منذ أن أعلن الرئيس أوباما فجر الاثنين الماضي عن نجاح قواته في اغتيال أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة لم تتوقف التوقعات والتحليلات لما سيكون عليه العالم في مستقبل الأيام.. البعض يبشر بالهدوء والسلام.. والبعض الآخر يحذر من عمليات انتقامية رهيبة.. ليس في أمريكا فحسب وإنما في مناطق عديدة ربما لم تصل إليها يد القاعدة من قبل. وقد حرص أوباما علي أن يبدو في مشهد اعلان مقتل بن لادن متواضعا رزينا حتي لا يستفز خصومه الجمهوريين الذين يتحسرون علي أن هذا النصر لم يأت علي أيديهم.. ويدركون مقدما أنه يعزز فرص أوباما في إعادة انتخابه رئيساً العام القادم.. كما حرص أوباما في الوقت ذاته علي التشديد بأن أمريكا ليست في حرب مع الإسلام حتي لا يظن أحد أن انتصاره علي بن لادن يعني مباشرة انتصاره علي الإسلام. ويرجع هذا الحرص إلي اعتقاد أمريكي بأن الفرحة بمقتل بن لادن لن تكون نهاية القصة.. وأن الصف الثاني والثالث في القاعدة سوف يحاول اثبات أنه موجود وقادر علي الانتقام لتأكيد جدارته.. وهنا مكمن الخوف سواء بالنسبة لأوباما الذي يسعي إلي الحفاظ علي انجازه أو بالنسبة للشعب الأمريكي الذي يتطلع إلي تخفيف حدة الطواريء التي تعيش فيها ليعود إلي الاستمتاع بحياة الحرية التي يحلم بها. المتحدثون باسم الإدارة الأمريكية علي مدي الأيام الماضية حاولوا الربط بشكل أو بآخر بين مقتل بن لادن وسقوط الأنظمة المستبدة في العالم العربي.. والايحاء بأن هناك دوراً عربيا في تنفيذ غزوة بن لادن.. كما أن هناك دوراً أمريكيا في دعم وحماية الثورات العربية.. ومن ثم فإن اختفاء بن لادن من المسرح السياسي سيفتح صفحة جديدة في العلاقات بين أمريكا من ناحية والعرب والمسلمين من ناحية أخري.. فضلا عن أنه سيجعل العالم أكثر أمنا واستقرارا. لكن المشكلة أن قطاعا عريضا من العرب والمسلمين لا يتفق مع هذه الرؤية.. فقد وعدت إدارة أوباما من قبل مرات عديدة بإجراء تغيير جذري في التوجهات الأمريكية تجاه قضاياهم لكنها لم تفعل.. بل انها خضعت بالكامل للنفوذ الصهيوني فيما يتعلق بقضيتهم المحورية التي كانت السبب في تحول بن لادن من حليف لأمريكا إلي عدو ومحارب. وإذا كانت إدارة أوباما تراهن علي أن الأنظمة الديمقراطية التي ستأتي من رحم الثورات العربية ستركز علي الداخل وهمومه.. وتكون رخوة في قضايا السياسة الخارجية فهي واهمة.. فهذه الأنظمة التي ستكون بالقطع معبرة عن إرادة الجماهير لن تقف ذليلة تابعة امام المشروع الأمريكي الصهيوني كما كانت الانظمة الساقطة.. وانما ستكون ضده بالضرورة.. اللهم إلا إذا حدث تحول استراتيجي في السياسة الامريكية. لذلك فإن اضافة ثورات الشعوب وسقوط الأنظمة الاستبدادية إلي اغتيال أمريكا لبن لادن لن يكون في صالح المشروع الأمريكي الصهيوني كما يظنون.. وهناك من يري أن فرحة أمريكا باغتيال بن لادن لن تستمر طويلا.. وسيكون لهذا الاغتيال اثر مفجع ومدمر علي المدي البعيد.. لأنه تم بطريقة من شأنها تعميق وتأصيل وتجذير فكر القاعدة وخلق حالة وجدانية من الشعور بالمظلومية الكبيرة والقهر يترتب عليها فكر أكثر تطرفا وأعمق فعلاً وأوسع ثأرا وانتقاما. الكاتب البريطاني المتخصص في شئون الشرق الأوسط باتريك سيل يؤكد أن بن لادن لم يكن في السنوات الأخيرة قائد عمليات مؤثر وانما كان رمزا للمقاومة الاسلامية يلقي الخطابات ويوجه الرسائل.. وبالتالي فإن العمليات التي تتم علي الأرض لن تتأثر