يجب أن يكون اتحاد الكتاب هو التعبير عن الكتاب المصريين وما يدعون إليه من قيم الحرية والديمقراطية والاستنارة فضلا عن انشغاله بواقع ومستقبل مجموع الادباء في بلادنا فلا تتحول المشكلات التي يعانيها الاتحاد أو القضايا التي يطرحها للمناقشة أو ما يشغل الجمعية العمومية تحقيقه إلي سير فوق حقل ألغام. لعل الثغرة الأهم في قانون اتحاد الكتاب هي الوسيلة التي تجري بها انتخابات النقيب. قد تعطيه الجمعية العمومية ثقتها المطلقة لكن الذين تشكل من بعضهم مجلس الادارة بقوائم التربيطات والايماناتا المغلظة يفرضون ما يتفق مع صداقاتهم وعصبياتهم وميولهم دون اعتبار لارادة الجمعية العمومية. تحدث الصديق المبدع محفوظ عبدالرحمن -ذات يوم - حول الظروف التي بدلت حصوله علي أعلي الأصوات في الجمعية العمومية لاتحاد الكتاب إلي ستة اصوات فقط في انتخابات هيئة المكتب التي تقصر عضويتها علي أعضاء مجلس الادارة. تحدث محفوظ عن المائدة الحافلة بالتربيطات وبالقسم علي المصحف والشرف والطلاق والتقاء اليمين واليسار حول المصطلح الجمعي أو الشخصي الذي تعنيه الصداقة والجماعة القريبة. في رأيي انه لن يتبدل السيناريو الذي يتكرر في كل انتخابات لمجلس ادارة اتحاد الكتاب ما لم ينتخب الرئيس من الجمعية العمومية مباشرة بعيدا عن التربيطات التي قد لا يشغلها صالح الجماعة بقدر ما يشغلها الصالح الشخصي أو الجمعي الضيق. منذ سنوات يدرس مجلس الشعب قانونا جديدا بادر إلي تقديمه الصديق الاذاعي حمدي الكنيسي. أملي أن يكون انتخاب الجمعية العمومية لرئيس الاتحاد هو الخطوة الأولي الأهم والدعامة التي تقوم عليها كل الخطوات التالية. من العيب ان يمثل القادة الثقافيون الداعون إلي الحرية والديمقراطية. مجلس قد يفيد البعض من ثغرات القانون في تغيير صورته المرجوة ليحرموا الاتحاد من ابسط ما يدعو إليه اعضاؤه. اتحاد الكتاب هو بيت مجموع الكتاب سواء كانوا أعضاء في مجلس الادارة أو في جمعيته العمومية أو حتي الذين لم يحاولوا التقدم لعضويته. نسبة الخصم التي تستقطع من اجورهم تهبهم الحق في الملاحظة والمناقشة وابداء الرأي ورفض النظر إلي مجلس ادارة الاتحاد باعتباره فوق المساءلة. ان محاولة المشاركة في التخلص من السلبيات وتطوير الايجابيات يجب ان توضع في اطارها الصحيح وهو الديمقراطية بما تتضمنه من تقويم التجربة وحرية الرأي وممارسة الحق في النقد.