سرطان الثدي يعتبر أكثر الأورام الخبيثة انتشاراً بين النساء.. والمسبب الثاني للموت من السرطان بين الاناث وقد كشف مؤتمر دولي عقد مؤخراً أن مصر أصبحت تمثل المرتبة الأولي في أورام الثدي حيث تصل نسبة الإصابة بين السيدات إلي 37 في المائة. ورغم أن علاج سرطان الثدي شهد تطوراً كبيراً في مجال جراحة الثدي سواء كان علاجاً كيماوياً وبيولوجياً والعلاج بالأشعة. والسؤال الذي يفرض نفسه: ما الذي يمكن أن تفعله المرأة أو الفتاة المصرية لتجنب الإصابة بهذه الأورام الخبيثة؟ وما هو السر وراء هذه النسبة المرتفعة للمصابين بهذه الأورام؟ طرحنا هذه التساؤلات علي عدد من الأطباء المتخصصين فماذا قالوا؟! في البداية يقول الدكتور هشام الغزالي - أستاذ علاج الأورام بجامعة عين شمس: يحدث السرطان في أي مرحلة من مراحل الحياة نتيجة فشل العملية التنظيمية لانقسام الخلايا من جسم الإنسان بشكل منتظم مما يؤدي إلي فقدان السيطرة والرقابة علي الانقسام والتكاثر وهنا يفلت الزمام وتنقسم الخلايا وتتزايد بصورة غير منتظمة بحيث لا يمكن السيطرة عليها. أشار إلي أن هناك حقيقة علمية وهامة وهي أن ثلث الإصابات بالسرطان يمكن تفاديها بالإقلال من المؤثرات المحفزة لنموها مثل التدخين والثلث الآخر يمكن علاجها والشفاء منه باكتشافها عن طريق التشخيص المبكر ويبقي الثلث الأخير مما لا يمكن تفاديه ولكن بإمكان المريض أن يعيش بقية حياته بدون التوتر والآلام التي كان يعاني منها مريض السرطان في العقود الماضية. حذر د. الغزالي من استخدام علاجات معينة أثناء الحمل بدعوي حماية الأم والطفل منها العلاج الموجة أو العلاج الهرموني أو العلاج الاشعاعي ولكن يمكن استخدام العلاج الكيميائي في الشهر الثالث من الحمل دون أي مشاكل. أوضح أن من بين أسباب الإصابة بسرطان الثدي حدوث الطمث مبكراً لدي الفتيات قبل 11 عاماً أو انقطاع الطمث في سن متأخرة بالإضافة إلي تناول الهرمونات التعويضية بعد انقطاع الدورة الدموية. حذر من تعاطي التدخين والشيشة وطالب بالابتعاد عن أي مصادر للتلوث سواء المنبعثة من المصانع أو السيارات وغيرها مؤكداً أن السمنة من أهم أسباب الإصابة. حول طرق الوقاية نصح د. الغزالي بالإكثار من تناول الأسماك والخضراوات بالإضافة إلي تناول اللحوم مرة واحدة كل أسبوع. تري الدكتورة نجلاء عبدالرازق - أستاذ علاج الأورام بقصر العيني أن هناك سيدة من بين كل 8 سيدات تصاب بأورام الثدي مشيرة إلي أن هناك عوامل كثيرة وراء هذه الإصابة منها الوراثة ونوعية الأطعمة والاشعاع والأدوية والهرمونات. أوضحت أن هناك عوامل تزيد من إمكانية ظهور الإصابة بهذه الأورام منها التقدم في العمر والحمل بعد سن الثلاثين وابتداء الدورة الشهرية قبل سن ال 12 عاماً واستمرار الدورة الشهرية لما بعد سن الخمسين بالإضافة إلي السمنة. أضافت أن هناك علامات وأعراضاً لسرطان الثدي منها وجود كتلة في الثدي أو وجود إفرازات صفراء غير مخلوطة بدم أو تغير في لون الجلد وظهور تشققات أو انكماش به!! حول طرق الوقاية من هذا الفيروس تؤكد