دائما ما تكون المطالبات المادية لأي فئة في الدولة وراءها دوافع أقوي دفعت أصحابها للتمرد علي مهنتهم أو المطالبة بتحسين وضعهمه المادي ولعل إضراب الأطباء وهم الفئة المهمة والمؤثرة في المجتمع التي يقع علي عاتقها الحفاظ علي صحة المواطنين هو الأكبر تأثيراً ليس لإضرابهم الذي لم يؤثر في خدماتهم للمرضي وإنما للمصاريف والتكاليف التي يتكبدونها منذ التحاقهم بكلية الطب وعلي مدار سبع سنوات حتي حصولهم علي شهادتي الماجيستير والدكتوراة ليتمكنوا من ممارسة ما تعلموه طوال تلك الفترة وبعد كل هذه التكاليف يصطدمون بواقع مرتباتهم التي لا تتجاوز المئات القليلة من الجنيهات. "المساء" التقت مجموعة من الأطباء لمعرفة دوافعهم للمطالبة بزيادات مالية وحقيقة مستحقاتهم التي يتقاضونها حاليا قبل وبعد تطبيق قانون الحوافز الذي لا يرضيهم ويطالبون بالغائه وإقرار قانو بكادر المهن الطبية يضمن لهم حياة كريمة. قالت د. فاطمة المطيلي- استشاري امراض النساء والتوليد بمستشفي شبرا العام: الطبيب يعاني منذ دخوله كلية الطب من ارتفاع تكاليف الكلية وطول سنوات دراستها بما يمثل تكاليف زائدة عليه ثم بعد ذلك يتطلع للحصول علي درجة الماجيستير التي تكلفة ما يقرب من 10 آلاف جنيه وبعدها درجة الدكتوراة التي تتخطي 30 ألف جنيه للحصول عليها وبعد ذلك يتقاضي 300 جنيه في أول مرتب. أشارت إلي أن ابنتها طالبة بكلية الطب بجامعة 6 اكتوبر وتدفع لها مبلغ 40 ألف جنيه مصاريف للكلية عن كل عام بدون ملابسها ومأكلها ومشربها ومواصلاتها حيث تشترك في أتوبيس الكلية ب 8 آلاف جنيه في العام وبعد كل هذا لا يحصل الطبيب حديث التخرج إلا علي 300 جنيه وهذا ليس من العدل. أضاف د. وائل الجعار- استشاري عظام الطبيب يدفع آلاف الجنيهات حتي التخرج وبعد ذلك يتقاضي ملاليم. قال د. أ نائب جراحة تجميل بعدما قضينا 7 سنوات بالكلية وتحملنا مصاريف باهظة طوال هذه السنوات فوجئنا بأن أول مرتب لا يتجاوز راتبي الاساسي 347 جنيها وبعد قانون الحوافز الذي لم يطبق حتي الان يضاف إلينا 620 جنيهاً علي الراتب الاساسي. أضاف د. أ ع نائب جراحة مرتبي النهائي لا يتجاوز 900 جنيه بعد طول فترة معاناتنا في فترة الدراسة مشيراً إلي أن رسالة الماجستير تتكلف ما يقرب من 15- 20 الف جنيه والدكتوراة تتكلف 40 الف جنيه وبعد كل هذا نتقاضي مرتباً هزيلاً لا يرضي طموحاتنا في الوقت الذي يتقاضي فيه موظفون عاديون مرتبات أعلي منا بكثير. قالوا لابد من إقرار كادر المهن الطبية حتي نعيش حياه كريمة.