لا أدري بالضبط كم مرة قامت فيها ميليشيات ليبية مسلحة بخطف أو احتجاز مصريين في ليبيا للضغط علي مصر حتي تفرج عن محبوسين في السجون المصرية تابعين لهذه الميليشيات.. لقد تعبت من العد وزهقت وقرفت من رد الفعل المايع الذي تتخذه السلطات في بلادي في مواجهة هذا التجاوز الخطير والمتكرر. قلت "للضغط علي مصر" وهو التعبير الأكثر أدبا لما يحدث.. في حين أن المعني الدقيق والوصف الأكثر مطابقة للواقع هو انه "ابتزاز رخيص" نجح من أول مرة فتكرر في كل مرة.. والمؤسف اننا رضينا بهذا الابتزاز الليبي حتي تحول عند الأشقاء من عادة إلي عبادة..!!! والأكثر أسفًا أن نجد الداخلية الليبية تدافع عن الجناة وترفض تسميتنا لهم بأنهم ميليشيات.. ولا أدري ما هي التسمية المناسبة التي يريدون أن نطلقها علي جماعات مسلحة غير نظامية استخدمت أسلوب العصابات في خطف مدنيين عزل ذهبوا لتنمية بلادهم واشترطت للإفراج عنهم إطلاق سراح ذويهم من السجون المصرية؟؟.. إذا لم يكونوا عصابات وميليشيات وما يطلبونه ابتزاز فبماذا نسميهم.. هل نقول عنهم أئمة مساجد مثلا أم رهبان أم دعاة سلام..؟؟ آخر هذه الجرائم التي يندي لها الجبين قيام ميليشيات ليبية مسلحة بخطف 55 سائقا مصريا بمنطقة اجدابيا الجبلية علي طريق بنغازي وهي المنطقة التي وقعت فيها العديد من الجرائم المماثلة من قبل.. واحتجز المسلحون الشاحنات المحملة بالبضائع. ما يثير الغثيان فعلا وكما هي العادة اننا مازلنا نلف وندور ونتصل بالعواقل والعمد بالمنطقة لمعرفة أسباب الاختطاف رعم انها معروفة ومعلنة وبصراحة تامة وهي "المقايضة".. إطلاق سراح السائقين المخطوفين مقابل الإفراج عن بعض الليبيين المحبوسين في مصر..!!! أليست المقايضة بهذا الشكل ابتزازا رخيصا من مسلحين لدولة كبري في حجم مصر؟؟.. وإلي متي تستمر تلك المهازل التي تمس السيادة والكرامة المصرية وتضر بمواطنين مصريين..؟؟ هناك اتفاق بين مصر وليبيا علي إقامة منطقة تجارة في مدينة طبرق يتم بمقتضاه تفريغ حمولة الشاحنات المصرية بها لتحملها شاحنات ليبية وتتولي نقلها إلي سائر المدن مما يمنع تعرض سائقينا وشاحناتهم للخطف والاحتجاز وفي نفس الوقت نكون قد أدينا التزاماتنا تجاه الأشقاء. والسؤال: لماذا لم يتم تفعيل هذا الاتفاق حتي الآن..؟؟ علي التجار أن يأخذوا هم زمام المبادرة وينفذوا الاتفاق بأنفسهم رغم أنف حكومتي مصر وليبيا بحيث تمتنع الشاحنات عن دخول باقي المدن الليبية وتكون نهاية خط سيرها هو مدينة طبرق وعلي الليبيين أن يتسلموا بضائعهم هناك إن أرادوا وإذا لم يرضوا فهم أحرار.. يجب علي التجار أن يصروا علي ذلك ولو أدي الأمر إلي وقف التجارة بيننا وبين ليبيا. ان حياة أولادنا يجب ألا تكون سلعة تتم المقايضة عليها أو أداة للابتزاز.. حياتهم أغلي مليون مرة من هذا العبث الحكومي هنا وهناك.