كنت أعاني تأثيرات المرض. أتخلص منها بالمسكنات. تزيد فتتعدد تشخيصات الأطباء للحالة. وتجري أقلامهم علي الروشتات التي لا يحسن قراءتها إلا الصيادلة. أحصل من الدواء علي مالم يسبق لي استعماله. ان عاود الألم صراخه زرت طبيباً جديداً. يكتب روشتة جديدة بدواء مسكن. لم أفطن إلي الطريق الخاطئة التي أسلمت لها صحتي حتي شاهد صديقي الطبيب حاتم رضوان قدمي المتطوحة. فهتف: القدم ساقطة. لابد من عملية. بدأت من أول وجديد رحلة البحث عن علاج لقدمي المريضة. لا أستطيع تحريكها. كأنها ليست من جسدي. تكررت نصائح الأطباء بعدم اجراء العملية. خطورة النتائج المتوقعة تجعل الحذر تصرفا عاقلا. وعرض الصديق محمد صابر عرب و زير الثقافة وساطته الكريمة لدي أحد كبار الأطباء. وان نصح بأن أبتعد عن العملية. أزاح الطبيب كل ما قدمته له من أشعة وتحاليل طلبها أطباء آخرون. ودفعت قيمتها من لحمي الحي. وأصر علي أشعة رنين جديدة في مركز حدد اسمه. سعره صدقني يزيد عما دفعته في ثلاثة مراكز سابقة بأربعة أضعاف. الألم في كل جسدي جعل من الصعب تمددي علي جهاز الرنين. نصح العاملون بطبيب تخدير حتي يسهل تمددي علي الجهاز. هتفت زوجتي: كفاية. لم يكن للهتاف صلة بما شاهدناه من ارهاصات 25 يناير. لكنه تعبير عن الهزيمة والأسي والرفض وغيرها من المشاعر التي تنتاب المرء حين يكتشف ان الظروف أقوي من احتماله. ظني أنها استعادت ما واجهناه في رحلة البحث عن العلاج من نصائح غريبة كقول طبيب يعتز بأيامه في مراكز ألمانية: العملية خطيرة. واحتمالاتها تجعل الموت أرحم. وثمة من اكتفي باظهار الاشفاق وهو يشير بدواء ربما أفاد في تسكين الألم. وليس تحريك القدم النائمة. وقيلت عبارات متشائمة ومستخفة وساخرة. اقتصرت علي التوصيف. وان اعترفت بعد كتابة الروشتات ان اجراء العملية شأن آخرين. ومضي في ذهني اسم علاء عبدالحي لم أكن أعرفه. وان تذكرت نصائح بعض الأطباء وأنا أغادر عياداتهم بأن أعرض نفسي علي جراح مخ وأعصاب هو هذا الطبيب. في ذاكرتي عبارات أثنت علي علمه وشخصه. المساحة تمنعني من الاطالة لكن المثل الطيب الذي عبر به علاء عبدالحي عن المعني الحقيقي للطبيب الذي يدرك مهنته جيدا. يدفعني الي التوقف عند مراجعته الأشعة. ونصائح أو أوامر الأطباء: الخطر الحقيقي هنا. هذه الكلكيعة يجب ان تزال. وأشار إلي المنطقة العليا في العمود الفقري أبديت مخاوفي نقلا عن مخاوف الآخرين فقال في لهجته الطيبة. الواثفة: التدخل الجراحي ضرورة! شكوت للدكتور علاء عبدالحي في مساء اليوم التالي لإجراء العملية تعبا يشمل جسدي. حدس ادعائي السذاجة. فعلا صوته المستغرب: هل كنت تدرك خطورة العملية؟!