أعلن العلماء المشاركون في مؤتمر "الطريق إلي القدس" الذي اختتم أعماله في الأردن منذ أيام ونظمته لجنة فلسطين النيابية بالتعاون مع البرلمان العربي وجامعة العلوم الإسلامية عن مفاجأة عندما أصدروا فتوي بالإجماع تبيح للمسلمين زيارة المسجد الأقصي المبارك في القدس الشريف. كانت هذه القضية مثار جدل في السنوات السابقة ما بين مؤيد مثل د. علي جمعة مفتي مصر السابق - الذي قام بالصلاة داخل المسجد الأقصي وقامت الدنيا وقتها ولم تقعد رافضة الزيارة من أساسها -ومعارض لها بشدة مثل الدكتور يوسف القرضاوي الذي أفتي بتحريم الزيارة طالما أن القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي. د. جعفر عبد السلام الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية والذي شارك في المؤتمر أكد أن التوصيات تركزت علي جواز زيارة بيت المقدس مع ضرورة مراعاة عدة ضوابط في مقدمتها عدم التطبيع مع الاحتلال وبما يضر القضية الفلسطينية وأن يدخل الزائر ضمن الأفواج السياحية الفلسطينية أو الأردنية والحج قدر الإمكان وبشكل جماعي مؤثر يحقق المصلحة الشرعية المعتبرة. ويدعم الاقتصاد الفلسطيني والمقدسي تحديداً وسياسياً بهدف حمية الأقصي والمقدسات. كما دعا الجامعات والمدارس في أمريكا وأوروبا وتغيرها من دول العالم للتحقق من الرواية التهويدية المتحيزة حول تاريخ القدسوفلسطين في المناهج الدراسية. لا مانع شرعا د. سعد الدين هلالي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر يطالب بعدم مقاطعة المسجد الأقصي وتركه للصهيانة مستنداً علي أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد منها المسجد الأقصي" وهذا دليل علي أنه لا يوجد مانع شرعي يحرم هذه الزيارة مطالبا كل من تسنح له فرصة الصلاة في باحة الأقصي ألا يتردد فهذا شرف عظيم طالما أنه بعيد عن التطبيع مع العدو الصهيوني. يري د. عبد الفتاح إدريس أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر إن زيارات المسلمين لبيت المقدس لا يحتاج فتوي بقدر ما يحتاج إلي اتخاذ اجراءات سياسية منظمة في المحافل الدولية للتأكيد علي عروبة القدس وبما تحتويه من مقدسات للمسلمين .. فالمشكلة ليست مجرد زيارة بقدر ما هي محاولة لفك أسر المسجد الأقصي المبارك من يد قوات الاحتلال وهذا لن يتحقق إلا عن طريق وحدة العرب وتكاتف الأمة الإسلامية لفضح ممارسات العدو الصهيوني الذي يسعي لتهويد القدس بأي شكل من الأشكال.