لفتة رائعة و"جديدة" من المستشار مرتضي منصور المرشح لرئاسة الجمهورية ورئاسة نادي الزمالك أن يدعو منافسه علي رئاسة النادي الدكتور كمال درويش لاعتلاء المنصة والجلوس بجواره خلال الندوة التي نظمها وأفراد قائمته في النادي لرسم خريطة المستقبل للقلعة البيضاء والنهوض بهذا النادي العريق الذي لم يأخذ حقه ومكانته الحقيقية كأحد أفضل النوادي المصرية والافريقية والعربية والعالمية بسبب سوء إدارة بعض من تولوا شئونه خلال السنوات الماضية. هذا التصرف الحضاري من المستشار مرتضي منصور يسقط كل دعاوي الزيف والبهتان التي يحاول البعض إلصاقها بالرجل علي غير الحقيقة بأنه مندفع ويكثر من فتح ملفات الفضائح لبعض من يناصبونه العداء لسبب أو لآخر. والحقيقة ان هناك شخصيات كثيرة ظاهرة ونافذة في المجتمع المصري تلبس ثيابا براقة غير ثيابها الحقيقية التي تخفي تحتها كثيرا من السوءات وتبدو كأنها ملائكية ولكنها تخفي تحتها أكثر من شيطان.. ويشاء الحظ العاثر لهؤلاء الأشخاص أن يقفوا في طريق الرجل ويصطدموا به فيضطروا لإظهارهم علي حقيقتهم. لكن دعونا نعود إلي روح المحبة والاحترام والحرص علي إعلاء مصلحة نادي الزمالك التي جمعت الرجلين في ندوة المستشار مرتضي.. فقد أكدا ان الأولوية بالنسبة لكل منهما في حالة نجاح أحدهما هي حل الأزمة المالية التي يعاني منها منذ سنوات.. كما أكدا ان روح الود هي التي ستظل سائدة بين المرشحين من الجانبين. مرتضي لم ينس أيضا أن يدعو أحد رموز النادي المحترمين وهو المستشار جلال ابراهيم رئيس النادي الأسبق للجلوس علي المنصة معه ومع الدكتور درويش فتزينت المنصة بأعلام ثلاثة رفرفت بحب علي أرجاء النادي وبدا ان الجميع "يد واحدة" مصممين علي رفع راية النادي عالية خلال الفترة القادمة. نادي الزمالك ليس هو النادي الوحيد في مصر الذي يعاني من أزمة مالية تنعكس علي الخدمات التي يطمح لها الأعضاء وعلي مستحقات اللاعبين في كل اللعبات وليس كرة القدم وحدها وعلي رواتب العاملين في النادي.. ولكن كل الأندية في مصر دون استثناء تعاني هذه الأزمة. والمعروف ان السبب الحقيقي لكل ذلك هو توقف النشاط الرياضي بسبب الانفلات الأمني لمدة طويلة وحتي بعد عودته لم تعد معه الجماهير المصدر الرئيسي للموارد المالية للأندية. فإذا أضفنا إلي ذلك الحالة الاقتصادية المتعثرة التي تمر بها مصر منذ ما بعد ثورة 25 يناير 2011 وانعكاسها السلبي علي كل مظاهر الحياة وعلي النشاط التجاري والصناعي لأدركنا ان كثيرا من المنافذ المالية للنوادي قد أغلقت.. ولم يعد حتي في مقدور رجال الأعمال الخيريين التبرع لهذه الأندية بمبالغ سخية كما كان يحدث في الماضي. لكن يبقي ان هذه الأندية ونادي الزمالك علي وجه الخصوص أصبحت في حاجة إلي إدارة حاسمة ومنضبطة وأمينة ونزيهة ويدها بيضاء من غير سوء وتضع مصلحة النادي وجماهيره العريضة فوق كل اعتبار لتعود إلي سابق عهدها البراق وتأخذ الرياضة المصرية مكانها الطبيعي علي كل المستويات المحلية والاقليمية والعالمية. تحية صادقة للمستشار مرتضي منصور الذي جمع رموز الزمالك في بوتقة حب وإخاء ومودة مسجلا أهم هدف انتظره الزملكاوية زمناً طويلاً.