لا أحد يعرف من هو أبو يوسف الذي رحل عن عالمنا قبل أيام لكن لأبد أن نوجه تحية الأكبار والاحترام إلي روح هذا المناضل العظيم الذي عاش في فلسطين وعاشت فيه فلسطين وعاشت فيه واحدة من أجمل مدنها وهي مدينة يافا. انه الصيدلي فخري جدي الذي رحل عن 87 عاما والذي كانت قصته مجرد قصة من قصص صمود فلسطيني 48 في وجه محاولات الاقتلاع الاسرائيلي.. ولم يكن بطلها وحده بل كانت أسرته كلها شريكة في هذه القصة التي تتداعي إلي الاذهان مع قرب مرور عام جديد علي نكبة فلسطين. كان أبو يوسف ينتمي إلي إحدي العائلات الغنية في يافا وسافر لدراسة الصيدلة في لبنان وعندما حدثت النكبة بدأ يستعد لاستقبال اسرته عندما تنزح عن يافا خوفا من العصابات الصهيونية لكن فوجيء بابيه يوسف كامل يبلغه بأن الاسرة لن تغادر يافا وانه رفع دعوي امام القضاء الاسرائيلي يطلب فيها عودته باعتبار انه ترك يافا لمهمة مؤقتة وربح الاب الدعوي وعاد فخري الي يافا التي أصابها الدمار عام 1950 ووجد العصابات الصهيونية تعيث في المدينة فسادا وتستولي علي ممتلكات العرب ويقتلهم قناصتها وقام بدور الصيدلي والطبيب للفلسطينيين في المدينة بعد ان حرمتهم اسرائيل من العلاج والدواء ولم ييأس وظل يقدم العلاج للفلسطينيين حتي بعد ان صادرت اسرائيل احدي صيدليتين كان يملكهما أبوه.. وإلي ان اقعده المرض منذ سنوات.. وظل يردد عبارة انا فلسطيني ويافا هي الجنة وكان يخصص دخله لمساعدة المحتاجين من ابناء يافا ولا يتوقف عن تشجيع مواطنيها علي التمسك بها ويالها من قصة رائعة في حب فلسطين.