منذ بدايات القرن الماضي. تحدث أحمد شوقي عن الامكانات غير المحدودة للشعر العربي. الي حد أنه يستطيع ان يعبر به عن كل مناحي الحياة. بما في ذلك "دخول الحمام"!! وترجم عباس العقاد هذه الحقيقة في ديوانه عابر سبيل. فتحدث عن سائر المهن والحرف والأجهزة والأدوات. لا من خلال لغة فصيحة نقية فقط. بل من خلال قصائد فصحي راقية موزونة مقفاة!! كان هذا اليومي والعابر هو المدخل الي ندوة أقامتها جمعية أصحاب الجنة ونادي أدب قصر ثقافة التذوق بالاسكندرية. بمقر القصر. وأدارها كل من د. محمد شحاتة ومنال أحمد حسن. بحضور عدد كبير من المبدعين والنقاد. قلما يتجمع في لقاء واحد كما أشار د. شحاتة- ومنهم: أحمد مبارك ومحمد طعيمة ومحمد نظمي وجيهان سلام ومحمد السخاوي ومحمود عبدالصمد ومني عمر وعادل الشريف ومحمود الفحام وعادل سند ود. صلاح طاهر وعطية شواش وطاهر الصوفاني وعبدالله عبدالصبور وابراهيم عبدالصمد وابراهيم أبوصبره وآمال الصياد وحسين عبداللطيف ومحجوب موسي ومحمد عليبة وماجدة قناوي وهدي حافظ وجابر المراغي ود. نادر محمد وخديجة غنيمة وابراهيم أبوزهرة وحنان ابراهيم ونادو فتيحة ودعاء محمد وعلاء حشيش ومي الكيلاني ومنير عباس. تطرق المتحدثون الي مظهر من مظاهر الحياة الحديثة والقديمة معاً. هو وسائل النقل والمواصلات. وهو موضوع طريف لم يتحدث فيه أحد في سياق نقدي في ندوة أو مؤتمر.. فذكر الأدباء ان معاناة الحياة اليومية مع وسائل المرور والنقل والمواصلات هذه لم تكن قائمة في أزمنة الجاهلية. حينما كان "الجمل" هو وسيلة المواصلات وفي هذه الوسيلة- أي الجمل- كانت قصيدة أو معلقة امريء القيس.. فبعد ان جلس امرؤ القيس بجوار البئر التي تستحم فيها نساء القبيلة. وأخفي ملابسهن. وأصر علي ان تخرج كل واحدة لتتسلم بنفسها ملابسها. ونفذ رغبته فعلا ورآهن جميعا عاريات!! بعد ذلك ذبح ناقته لهن لاطعامهن. ثم ركب خلف ابنة عمه علي ناقتها. وراح "يتحرش بها"!! كما يحدث الآن في وسائل المواصلات العامة. وخاصة الأتوبيسات!! وفي هذه الوقائع تحدث في معلقته وسجلها لنا. كان للجمل بعد ذلك دور آخر في الحضارة الاسلامية- غير دوره وموقعه البارز في الشعر العربي- حينما وقعت الحرب بين الصحابيين الجليلين: علي بن أبي طالب والسيدة عائشة. وانهزم جيش عائشة. فأعاد عليّ السيدة عائشة علي جمل. الي دارها. وسميت الموقعة "موقعة الجمل" في العصر الحديث- كما قيل في ندوة الاسكندرية- رأي بعض الشعراء من طالبي تحديث الشعر ان الحداثة والتطوير للقصيدة العربية يعني الانتقال من وصف الجمال والخيول والأتن والبراذين الي وصف السيارة والباخرة والطائرة!! فكتب الشاعر محمد عبدالمطلب قصيدة فعلاً في وصف الطائرة!؟ ندوة قصر التذوق هذه افتتحت بالوقوف دقيقة حداداً علي شهداء الثورة من الجيش والشرطة والمواطنين الذين سقطوا ويتساقطون تحت وطأة الارهاب في سيناء وسائر المدن المصرية.. وتحدث محمد طعيمة عن قضية "الأبوة الأدبية" ودور "المساء" في هذا الصدد. وتقديمها لأجيال متواصلة من المبدعين والمفكرين طوال العقود الماضية.. وشهدت الاسكندرية نماذج من هذه الأبوة الأدبية أو الروحية باحتضان قامات كبيرة مثل الانصاري وأبوسمرة والعشماوي للأدباء الشباب.. والفكرة نفسها أكدت عليها جيهان سلام. مستعرضة العطاء الثقافي والنقدي والابداعي لبعض الشخصيات التي تحتضن الأدباء وتحرص علي تقديمهم وتبنيهم. ثلاثة من الشباب هم: مي سعد وسارة زكريا وأحمد حسن تحدثوا عن مسابقة للقصة القصيرة يقيمونها وتحظي بقبول كبير من كتاب القصة من عدة دول وتتناول قضايا عامة كالأمومة والمرأة ومفاهيم الحريات العامة. الندوة اختتمت بقصائد فصحي وعامية وزجل لعدد من الشعراء. مع عدة أغنيات لحسن بدر وعاطف الشريف.