تنجح أنشطة اتحاد الكتاب رغم فقر التمويل فيما تفشل فيه أنشطة وزارة الثقافة. وخاصة المجلس الأعلي للثقافة.. فكل مؤتمر بالاتحاد يحظي بحضور جيد من الأدباء من شتي المحافظات والأجيال. كما تمثل فيه سائر التيارات. سواء أكان المؤتمر حول الشعر.. مثل هذا المؤتمر الذي أقيم مؤخرا من خلال شعبة شعر الفصحي. أو كان حول القصة والرواية كالمؤتمرات الكثيرة التي أقامتها شعبة القصة والرواية وأدب الرحلات خلال السنوات الماضية وأفتتحت بها هذا التقليد الجاد أي اقامة مؤتمرات اليوم الواحد. المؤتمر الأخير الذي أقامته شعبة شعر الفصحي برئاسة عاطف الجندي . أنصف كبار الشعر وكرم عددا منهم وكذلك احتفي بالأجيال الشابة وشد علي أيديهم سواء بنشر قصائدهم في ديوان جماعي وبجهد تطوعي من عاطف الجندي ومحمد ثابت أو بتقديمهم في أمسية أعقبت الجلسات البحثية والشهادات. المؤتمر الذي حضر افتتاحه محمد الشهاوي كرئيس للمؤتمر ومصطفي القاضي السكرتير العام وألقي كلمة محمد سلماوي رئيس الاتحاد ود. مدحت الجيار أمين الصندوق كرم نخبة من الشعراء أصحاب العطاء الممتد والثري في شتي بقاع مصر وهم أحمد شلبي وأحمد مبارك واسماعيل عقاب ودرويش الأسيوطي وصلاح اللقاني ومحمد فريد أبوسعدة ويس الفيل بالاضافة إلي محمد الشهاوي رئيس المؤتمر. ألقيت شهادات للشعراء الحسيني عبدالعاطي والسيد الخميسي ومحمود عبدالصمد زكريا وشريفة السيد ومحمد علي عبدالعال ومحمود الفحام والجلسة المحورية بالمؤتمر كانت جلسة الأبحاث وحملت عنوان: "دراسات حول المشهد الثقافي في مصر وشعر الثورة" تحدث فيها د. مدحت الجيار ود.عبدالجواد الفحام وأدارها د. بيومي الشيمي. وأشار الجيار الي أن الناس في الميادين أثناء الثورة حين أرادوا ان يغنوا لها غنوا بأغان قديمة لأحمد فؤاد وصلاح جاهين وبيرم التونسي ومن المغنين لأم كلثوم وعبدالحليم والشيخ امام وهذا أمر طبيعي. فلابد أن تتخمر الثورة في وجدان المبدعين. ثم تخرج بعد ذلك شعرا ونثرا وقد سكت كبار الشعراء عن الشد والثورة ولم نر الا أعمالا لبعض الشباب لأن الكبار لم يستطيعوا التواصل مع هذه الحركة الجماهيرية الجامحة بينما التحم بها الشباب الذين صنعوها في الأساس ودافعوا عنها وحموها حتي حين اختطفت نجحوا في استعادتها وتصويب اتجاهها. وناقش د. عبدالجواد الفحام أربع قصائد من مجمل 46 قصيدة هي مجمل ما احتوي عليه الديوان الجماعي الصادر عن المؤتمر.. وكانت القصائد الأربعة هي "سامنتا" لعاطف الجندي و"القادم" لاسماعيل عقاب و"انزعي الاغلال عنك" لأحمد مصطفي معوض و"أمي ليست أمريكية لأشرف دسوقي". وأشار بعض المتحدثين إلي أن الشعر لم يعجز عن التعبير عن ثورة 25 يناير و30 يونيه فهناك مئات القصائد التي كتبها المبدعون من شتي الأجيال ومازالوا يكتبون وقصائد المؤتمر هذه دليل علي هذا الازدهار الشعري الذي تشهده مصر لا بعد الثورة فقط بل طوال العقود الثلاثة الماضية فلدينا ازدهار في الابداع الشعري والروائي والقصصي والمسرحي كنصوص في مواجهة انهيار اقتصادي واستبداد سياسي وتفتت اجتماعي وتراجع المجتمع لا يعني تراجع الابداع بل ربما اتخذه الأدباء مادة ثرية لكتاباتهم فاذا كان للفساد المستشري في مصر طوال العقود الثلاثة أو الأربعة الماضية من اثر علي الابداع فهو أثر ايجابي في معظم الأحيان وليس سلبيا!! عقب الجلسة البحثية هذه شهدت القاعة مداخلات لعدد من الأدباء منهم مختار عيسي ومحمد عبدالعال وسعيد حجاج وهالة فهمي وحسين القباحي ود. حمدي شتا وعلي عبدالعزيز حول الوضع الشعري الراهن وموقعة من الثورة قبلها وبعدها. جلسات المؤتمر أدارها محمد ثابت ود. بيومي الشيمي وأحمد مصطفي معوض وقدمت خلالها فقرة غنائية موسيقية للمطربة بسمة عبدالقادر والملحنة منال عفيفي. وقد تعرض وفد الاسكندرية القادم إلي المؤتمر أثناء توجههم للقاهرة لحادث مأساوي في الطريق الصحراوي فتصادم الأتوبيس الذي يقلهم مع سيارة نقل. فتوفي واحد من الركاب ونقل اثنان إلي العناية المركزة ونجي الله الأدباء فلم يصب بأذي سوي محمود عبدالصمد الذي حدث خلع في ذراعه الأيمن.. وكان الوفد يضم كلا من أحمد مبارك ود. محمد شحاتة ومحمد يس الفيل وأشرف دسوقي.. وقد أصر علي مواصلة رحلته حتي حضر إلي المؤتمر بعد ان مر بمستشفي الشيخ زايد!!