احتاج فريق الأهلي 15 دقيقة فقط في مباراته أمام الرجاء بالجولة السادسة عشرة للدوري الممتاز ليواصل مطاردة متصدر المجموعة الأولي سموحة وهي الفترة التي سجل فيها ثلاثة أهداف ليفوز باللقاء والنقاط الثلاث. هذا الفوز رفع رصيد الأهلي إلي 62 نقطة محتفظاً بالمركز الثاني خلف المتصدر سموحة 29 نقطة الذي نجا من فخ مصر المقاصة بينما تجمد رصيد الرجاء عند 11 نقطة بالترتيب قبل الأخير للمجموعة الأولي. سجل الأهداف في آخر 15 دقيقة من الشوط الثاني وكانت البداية مع عبدالله السعيد في الدقيقة 30 ثم عمرو جمال الثاني في الدقيقة 38 وأخيراً أحمد فتحي في الدقيقة .45 وللحقيقة فإن الأهلي لم يؤد كما يجب إلا في هذه الفترة من المباراة وذلك علي عكس لقائه السابق أمام مصر المقاصة وكأنه فريق آخر هو الذي كان يلعب أمام الرجاء وليس أصحاب الرباعية في شباك المقاصة. والأكثر غرابة أن تشكيل الأهلي الأساسي في مباراة الرجاء كان هو نفس تشكيله أمام المقاصة عدا لاعب واحد هو المدافع سعد سمير الذي شارك بدلاً من رامي ربيعة الموقوف ولكن علي ما يبدو ان لاعبي الأهلي استهانوا بالخصم ولم يحترموه كما يجب وكان لسان حالهم يقول ان الفوز يمكن تحقيقه في أي وقت حسبما يريدون وهذا الاعتقاد كاد يضع الفريق في مأزق شديد الخطورة. لم يقدم الأهلي أو الرجاء أي شيء يذكر في الشوط الأول ونشط الأهلي نسبياً في الثاني وكان أكثر حلاوة في آخر ربع ساعة. لم يظهر أي لاعب من لاعبي الأهلي في الشوط الأول بالمستوي المأمول الذي قدم الفريق خلاله عرضاً سيئاً بالفعل فلا شكل فني أو روح أو رغبة في التفوق رغم المعنويات المرتفعة واختفي السعيد ويدان وغابت الخطورة عن عمرو جمال لأنه لم يجد الممول له أساساً. وكالعادة كان جدو تائهاً في الملعب حتي الفرصة الوحيدة التي أتيحت له في الشوط الأول كان بمقدوره تسديدها مباشرة فرط فيها وتصرف بغرابة عندما مررها عرضية لتتوه وسط أقدام مدافعي الرجاء. ولم يتحسن أداء الأهلي في الشوط الثاني إلا قليلا لأن الأوراق البديلة لم يكن من بينها من يستطيع صنع الفارق حتي أنها لم تؤثر كثيراً عند الدفع بها ولكن من صنع الفارق هو عبدالله السعيد وموسي يدان عندما ركزا وتحركا بصورة أكثر فاعلة بمعاونة أحمد فتحي ولينهي الأهلي المباراة بعدما قدم شوطاً أول مر والثاني حلو. فريق الرجاء بقيادة مديره الفني خالد عيد لعب أمام الأهلي علي قدر امكانياته ولم يستثمر لاعبوه حالة التوهان الأهلاوية في الشوط الأول وأخفقوا في هز شباك شريف إكرامي ليخسروا مجدداً ويكونوا للهبوط أقرب جداً جداً من البقاء مع الكبار في الموسم المقبل. الأول جاء الشوط الأول من المباراة علي غير المتوقع تماماً خاصة بالنسبة للجماهير الأهلاوية التي تابعت من خلال شاشات الفضائيات وكانت تنتظر بداية قوية وروحاً مرتفعة واهتزاز شباك المنافس الذي يحتل الترتيب قبل الأخير بالمجموعة الأولي. ولكن البداية جاءت عادية وربما أقل من العادي فالهجمات لم يكن بها الشراسة المطلوبة لهز شباك حارس الرجاء أحمد خطاب واستطاع الرجاء بقيادة المدير الفني خالد عيد ان يقدم تنظيماً دفاعياً إلي حد كبير. وكانت أخطر فرصة للأهلي التي أتيحت لمحمد ناجي جدو بعد مرور 20 دقيقة تقريباً واخترق بها منطقة الجزاء ولكن الغريب أنه لم يسدد في المرمي لكنه مرر عرضية وهو علي بعد خطوات قليلة من الشباك ليشتتها دفاع الرجاء. وبمرور الوقت وعدم اهتزاز شباك أحمد خطاب بدأت نزعة الجرأة تتملك لاعبي الرجاء والرغبة تتصاعد في تهديد مرمي شريف إكرامي معتمدين علي الهجمات المرتدة السريعة عن طريق إسلام فؤاد المزعج من الجهة اليسري للرجاء. وبالفعل كاد الرجاء يسجل