باختفائه.. بالعكس سوف يكون قتله حافزا لمزيد من العمليات الانتقامية ضد أمريكا وحلفائها. علي الجانب الآخر يري "سيل" أن مقتل بن لادن قد يعطي أوباما فرصة فريدة لمراجعة بعض وجوه السياسة الامريكية الخارجية وتصويبها.. فيمكن أخيرا وأد حرب بوش العالمية علي الارهاب.. وبوسع أوباما أن يعلن انتصاره علي "القاعدة" ووقف اطلاق النار في أفغانستان يليه انسحاب سريع للقوات الامريكية وحلفائها وإجراء مفاوضات مع طالبان لادماجها في العملية السياسية. ويتساءل "سيل": هل ستعطي مكانة وسلطة أوباما الجديدتان اللتان اكتسبهما بعد تصفية بن لادن القوة السياسية التي هو بحاجة اليها للتعامل مع حكومة اسرائيل اليمنية المتطرفة؟! ثم يجيب قائلا: لا أحد يضمن ذلك. أما روجر كوين الكاتب الأمريكي في صحيفة "نيويورك تايمز" فقد طرح السؤال التالي: "كيف يمكن استكمال العمل.. وألا نقتل بن لادن وحده بل حركته كذلك؟!.. ثم يجيب علي ذلك قائلا: اخرجوا القذافي بأسرع وقت. وجهوا الثورات العربية الوجهة الصحيحة بالدعم السياسي والتمويل الدائمين. انهوا الحرب في أفغانستان بمجرد تلبية متطلبات الأمن الأمريكية الاساسية. اجعلوا أقرب حلفاء أمريكا في المنطقة "اسرائيل" تفهم أن الشرق الأوسط الذي يتغير الآن لا يمكن أن تقابله بسياسات لا تتغير.. والآن.. هل تدرك إدارة أوباما أن اغتيال بن لادن لا يكفي من أجل أن يشعر المواطن الأمريكي بالأمن والاستقرار.. وأن هناك استحقاقات أخري في غاية الإلحاح لانهاء حالة الغضب والعداء التي تسيطر علي العالم العربي والاسلامي إزاء السياسات الامريكية في فلسطين والعراق وأفغانستان؟! هذه هي الفرصة الثانية أمام أوباما شخصيا لكي ينجح في هذه المهمة ويسجل الانجاز التاريخي الحقيقي.. وكانت الفرصة الأولي قد سنحت في بداية توليه المسئولية.. وبالتحديد بعد خطابه في القاهرة في يونيو ..2009 لكنه أذعن للضغوط الداخلية التي مورست داخل الكونجرس من قبل المحافظين الجدد الذين كانوا في عهد بوش وأيضا من قبل مجموعات الضغط الموالية لاسرائيل.. وكان إذعانه هذا سببا في احباط الفرصة الأولي وافشالها. وللأسف.. مازالت الضغوط قائمة من المحافظين الجدد واللوبي الاسرائيلي.. ومازال أداء أوباما لا يبشر بخير. إشارات: * يجب أن يفهم إخواننا الفلسطينيون أن غضب أمريكا واسرائيل من مصالحة الفصائل أكبر دليل علي أنهم يسيرون في الطريق الصحيح. * جامعة الدول العربية قررت تأجيل مؤتمر القمة العربية إلي مارس ..2012السؤال: أين هي هذه القمم التي ستحضر مؤتمر القمة؟! كل القمم تسقط تباعا. * سجن العادلي 12 عاما وعزله من وظيفته وتغريمه 18 مليون جنيه في قضية غسل الأموال والتربح والاستعداد لمحاكمته في قضية قتل الثوار واللوحات المعدنية.. هذه والله آية من آيات الله. كنا كلما اشتد الظلم نقول يارب أرنا فيهم عجائب قدرتك.. وقد رأينا والله عجائب القدرة المطلقة.. فهل من مدكر؟! * تلقيت رسالة مؤثرة من الأخ صبري عبده الألفي يقول فيها: "لدي اختراع في مجال الطاقة المتجددة وحاصل علي حماية دولية له من منظمة الأممالمتحدة برقم وتاريخ دولي ومسجل شريط فيديو لمدة ساعتين للجنة علمية من خيرة علماء مصر في جامعة الاسكندرية وجامعة المنصورة تخصص كيمياء وفيزياء وميكانيكا وذلك عند طلبهم لي لشرح الفكرة.. والجميع أثني عليها.. وأتمني أن يري اختراعي النور. تليفون الأخ صبري هو 7656478/018 اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد.