هذه الحكاية وقعت سنة 1919 في قرية كفر الشوام بمركز امبابة.. وأبطالها مجموعة من المواطنين مسلمين واقباطا تجمعوا في حفل زواج امام دار أحد اهالي القرية.. وذلك مساء يوم 15 مارس سنة ..1919 فجأة.. والناس في فرحتهم مرت أمامهم سيارة نقل تقل عددا من الجنود الانجليز.. ودون أي مبرر.. أطلق هؤلاء الجنود النيران علي المدعوين فقتلوا ستة أشخاص وجرحوا كثيرين وفروا هاربين وأثار هذا الحادث سكان القرية والقري المجاورة وانطلقوا إلي قضبان السكة الحديد بالقرب من القرية واتلفوا مفاتيح القضبان الحديدية ودمروا بعض الخطوط وتعطلت جميع قطارات الوجه القبلي. هذه حادثة من عشرات الحوادث التي قام بها الشعب المصري في الثورة التي قاموا بها ضد الاحتلال البريطاني.. وضد القوات الانجليزية وممارستها القمعية وتسجيل وثائق ثورة 1919 ان الاحداث التي وقعت في مصر خلال الفترة من 9 مارس إلي 19 مارس أن كل أطياف الشعب قاموا بمظاهرات حاشدة.. واضرابات واعتصامات ضمت عمال الترام وسائقيه.. المحامين.. والموظفين.. لدرجة ان سلطات الاحتلال طلبت من اعضاء الهيئة القضائية انتداب بعضهم للدفاع عن المتهمين بدلا من المحامين المضربين واضطرت المحاكمة إلي ايقاف جلساتها.. أما حوادث الشغب.. التي قام بها الغوغاء والمتذمرون فقد انطلقت إلي تدمير محطات السكة الحديد في عدد من المراكز والقري وذهبوا إلي بعض مراكز الشرطة.. وهاجموها واطلقوا سراح بعض المساجين كل هذه الحوادث كانت اضطرارية انتقاما من الاحتلال البريطاني والممارسات القمعية والاعتداءات المستمرة من الجنود البريطانيين علي الشعب. وتشير الوثائق البريطانية التي سجلت الأحداث اعلتي قام بها الشعب المصري خلال هذه الفترة.. أنها كانت موجهة إلي البريطانيين وليس لغيرهم.. ونتيجة لتراكمات بدأت منذ الاحتلال ووصلت إلي الذروة في عام 1919 بعد اعتقال سعد زغلول ورفاقه. وهكذا مضت سنوات طويلة تصل إلي 92 عاما بين ثورة 19 وثورة 25 يناير.. الأولي كانت موجهة ضد الانجليز والهدف الجلاء عن مصر.. أما الثانية فقد قام بها الشعب المصري ضد الفساد والمفسدين ولكن امكن لبعض البلطجية ان يتسللوا في محاولات لاحداث الفتن والوقيعة.. والفوضي. ولم تكن احداث شارع الاقصر بامبابة إلا نموذجا صارخا لمحاولات ضرب الثورة واحداث فتنة بين ابناء الشعب الواحد. وهذا هو الفرق بين حادثة كفر الشوام في امبابة واحداث شارع الاقصر بامبابة.. الانجليز اضاعوا فرحة المدعوين في عرس كفر الشوام اما شارع الاقصر فقد حاول البلطجية تحطيم الوحدة الوطنية.