هدفاً بعد انفراد اسلام فؤاد لولا يقظة شريف إكرامي الذي خرج في الوقت المناسب وأبعد الكرة وارتدت مرة أخري إلي عمرو المنوفي الذي سدد في العارضة. وبرغم هذه الهجمة الأولي والأخطر للرجاء إلا ان لاعبي الأهلي لم يعبأوا كثيراً بها وواصلوا الأداء الهجومي السلبي ليشجع ذلك لاعبي الرجاء علي المزيد من الهجمات السريعة مستفيدين من تقدم معظم لاعبي الأهلي عند الهجمات والتباطؤ في العودة مرة أخري. واستمر الحال علي ما هو عليه هجمات سلبية من الأهلي ومحاولات مرتدة علي استحياء من الرجاء لينتهي الشوط الأول بالتعادل بدون أهداف بين الفريقين ليغادر محمد يوسف المدير الفني وهو يفكر ماذا سيفعل في الشوط الثاني حتي يتمكن الأهلي من هز الشباك واستعادة الأداء القوي الذي أنهي به مباراة مصر المقاصة الأخيرة. الشوط الثاني يستمر الوضع علي ما هو عليه مع بداية الشوط الثاني للمباراة سيطرة ميدانية للأهلي وسط الملعب والتي زادت بعد نزول حسام عاشور علي حساب شهاب أحمد ولكن ظل هجوم الأهلي مفتقداً للفاعلية والايجابية اللازمة لاحراز الهدف الأول في شباك أحمد خطاب حارس الرجاء. وظل فريق الرجاء علي حاله وان زاد مرور الوقت واستقرار النتيجة عند التعادل السلبي من طمع لاعبيه في امكانية خطف هدف مباغت والحصول علي النقاط الثلاث بحثاً عن أول خطوة نحو الهروب من دوامة الهبوط. أجري محمد يوسف تغييره الثاني من أجل المزيد من تنشيط الهجوم بسحب محمد ناجي جدو والدفع باللاعب أحمد رءوف ليلعب الفريق برأسي حربة صريحين وخلفهما عبدالله السعيد وتزداد بالفعل فاعلية الهجوم الأحمر. يجري خالد عيد المدير الفني لفريق الرجاء التغيير الثاني بسحب كويتيه والدفع باللاعب اسلام جمارك بعدما شعر أنه قريب من تحقيق نتيجة ايجابية أمام الأهلي والخروج ولو بنقطة. يحاول الرجاء تحقيق المزيد من التنظيم الدفاعي مع تزايد تحركات الأهلي في منطقة وسط ملعبه وتحول أداء اللاعب عبدالله السعيد محور أداء الفريق إلي الأفضل ليتمكن بالفعل السعيد وبتمريرة من زميله موسي يدان من تسجيل أول أهداف الأهلي من تسديدة ماكرة من خارج منطقة الجزاء لتسكن الشباك علي يمين أحمد خطاب الذي فوجئ بالتسديدة. بعد الهدف تحول أداء الأهلي في آخر 15 دقيقة واستعاد الصورة التي كان عليها أمام مصر المقاصة خاصة بعدما انفتحت خطوط الرجاء الذي بدأ التحرك هو الآخر بحثاً عن ادراك هدف التعادل لأنه لم يعد هناك شيء يبكي عليه. ولكن الأهلي لم يمنح الفرصة للرجاء وتألق السعيد وموسي يدان اللذين بدأ في الظهور ومعهما أحمد فتحي الذي قام محمد يوسف بتغيير مركزه ليلعب في الوسط ويهاجم الأهلي مرمي الرجاء بخمسة لاعبين وهم فتحي والسعيد وموسي وعمرو جمال ورءوف..وبالفعل يجني الأهلي ثمار هجماته الايجابية باحراز الهدف الثاني والتعزيز برأسية عمرو جمال الواعد من عرضية موسي يدان الذي لعبها من الجهة اليسري لفريقه ليضمن الفريق الأحمر النقاط الثلاثة ويبدأ انهيار الرجاء. ينزل أحمد عثمان لاعب الرجاء بدلاً من محمد سمير ويدفع محمد يوسف بآخر أوراقه صبري رحيل علي حساب عمرو جمال الذي أدي واجبه تماماً. رفض الأهلي مرور دقائق الوقت بدل الضائع دون وضع بصمة جديدة كانت من نصيب أحمد فتحي الذي تلقي تمريرة بينية من عبدالله السعيد خلف مدافعي الرجاء وداخل منطقة الجزاء ليصبح في مواجهة أحمد خطاب ليسدد في الشباك محرزاً الهدف الثالث والأخير وبعدها بحوالي دقيقة يتعرض لاعب الرجاء أمير فيصر للطرد بعد اشتراك عنيف مع محمود حسن تريزيجيه ثم يطلق الحكم صافرته معلناً انتهاء الشوط الثاني والمباراة لصالح الأهلي بثلاثية نظيفة في نتيجة مكررة لمباراة الدور الأول بين الفريقين