اختلفت آراء عدد كبير من الفنانين حول عرض الفيلم الأمريكي "نوح" وفي الوقت الذي وافق فيه عدد كبير من الفنانين علي العرض باعتباره مجرد فيلم ولن يؤثر إطلاقاً علي عقائد المصريين.. أشار آخرون إلي أن آراء الأزهر لابد أن تحترم خاصة أنه جهة فقهية لا يمكن إغفال آرائها. "المساء" رصدت عدداً من تلك الآراء فماذا يقولون؟ الفنانة القديرة سميرة أحمد قالت: أنا مع عرض الفيلم لأن هناك جيلاً كاملاً من الشباب للأسف لا يقرأ أي شيء عن حياة الرسل والانبياء وإذا كان لا يقرأ فالأفضل أن نقدم له نحن تلك القصص من خلال المشاهدة. وأتمني من الأزهر الشريف وهو منارة دينية كبيرة أن يهتم أكثر بالتركيز علي مصداقية القصة وأحداث الفيلم ومطابقته بما ورد في الكتب الدينية حتي تكون المعلومة كاملة ويستفيد منها الجيل الحالي كباراً وصغاراً. واتفقت معها سيدة المسرح العربي الفنانة القديرة سميحة أيوب وقالت: أنا أؤيد عرض الفيلم لأن هذه النوعية من الأفلام تعرض في الكثير من الدول من باب المعرفة والتثقيف وليس من باب التشكيك في الرسالات أو عقائد الناس. ولا أري مانعاً في أن نقدم قصة من القرآن بشكل مبسط من أجل أن يفهمها البسطاء طالما أنها لا تخدش حياء أحد أو تجرح أحداً أو تسيء إلي شخص بعينه. أشارت إلي أن الأزهر عليه دور أكبر وأعمق من مناقشة التجسيد وهو التأكد من عدم تحريف الأحداث أو الزج بشخصيات علي غير الحقيقة وهذا في رأيي دور يخدم الكثير من البسطاء والأطفال والشباب الذين قد يجهلوا مثل تلك القصص الدينية. أما الفنانة القديرة فردوس عبدالحميد فقالت: أعتقد أن الأمر اتخذ شكلاً أكبر من حجمه. فنحن في النهاية نتحدث عن مجرد فيلم ولن يؤثر علي الدين أو العقيدة في شيء. كما أن هناك العديد من الشخصيات التي سبق وتم تجسيدها من قبل كالسيد المسيح الذي تناولت سيرته العديد من الأفلام وكذلك النبي يوسف والسيدة مريم ومن الصحابة عمر بن الخطاب وغيرها من الشخصيات التي تم تناولها بشكل محترم وصادق للتسهيل والتيسير علي الناس ولاقت نجاحاً كبيراً. الكاتب والسيناريست مجدي صابر قال: كلنا نحترم الأزهر الشريف كمرجعية دينية ولكن أنا ضد أن يتدخل في الفن خاصة أن هناك جهات رقابية تقوم بذلك الدور. أضاف أنه لا يري أي ضرر في أن يظهر السيد المسيح علي الشاشة طالما أن ذلك سيكون بصورة لا تسيء إليه خاصة أن كل ما يقال عن منع تجسيد الأنبياء مجرد اجتهادات ولا أري أي سند حقيقي لها في القرآن أو السنة. انتقد مجدي الأصوات التي تقول إن "اليوم تجسيد الأنبياء وغدا تجسيد سيدنا محمد" مؤكداً أنه لا أحد يقبل أن يتم تجسيد صورة سيدنا محمد بأي حال من الأحوال نظراً لقدسيته باعتباره خاتم الانبياء ولكنه لا يري أي مانع في تجسيد باقي الانبياء طالما أن ذلك في إطار المصداقية في الأحداث وعدم الإساءة من قريب أو بعيد للشخصية المطروحة. وعلي النقيض تماماً كان رأي الفنان أحمد بدير الذي أكد أنه يؤيد رأي الأزهر في منع عرض الفيلم قائلاً: "أسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" فالأزهر هو جهة المرجعية التي تعرف مدي حرمانية تجسيد الأنبياء والرسل وبالتالي فلن أضع نفسي في موقف المدافع عن الحريات وأنا أعرف أن هناك تأكيداً لحرمانية ظهور الأنبياء في الأفلام والمسلسلات.