تحتضن مدينة فالنسيا الاسبانية الليلة باستاد المستايا في التاسعة والنصف مساءً بتوقيت القاهرة نهائي كأس ملك أسبانيا بين الغريمين اللدودين برشلونة وريال مدريد في كلاسيكو جديد بين الناديين سيتابعه الملايين من جماهير الكرة حول العالم عبر شاشات التليفزيون لمشاهدة نجوم الملايين من "اليورهات" أيضاً في لقاء الكبار فقط. ويكفي أن هناك أربعة لاعبين بالفريقين تصل قيمتهم المالية الي أكثر من 500 مليون يورو وهم الأرجنتيني ميسي والبرتغالي رونالدو الذي لن يلعب للإصابة والإنجليزي جاريث بيل والبرازيلي نيمار. مباراة الليلة مواجهة جديدة في صراع السيطرة علي الكرة الأسبانية وأيضاً موقعة ثأرية للبارسا الذي خسر اللقب قبل ثلاثة أعوام وتحديداً في نهائي موسم 2010/2011 أمام الريال علي نفس الملعب أيضاً بهدف النجم الغائب اليوم رونالدو بعدما امتدت المباراة الي وقت إضافي وفعلها رونالدو في الدقيقة .103 والتقي الفريقان في النهائي ست مرات فاز خلالها برشلونة ثلاث مرات وذهبت مثلها الي الريال أيضاً ولكن يتفوق البارسا في عدد مرات التتويج حيث حقق اللقب 26 مرة وهو أكثر الأندية الأسبانية حملاً لكأس الملك بينما يأتي الريال في الترتيب الثالث بين الأندية برصيد 18 لقباً ويسبقه أتليتكو بلباو 23 مرة. إذن برشلونة يبحث عن اللقب 27 والثأر وتحسين صورته المهتزة بشدة هذا الموسم لاسيما بعد توديع دوري أبطال أوروبا وتراجعه في الليجا الأسباني للترتيب الثالث بفارق أربع نقاط عن أتليتكو مدريد المتصدر واحتمالات خسارته لليجا واردة وبقوة وبالتالي لقب الكأس قد يكون العزاء الوحيد لجماهيره في هذا الموسم الحزين. أما الريال فإنه مازال منافساً قوياً لاتليتكو مدريد علي لقب الليجا والفارق ثلاث نقاط وأيضاً ينافس في دوري أبطال أوروبا بعدما تأهل الي المربع الذهبي ولأنه سيلاقي بايرن ميونيخ فقد اتفق الجميع داخل النادي الملكي علي عدم المغامرة بالنجم البرتغالي رونالدو المصاب وابعاده عن نهائي الكأس الأسباني والابقاء عليه لاعداده لما هو أهم قبل نهائي دوري الأبطال الأوروبي. ويعول أبناء مدريد كثيراً علي النجم الإنجليزي جاريث بيل في قيادة الفريق نحو العبور بالفريق الي منصة التتويج وتعويض غياب رونالدو ولما وهو من أغلي اللاعبين في العالم 100 مليون يورو. ومع جاريث بيل يترقب المدريديون الكثير أيضاً من القاطرة الفرنسية كريم بنزيمة ودي ماريا في صنع الفارق لصالح النادي الملكي حتي يتمكن الفريق من الوصول الي منصة التتويج وحصد اللقب التاسع عشر للكأس الملكية. وقطعاً يبرز اسم الساحر الأرجنتيني ميسي ورجل السامبا الأول بالفريق نيمار في حمل لواء البارسا الليلة أمام الغريم التقليدي ريال مدريد وترجيح كفة ممثل اقليم كتالونيا لنيل اللقب والثأر من أبناء العاصمة. وإذا كانت كارثة الريال في غياب المهاجم والعقل المفكر رونالدو بسبب إصابة في وتر الركبة فإن مصيبة البارسا أكبر لأن إصاباته تمركزت جميعها في خط الدفاع بعدما انضم بيكيه لقائمة الغائبين رسمياً وفشله في اجتياز الاختبار الطبي بينما بويول الغائب منذ أكثر من شهرين هو بعيد عن الفورمة ودوس سانتوس مصاب أيضاً وبارترا يعاني بالمثل من الإصابة واحتمالات لحاقه بالمباراة ضعيفة. وسيكون المدير الفني للبارسا تاتا مجبراً حال غياب كل هؤلاء علي استمرار لاعب الوسط بوسكيتس للعب بجوار ماسيكرانو الناجي الوحيد بخط الدفاع من مذبحة الاصابات لتعويض كل هذه الغيابات. وكلمة السر للبارسا في هذه المواجهة ستكون في خط الوسط أنييستا وفابريجاس وبيدرو ومطلوب منهم الكثير والكثير لتقديمه الليلة خاصة أنهم يتحملون جانباً كبيراً أمام الجماهير بخصوص تراجع نتائج الفريق الكتالوني وخسارته لدوري أبطال أوروبا وابتعاده نسبياً عن الليجا وستكون صدمة جديدة حال خسارة الكأس أيضاً. والمواجهة أمام الريال فرصة ثمينة للساحر الأرجنتيني ميسي لاستعادة الجانب المفقود من بريقه المعتاد بعدما غاب عن الصورة في الفترة الماضية مع تراجع البارسا للخلف لاسيما في ظل الاهتمام الإعلامي والجماهيري غير العادي علي الاطلاق لأي مباراة كلاسيكو بين الناديين. ويدور الكثير من الجدل حول الثنائي وهناك انتقادات جماهيرية عنيفة موجهة اليهما خاصة مارتينو تاتا الذي لم يحقق طموحات جماهير برشلونة ومعه تراجع الفريق بصورة واضحة للغاية وخسر العديد من المباريات حتي أنه أقرب للرحيل منه للبقاء مع نهاية الموسم الجاري. وانشيلوني ليس بأفضل حالاً من تاتا ولكن ما يشفع له حتي الآن هو التأهل الي المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا وهو يبحث عن أول ألقابه مع نجوم الريال للحصول علي دفعة معنوية قوية قبل مواجهة البايرن ميونيخ أوروبيا ولمواصلة مشوار المنافسة علي التتويج بالدوري الأسباني.