كشف الدكتور نبيل العربي الأمين العام جامعة الدول العربية عن ان الجامعة العربية قامت بدور وساطة بشأن الخلافات التي نشبت بين عدد من الدول العربية الا انه لم يفصح عنها بسبب عدم وجود تقبل لدي الدول الاطراف. قال العربي ردا علي سؤال ل"المساء" حول اسباب عدم تدخل الجامعة العربية والوساطة إزاء الخلافات العربية- العربية المتفاقمة علي السطح وخاصة الازمة بين مصر وقطر وبين مصر وتونس واخيرا بين قطر والامارات: "إن الجامعة تقوم باتصالات غير معلنة ولن يعلن عنها بين دولها الأعضاء .. وأن تدخل الجامعة سيكون في حينه عندما يكون هناك استعداد من جانب هذه الأطراف لقبول دور الجامعة العربية خاصة وأن هذه الدول ذات سيادة". ونفي العربي ل"المساء" تلقي الجامعة العربية لما تردد في بعض وسائل الإعلام حول "سي دي" بتدخل قطر في الشئون الداخلية لبعض الدول العربية. مؤكدا في الوقت ذاته عدم وجود أية ضغوط تمارس علي دور الجامعة العربية من قبل أي دولة بها. ورفض العربي اتهام الجامعة العربية بأنها كيان عاجز وأنها فشلت في حل الأزمة السورية متسائلا: هل حققت الأممالمتحدة أوأي منظمة دولية أخري نجاحات في ملفات مماثلة كالملفين الفلسطيني والسوري؟ أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي عن أسفه لعدم توصل الجولة الأولي من المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة في سوريا إلي أي شيء علي أرض الواقع بعد الانتهاء من أسبوع كامل من المفاوضات في جنيف. وأكد العربي - أن المفاوضات ستستأنف في جولة ثانية يوم العاشر من الشهر الجاري. مشيرا إلي أن الجامعة العربية تأمل خلال هذه الجولة الجديدة وقف ولو جزئي للقتال وإدخال المساعدات الإنسانية. قال إن الجامعة العربية عليها التزام تجاه سوريا وشعبها باعتبارها عضوا مؤسسا في الجامعة وستبقي في أركان النظام العربي ولابد أن تصل الأزمة إلي نهايتها بعد مرور ثلاث سنوات. أوضح العربي أن الجولة الأولي شهدت تصعيدا في مواقف الحكومة والمعارضة السورية في المفاوضات حيث ركزت الحكومة علي ضرورة معالجة مكافحة الإرهاب فيما أكد وفد المعارضة علي ضرورة الالتزام بتنفيذ وثيقة مؤتمر جنيف 1 التي تنص علي تشكيل هيئة تنفيذية لإدارة المرحلة الانتقالية. أكد أن الجامعة العريبة كانت تريد حلا عربيا لهذه الأزمة إلا أن عدم تجاوب الحكومة السورية مع مقترحات الجامعة حيث اتخذت في 22 يناير 2012 خطة عربية لحل الأزمة وأوفدت بعثة من المراقبين وقامت بفرض مقاطعة علي سوريا لإجبار النظام علي الحل إلا أنه رفض. مشيرا إلي أن الجامعة العربية استخدمت كل ما في جعبتها من أدوات للضغط علي النظام السوري إلا أنها عجزت عن ذلك مثلما عجزت الأممالمتحدة ومن هنا تم إحالة الملف السوري منذ يناير 2012 إلي مجلس الأمن الدولي. مؤكدا أنه لا يمكن لأي منظمة إقليمية إجبار دولة علي تنفيذ القرارات إلا من قبل مجلس الأمن الدولي وهو مافشل فيه حتي الآن حيث تم إحالة الملف إليه منذ 22 يناير 2012. وتناول العربي التحضيرات للقمة العربية المقبلة التي تعقد في دولة الكويت يومي 25 و26 مارس . مشيرا إلي أن الاتجاه العام في القمة هو تقليل عدد الملفات المطروحة لتمكين القادة العرب من مناقشتها بعناية ويتصدرها موضوعا سوريا وفلسطين وتقرير مقدم من الجامعة العربية حول ما تم انجازه في موضوع تطوير الجامعة العربية لتكون مؤهلة لتقوم بدورها لمواجهة التحديات والمشكلات الكثيرة التي ظهرت في المنطقة خاصة وأن الميثاق الحالي للجامعة يمثل الجيل الأول من مواثيق المنظمات الإقليمية والدولية وهو ما يتطلب تطويره لمواجهة هذه المتغيرات. قال العربي "إننا نسعي من خلال التقرير الذي سيقدم لقمة الكويت أن نضع تصورا جديدا أمام القادة العرب لتطوير ميثاق الجامعة العربية في ظل التحديات الجديدة وبطريقة تقبلها الدول ذات السيادة وعدم التدخل في شئونها". اشار إلي أن الجامعة تسير بخطي كبيرة نحو التطوير وهو الملف الذي يحظي باهتمام القمم العربية الأخيرة وسيعرض علي القمة المقبلة في الكويت.