عاد الهدوء النسبي الحذر لشوارع أسوان ومناطق السيل الريفي وبركة الدماس وخور عواضة مناطق الاشتباكات بين قبلتين الدابودية والهلايل التي شهدت مصرع 28 قتيلاً وإصابة 35 شخصاً.. سيطرت اللجان الشعبية من أهالي مناطق النزاع علي هذه المناطق وشهدت مختلف شوارع أسوان انتشاراً لقوات الجيش والشرطة.. تلاه انسحاب افراد اللجان الشعبية وبالرغم من الهدنة التي قررتها جلسة القبائل العربية لمدة 72 ساعة وانتشار قوات الجيش والشرطة تسمع علي فترات متباينة أصوات طلقات الأعيرة النارية في مناطق جديدة يتواجد به عدد من أفراد القبلتين وهي مناطق نجع المحطة والكرور. سادت حالة من الارتياح الشديد في الشارع الاسواني بعد تدخل كبار رجال القبائل العربية المؤثرة وخاصة اللفته الطيبة التي قام بها الاجاويد وسارعوا بتغسيل وتكفين الجثامين التي تم وضعها في مشرحة أسوان العمومية منذ أول يوم في الصراع. يقول الشيخ السيد الادريسي "رئيس لجنة المصالحة بأسوان" بأن التوصل لهدنة يعد الخطوة الأولي لانهاء الأزمة إن شاء الله وحتي يستطيع بالطرق العرفية حقن دماء الطرفين حتي تهدأ النفوس خلال الهدنة ونعطي مساحة للتفكير ورجال الشرطة أيضا استعادة قدرتهم في السيطرة علي زمام الأمور موضحاً أن هناك جلسات عرفية سوف تعقد بصفة مستمرة لاطلاق مبادرة جمع الاسلحة من كل القبائل بأسوان وتوقيع عقوبات رادعة علي من يخالف الاتفاق ويحمل السلاح من اي قبيله سواء كانت طرفاً في النزاع أو خلافه. يقول عادل أبو بكر "ممثل النوبة في اجتماع رئيس الوزراء وعضو لجنة المتابعة القرارات الحاسمة" لم تؤخذ حتي الان قرارت اعتقال لمن يحمل السلاح أو فرض حظر التجوال لحقن الدماء.. وتساءل: ماذا بعد الهدنة المقررة؟! نعم الهدنة مسكن موضعي للأزمة ولكن لابد من التوصل إلي حلول نهائية جذرية لان الموضوع ليس سهلاً والمسألة فيها دماء أريقت من الجانبين وعلي الدولة ومجلس الاعراف اتخاذ قرارات تحقن الدماء لمدة طويلة وليس مسكن موضعي. شدد الشيخ عوض هدل "عضو ائتلاف القبائل العربية" علي ضرورة الالتزام بالهدنة المطروحة لاعطاء فرصة لالتقاط الانفاس وللقيادات وغيرهم للسيطرة علي الموقف موضحاً أن الهدنة فرصة للقيادة والافراد ولمراجعة النفس والعودة للصواب وصوت العقل وإرثاء قواعد الجزاء والصواب. يقول الحاج حسين سمة من "أبناء قبائل بني هلال" نحن ملتزمون بالهدنة تماما ونحترم العهود وجلسات العرب.. ولكن مطلوب من الطرف الآخر مبادلتنا هذا الاحترام حتي تسير الأوضاع كما يتمناها الشارع الاسواني وعودة الحياة الطبيعية لأن الجميع لايصدق أن هذه أسوان.. كما أن الشوارع من 6 مساء خالية من المواطنين والمحلات مغلقة والسياحة هربت وطفشت من البلاد ولو ظلانا علي هذا الحال لن تعود السياحة مرة أخري والكل شاهد قطع السائحين برامجهم السياحية وفرارهم هاربين من جحيم الخوف والهلع وخاصة أن بعض القنوات تناولت الموضوع بأن هناك اعتداء علي السائحين. أعرب الحاج تاج السر حسونة "رئيس شعبة المخابز بأسوان" عن حزنه الشديد مما حدث موضحاً أن الفتنة أثرت بالفعل علي الحياة في أسوان والأن أصبحنا مثل الصين نعيش علي الارز والمكرونة لاغلاق 95% من المخابز بأسوان لان اصحابها من قبيلة بني هلال والعمل متوقف في معظم المخابز والناس لن تجد وسيلة بديلة غير الارز والمكرونة.. وتساءل أين مسئولو الحكومة من أزمة العيش في أسوان؟!