هل من المسئولية الوطنية أن يختار رئيس الوزراء محاسيبه وأصدقاءه للعمل الوزراي. خاصة في ظروف كتلك التي تمر بها مصر؟. سؤال يؤلمني: طرحه أمام تكليف رجل حزبي كأسامة الغزالي حرب لحقيبة وزارة الثقافة وتكليف رجل كيحيي الشاذلي لحقيبة الصحة وتكليف سيدة كناهد العشري لحقيبة القوي العاملة لا لشيء إلا لأنهم من الأصدقاء المقربين للمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة. ثم إذا أضفنا العدد الكبير من الوزراء الذين لم يطلهم التغيير نكون أمام حكومة جديدة لا تبشر بالخير ليس مهما الآن من الذي رجحت وسكنت به كفة الميزان بشكل نهائي ومن الذي لا تزال تتأرجح به الكفة. فربما وأنت تقرأ هذا الكلام يكون قد تم الإعلان عن التشكيل النهائي للحكومة الجديدة. بل ربما تجدهم قد حلفوا اليمين لأن الموضوع شكة دبوس. إنما يهمني أن نعرف المعايير التي بني عليها محلب اختياره لوزرائه. ولا أتحدث عن الوزرارات السيادية التي أعلن الرجل أنها تتم وفقا لاختيارات الرئيس نفسه. ولعلي أفهم أن أول معايير اختيار الوزراء في حكومة تكنوقراط كما قالوا لنا الكفاءة في مجال التخصص. والواقع يقول ان الاختيارات السابقة التي قامت عليها حكومة الببلاوي لم يكن لها علاقة بذلك بحجة أنها كانت لتسيير الأعمال ولذا كان يجب أن يتغير هؤلاء الوزراء ليأتي غيرهم يؤسسون لمرحلة جديدة في بناء مستقبل الوطن. خاصة وأنهم سيجلسون علي كرسي الوزارة عاما كاملا بصحبة الرئيس الجديد حتي استكمال مؤسسات الدولة ووقوف البرلمان علي قدمين ثابتتين. لا أن يستمروا في مناصبهم كأنك يابوزيد ما غزيت. يبدوا أن الفراق صعب بدرجة تستحيل معها الحياة الوزارية بعد أن جمعت الألفة والعشرة بين أعضاء الوزارة السابقة ولهذا لم يذهب الأحبة كل إلي حال سبيله. بل انضم إليهم من الأصدقاء المقربين من يكملون قصة هذه الصحوبية التي لم تغن ولم تسمن من جوع في أحوال مصر المتردية. بداية من الأمن ومرورا بالاقتصاد والمالية والصحة والتعليم وانتهاء بالثقافة. يا سادة لسنا في حاجة إلي المجاملات والوقت لا يسعنا لنرد الأفضال والظروف التي تمر بها مصر وأهلها تطالبنا جميعا بالجد. فاتقوا الله في مصر وتحملوا مسئوليتها الوطنية كما يجب وإلا فارحلوا.