يجب ألا نفرح بقرار أمريكا ادراج "أنصار بيت المقدس" ضمن المنظمات الإرهابية.. فهو قرار سياسي يخدم مصالح أمريكا ويؤكد مجدداً ان واشنطن لم تغير سياستها القبيحة والعدوانية تجاه مصر ومازالت تساند الإخوان وبمنتهي القوة. القرار الأمريكي ما هو إلا تبادل للأدوار بين أمريكا وأوروبا عامة وبينها وبين بريطانيا خاصة.. إذ يجب الا نغفل أبداً الرابط القوي والمتزامن بين توجيهات ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني بالتحري والتحقيق في أنشطة الإخوان علي الاراضي الانجليزية وبين القرار الأمريكي بشأن "أنصار بيت المقدس".. ولا ينفي وجود هذا الرابط سوي مغرض أو أعمي أو جاهل.. وتعالوا نضع النقاط فوق الحروف. لقد وقعت العديد من الجرائم الإرهابية ضد منشآت الدولة ورجال الجيش والشرطة.. وبعد كل جريمة يخرج أنصار بيت المقدس ليعلنوا مسئوليتهم.. ثم يخرج الإخوان ليدينوا الجريمة ويتبرأوا منها..!!! رغم ان أنصار بيت المقدس ما هم إلا الذراع العسكرية لتنظيم وجماعة الإخوان بديلاً للتنظيم الخاص الذي انشأه البنا. عندما أبلغنا بريطانيا غضبنا من ايوائها مقر التنظيم الدولي للإخوان واعضائه وتوفيرها الملاذ الآمن للإرهابيين الفارين من مصر أصدر كاميرون توجيهاته بالتحري والتحقيق في أنشطة الإخوان علي الاراضي البريطانية ذراً للرماد.. ثم كانت التمثيلية الهابطة من قادة التنظيم الدولي التي هددوا فيها لندن بنقل الإرهاب إلي بريطانيا نفسها إذا تم حظر الإخوان..!!!! علي الجانب الآخر من الاطلنطي.. كانت أمريكا تتابع وتوجه لندن ثم فجأة اصدرت قراراً عاجلاً بإدراج أنصار بيت المقدس ضمن المنظمات الإرهابية استناداً إلي ما ارتكبته في مصر رغم أننا لم نقدم لها سوي وقائع علي الورق لم تحقق فيها لإثبات مدي صحة الاتهامات..!! أمريكا تريد بقرارها التأكيد علي ان كل الجرائم الإرهابية التي وقعت في مصر ارتكبها أنصار بيت المقدس.. وبالتالي.. فإن يد الإخوان غير ملطخة بالدم بل هم فصيل إسلامي وسطي مسالم ولا يجب اعتبارهم جماعة إرهابية وتنظيماً إرهابيا..!!!! هذه هي الرسالة التي تريد أمريكا توصيلها وترسيخها.. وهي نوع من "الاستعباط والاستهبال".. اذ ان أمريكا ادرجت حماس ضمن المنظمات الإرهابية رغم ان ميثاق حماس ينص في مادته الثانية علي انها حركة إخوانية. وها هي تدرج أنصار بيت المقدس أيضاً رغم ان هذه الكتائب الإرهابية الذراع العسكرية للإخوان مثل كتائب القسام بالنسبة لحماس.. ومع ذلك فإن واشنطن تبريء الإخوان من أي دم.. وهذا ما سوف تستند إليه حكومة بريطانيا في عدم حظر الإخوان علي أراضيها.. شفتم مسخرة كهذه..؟؟!!! السؤال الآن: ماذا نحن فاعلون؟؟.. يجب ان يكون شغلنا الشاغل هو الحصول علي الدليل المادي الدامغ علي صلة أنصار بيت المقدس بالإخوان وفضح هذه العلاقة المحرمة أمام العالم كله.. هنا فقط سنجبر واشنطن علي إعادة حساباتها وتقديرات كل مواقفها.. وبغير ذلك.. انسوا ان أمريكا تتحرك خطوة واحدة ضد الإخوان.