أستاذ الجامعة ..محافظاً !! د. علي عبدالرحمن: أضخم مشروع لتجميل الجيزة .. خلال يوليو القادم

عندما يتولي أستاذ الجامعة منصباً قيادياً كبيراً.. ماذا يفعل تجاه القضايا العاجلة والملحة.. هل يتمسك بأسلوبه العلمي القائم علي التخطيط السليم عند اتخاذ القرارات.. أم يستخدم العفوية والتلقائية في التصدي للمشاكل؟!
في حالتنا القائمة.. عالم كبير في مجاله الهندسي.. حياته كلها بالقلم والمسطرة.. تولي العديد من المناصب قبل ان يصبح محافظاً للجيزة.. انه د. علي عبدالرحمن رئيس جامعة القاهرة السابق - والذي ارتقي بالجامعة الأم إلي مصاف أفضل 500 جامعة علي مستوي العالم.
التقينا محافظ الجيزة داخل الجامعة وخلال حضوره احتفالية ميدان التحرير والتي نظمها اتحاد طلاب كلية دار العلوم.. وتحدثنا معه في العديد من القضايا التي تهم الشارع الجيزاوي.
* سألناه.. اتيت في ظروف صعبة.. فماذا أنت فاعل تجاه هذا الكم الكبير من المشاكل؟!
** قال المحافظ: أنا مؤمن بأن العدل هو أقصر الطرق لحل أي مشكلة.. ولذلك سوف نحصن الجيزة كلها بالعدل ونسعي لحل كل مشاكلها بالتخطيط العلمي السليم القائم علي التفكير والحكمة.
* لكن كيف يكون العدل في حل مشكلة مثل البطالة أو البلطجة أو أزمة الاسكان وغيرها.
** بالعكس.. العدالة في توزيع المشروعات الإنتاجية الحقيقية علي كافة المدن والقري يتيح فرص عمل أمام الشباب.. كما ان زيادة فرص العمل تقضي نهائياً علي البلطجة.. أما أزمة الاسكان فقد قررنا مواجهتها بالعقل والمنطق وقد وزعنا خلال الفترة القليلة الماضية حوالي 12 ألفاً و500 شقة علي المستحقين فعلاً.
* والسياحة والآثار؟
** انها في مقدمة الأولويات.. وسوف تعود إلي سابق عهدها وأكثر بشرط التعاون الكامل من أبناء الجيزة من خلال المعاملة الحسنة والمنطقية مع السياح الذين يتكبدون الكثير من أجل الحضور إلي مصر.
* كيف؟
** أولاً.. يحافظ المواطن الجيزاوي علي الشارع نظيفاً ويتعامل بتحضر مع السائح.. كما أنه يجب علي سائقي التاكسي بالذات عدم المغالاة في تعريفة الركوب ومعاملة السائح بصورة حسنة.. بالاضافة إلي دور المحافظة في تجميل المناطق الأثرية والسياحية وتوفير كافة الخدمات بها.
نسيج واحد
* المناطق العشوائية.. منبع صراعات طائفية.. فماذا عن مواجهة ذلك؟
** بدأنا في تطوير هذه المناطق.. خاصة وان أحداث إمبابة أكدت ان التحديث ومواجهة المشاكل بالعلم والحلول الواقعية أفضل الطرق.. أما مسألة الصراعات أو الفتنة الطائفية.. فهي غير مقبولة وأنا أكره هذه الكلمة "الفتنة الطائفية" بالذات لاننا نسيج واحد لا فرق بين مسلم ومسيحي الكل يعيش علي أرض واحدة وتظله سماء واحدة ويشرب من نيل واحد.. وبمنتهي الصراحة ان ما حدث في إمبابة يعتبر من مخلفات الماضي الكئيب ويجب ان ننساه.. وننظر إلي المستقبل.
* النظافة مشكلة الجيزة الأساسية.. كيف تحلها؟
** بدأنا بالفعل في إزالة مئات الأطنان من مخلفات المباني الملقاة في الشوارع - كما اتفقنا مع شركات النظافة علي العمل في كل شارع وحارة.. وعدم ترك ورقة واحدة.. المهم الصبر والتعاون من المواطنين بعدم إلقاء أي مخلفات في الشوارع بعد تنظيفها.
كما أننا وبالتعاون مع جامعة القاهرة سوف نبدأ من يوليو القادم في تنفيذ أكبر مشروع لتجميل الجيزة ويشترك فيه عدد كبير من طلاب هذه الجامعة العريقة.
إدارة حاسمة
* وفساد المحليات؟
** الوضع الحالي في المحليات لن ينتهي إلا بقوانين جديدة تقضي علي هذه المافيا التي حولت الأعمال داخل الاحياء ومجالس المدن والقري إلي رشاوي ولحين اعداد وصدور هذه القوانين فإنني سأضرب بيد من حديد علي كل مهندس أو موظف تثبت إدانته وذلك من خلال تعيين إدارات حاسمة وحازمة تعمل في إطار جهاز رقابي محكم يتبع المحافظة مباشرة.
* يقولون انك لا تعطي الفرصة لغيرك وتحب الإعلام؟
** بالعكس أنا من الذين يشجعون منح الفرص كاملة لكل مسئول في عمله وذلك من ايماني بتشجيع العمل الجماعي.. كما أنني أكره الذاتية والشللية وقد أثبتت الأيام الماضية صدق ما أقول.
هدوء
* كيف تتخذ قرارك؟!
** بعد هدوء وتفكير طويل وعميق.
* هوايتك.. متابعة الأحداث السياسية والاقتصادية والقراءة في مختلف المجالات العلمية.
* والجامعة: هي بيتي.. منها وإليها أعود.. مهما طالت المناصب.
* ومصر بعد ثورة 25 يناير: أراها من أفضل بلدان العالم.. المهم ان نصبر ونساعد القائمين علي إدارة الأمور في النهوض بكافة النواحي في حياتنا.
بعد هذا الحوار السريع تركنا د. علي عبدالرحمن ودعونا له بالتوفيق في هذه الظروف الصعبة.