ظاهرة "الباعة الجائلين" هي النتاج الطبيعي لانتشار الفقر والعشوائية.. وفي مدينة كوم أمبو العتيقة تحولت تلك الظاهرة إلي واقع مر يعوق التطوير وإعادة تنظيم الحياة والحركة في الشوارع.. فالقضية أكثر عمقاً من افتراش الأرصفة بالاشغالات.. انها قضية مجتمع يعاني ظروفاً اقتصادياً وإدارية صعبة. في كوم أمبو.. ينتشر الباعة في كل مكان وبصورة عشوائية لم يسبق لها مثيل مع ما يحدثه ذلك من اختناقات مرورية ومشاحنات يومية بين اصحاب المحلات والمواطنين من جهه وهؤلاء الباعة من جهة اخري مع تجاهل المسئولين بالمدينة والمحليات والرقابة التموينية. يري أحمد علي حماد "صيدلي" أن الفوضي المنتشرة في كل مكان بالمدينة هي السبب الرئيسي لانتشار الباعة الجائلين وغياب الرقابة التموينية والصحية علي الاسواق. ويضيف إبراهيم عادل أبوبكر "تاجر" في أيام المواسم والاعياد لانستطيع فتح المحلات لكثرة اعداد الباعة امامها فضلا عما يخلفه هؤلاء من قاذورات وروائح كريهة وضوضاء تزعج السكان وما يحدث من مشاحنات وسباب وشتائم تسمعها الاذان وتخدش الحياء. قال إنه تقدم بالعديد من الشكاوي للمسئولين بالمدينة لتخصيص مكان لنقل هؤلاء الباعة من داخل المدينة لكن دون أن نتلقي اي استجابة. ويشير عمرو ومحمود "جزاران" إلي الاختناقات المرورية في الشوارع الرئيسية وارتفاع معدل السرقات نتيجه للفوضي الذي تشهدها المدينة.. يضيف أن إدارة المرافق تقوم بجمع العربات والتعديات في المساء وتفرج عنها في الصباح فما هي جدوي هذا الاجراء حيث يعاود هؤلاء الباعة افتراش الشوارع مرة اخري.. دون البحث عن حلول حقيقية تراعي الاحتياجات الحياتية لهؤلاء الباعة. ويطالب حمادة كيمو "بائع" بتخصيص سويقات للباعة يستطيعون العمل داخلها لكسب لقمة العيش الشريف دون مطاردات ولا مضايقات للآخرين. يقول عبدالله دياب "برلماني سابق" أن رئيس الحي وعده ينقل الباعة إلي سوق جديد خلال 40 يوماً وإعادة تخطيط المدينة حتي تستعيد مكانتها التاريخية. اعترف عبدالملطلب إبراهيم رئيس مدينة كوم إمبو بانتشار الباعة الجائلين وتعديهم علي الشوارع.. قال إنه يجري الاعداد لانشاء سوقاً بتكلفة تصل إلي 5 ملايين جنيه لنقل الباعة اليه بعدها سيتم تكثيف الحملات الأمنية لإزالة التعديات علي الشوارع.