زمان.. عندما كان الاحتلال البريطاني يسيطر علي مصر.. كان المندوب السامي البريطاني يقدم في نهاية كل عام تقريراً مختصراً يرفعه للخديو يتحدث فيه عما حققته الدولة من إيرادات وما تم صرفه.. والفائض والأموال المجنية والديون.. إلي غير ذلك من المعلومات عن موارد الدولة.. كما يتناول التقرير أيضاً معلومات مقارنة عن عدد المدارس وعدد التلاميذ والمستشفيات والمرضي. وكان هذا التقرير تنشره الصحف حتي يعرف الناس الأوضاع المالية.. الحقيقية في البلاد.. ولكن الآن لا يعرف الناس شيئاً عن الأحوال المالية لأن الجهابذة من صُنَّاع القرار ومن أهل التشريع ومن بيدهم مقاليد الأمور يعتبرون معرفة الناس من المحظورات.. ومن الأسرار.. اكتفاء بكتاب الميزانية الذي يحتوي علي أرقام وطلاسم لايعرفها إلا الخبراء. لماذا لا تنشر الحكومة في عهدها الجديد معلومات مبسطة عن الأحوال المالية المصرية.. مثلاً لماذا لا يعرف الناس حقيقة الموارد المالية سواء تلك المحصلة من إيرادات مرور السفن في القناة.. ومن البترول.. ومن المصادر الأخري وما تحققه مصر من حصيلة صادرات وكذلك أوجه المصروفات وحقيقة الديون.. كلام بسيط يفهمه الناس.. وبالتالي تختفي الشائعات التي انتشرت بصورة مفزعة.. حول جهات كانت تحصل علي نسبة من إيرادات القناة ومن البترول ومن مواقع إنتاجية أخري. * في الوقت نفسه لماذا لا تعلن الحكومة بكل صدق أوضاع المصانع من حيث الإنتاج والصعوبات التي تتابعها وعن المصانع التي تغلق أبوابها والاسباب التي دفعتها لذلك..؟ نريد خطاباً حكومياً رسمياً.. لا مجرد تحقيقات صحفية أو مقالات تنشر أو صور تليفزيونية.. لأن كل جهة إعلامية قد تتناول الموضوع من زاوية مختلفة عن الأخري وبالتالي ممكن أن تنتشر الشائعات. ونفس الأمر يندرج حول رموز الفساد.. كل صحيفة تتناول الموضوع بشكل مختلف عن الأخري. س: مثلاً ما حقيقة الكلام المنشور حول ميزانية الرئاسة التي التهمت 40 مليار جنيه؟ س: وما حقيقة انفاق رموز النظام السابق من أموال منجم السكري ومترو الإنفاق علي الأطعمة الفاخرة والأزياء والعطور الفرنسية؟ س: وفي نفس السياق ما حقيقة الأموال التي تم تهريبها إلي الخارج.. وهل لدينا معلومات أكيدة بحجمها؟ الكلام في هذا الموضوع كثير ومختلف.. البعض يقول إننا لن نستعيد إلا 20% فقط والبعض الآخر يقول إننا سنستعيد كل ما تم تهريبه.. والكلام في هذا المجال مرسل.. والحقيقة الرسمية مطلوبة. وكذلك ما حقيقة ما يمتلكه بعض رموز النظام السابق من وحدات سكنية وقصور وفيلات وأراض.. هل حقيقي إن واحداً من هذه الرموز يمتلك 22 قصراً وفيلا؟ وفي مجال التساؤلات.. نسترجع بعض الأحداث التي حدثت خلال الأعوام الماضية والناس خبطت كفاً علي كف.. وتساءلت ولم تجد إجابة؟ لماذا تم نقل تمثال رمسيس من موقعه الذي مكث فيه أكثر من 50 عاماً..؟ لماذا دفعنا أكثر من ستة ملايين جنيه لكي نرفعه من موقعه ثم نلقيه في صحراء الأهرام انتظاراً للأيام؟!.. هل كان الغرض من نقله إقامة تمثال آخر لصاحب النظام السابق..؟! ولماذا أيضاً تم بناء جراج رمسيس وبعد أن ارتفع أربعة أو خمسة طوابق تمت إزالته بدون ذكر الأسباب وضاعت الملايين؟! مجرد أسئلة في حاجة إلي إجابات وأيضاً إلي تحقيقات.