل العربي. ولن يغرد السيسي وحده بعيداً عن السرب بل يجب أن نصفق معه يداً بيد.. ويجب أن يلتف السرب حول قائده لنعزف جميعاً لحن العمل والإنتاج.. وليتحمل كل فرد فينا مسئولياته من واقع ضميره ومراعاته لربه.. وأن يكون الإخلاص هو دليل الوطنية والأساس الذي نعلي به البناء. من يظن نفسه أنه ستكون له حظوة خاصة في عهد السيسي وأنه يستطيع أن يجد له مكاناً في كتيبة عمله دون أن يكون مؤهلاً لذلك فهو واهم.. فليس لدي الرئيس الجديد شيء يعطيه لمثل هؤلاء كما أكد علي ذلك أكثر من مرة. نرجو أن نشطب من حياتنا قاموس النفاق.. فهذا القاموس هو سبب بلائنا والركيزة الأساسية في تخلفنا عن كثير من الدول كانت أقل منا شأناً بكثير ثم أصبحت تسبقنا في مضمار العلم والمعرفة والتقدم. هناك البعض ممن يعرفون أنفسهم جيداً تمسحوا في المشير أثناء حملته الانتخابية وهؤلاء انتهازيون بالفطرة.. وإذا كان الرجل قد لزم الصمت خجلاً من أن يقال إنه يتعالي علي مؤيديه فأعتقد أنه لا مجال للخجل بعد ذلك وستكون الصدمة عنيفة لهؤلاء إن حاولوا بحيلهم وانتهازيتهم أن يتقربوا منه أو من أعوانه الذين سيختارهم بعناية.. وإذا تصادف واقترب أحدهم منه في غفلة من الزمن فستكون الأقلام مشرعة لتنبيهه وتحذيره. وإذا كانت التهنئة واجبة للشعب المصري علي حسن اختياره لقائده الجديد بكل هذا الحشد الهائل والزخم الذي لم يسبق له مثيل.. فإن الشكر والتقدير والعرفان واجب للسيد حمدين صباحي الذي نافس بشرف علي مقعد الرئاسة وكافح بكل قوة.. وكان صاحب بيان مفوه. واعطي المعركة الانتخابية مذاقاً وقوة لكن المرحلة لم تكن مرحلته.. ولذلك أعطي الشعب ثقته لمن يقوده نحو التقدم والمستقبل المأمول. وأحب أن أطمئن السيد حمدين صباحي أن كثيراً من محبيك أعطوا صوتهم للمشير السيسي ليس كرهاً لك ولكنهم فضلوا إعمال العقل علي الانسياق وراء العاطفة. وأرجو أن تتصرف تصرف الفرسان.. وتوجه التهنئة للمشير السيسي.. وتقول له إن الشعب قد اختارك ونحن نحترم إرادة الشعب.