د. نجلاء علي ضرورة الكشف الدوري بالأشعة مرة كل عام وخاصة للسيدات بعد سن الأربعين بالإضافة إلي أن تحافظ المرأة علي فحص نفسها دورياً كل شهر والتقليل من تناول الدهون وتجنب السمنة والاكثار من تناول الفواكه والخضراوات الطازجة. تتفق معها الدكتورة نوران سعيد - استشاري أشعة الثدي بقصر العيني ومدير المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي مؤكدة أن هناك طرقاً عديدة للوقاية من المرض أولها ضرورة الكشف المبكر بواسطة أشعة الماموجرام وكذلك الكشف الذاتي. أشارت إلي أن هناك دراسة علمية حديثة أكدت أن ممارسة رياضة المشي بنشاط لمدة ساعة أو ساعتين أسبوعياً تقلل من احتمالات الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 20% للسيدات. أشارت إلي أن أورام الثدي ليست خبيثة دائماً منها ما هو حميد ولا يدعو للقلق ومنها الأورام الخبيثة التي لابد من البحث في طبيعتها للمعالجة السريعة خصوصاً قبل سن الخمسين يكون الورم حميداً لكن في كل الحالات عندما تلاحظين كتلة أو ورماً في الثدي من الضروري الذهاب إلي الطبيب في أسرع وقت ممكن للتحقق من طبيعته. قالت إن الرضاعة الطبيعية تعد من أهم العوامل الوقائية لتجنب الإصابة بالمرض بالإضافة إلي ممارسة الرياضة ولو ربع ساعة يومياً والإقلاع عن التدخين. تؤكد الدكتورة نرمين كمال - استشاري علاج الأورام بقصر العيني: علي ضرورة إطلاق حملة مصرية تستهدف التصدي لارتفاع نسب الإصابة بأورام الثدي وتعمل علي توعية السيدات بالكشف المبكر عن سرطان الثدي وأن تشارك في هذه الحملة القيادات النسائية بالمجتمع. أشارت إلي أن هذه الأورام تأتي نتيجة تعرض بعض السيدات لضغوط نفسية وعصبية وبالتالي يتعرض جهاز المناعة للضعف ولا تستطيع المرأة مقاومة الفيروسات السرطانية. حذرت من أن تناول الدهون يؤدي إلي الإصابة بخلايا سرطانية مؤكدة علي ضرورة الحفاظ علي الأوزان المثالية فإذا كان الطول 160سم فلابد أن يتراوح الوزن ما بين 60 إلي 65 كيلو جراماً. أوضحت أن ممارسة الرياضة من أهم العوامل التي تساهم في الحد من الإصابة بالمرض. يري الدكتور نبيل مبارك - أستاذ علم الأورام بجامعة المنوفية: أن الإصابة بأورام الثدي ازداد خلال الفترة الماضية بنسبة 20% علي الأقل مما كان عليه منذ عشر سنوات مؤكداً أن التدخين والسمنة والملوثات سواء في المناخ أو الأغذية غير الصحية بالإضافة إلي عامل الوراثة وراء الإصابة. أكد أن 90% من الأورام التي تصيب النساء تكون حميدة مشيراً إلي أن الفاكهة تعتبر غذاء ودواء لأنها تنشط الجهاز المناعي للإنسان فيقاوم الأمراض والفيروسات لاحتوائها علي الكثير من الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم للعمليات الحيوية وتعتبر الفراولة أهم هذه الفواكة حيث أنها تحد من الإصابة بسرطان الثدي. تقول سيدة عبدالرازق - ربة بيت - إنها متزوجة منذ 5 سنوات.. وحرمت من الانجاب لعدة أسباب منها ضعف التبويض ولذلك قرر الأطباء منحها جرعات تنشيطية من أجل الانجاب.. وفوجئت بوجود كتل في الثدي.. وقرر الأطباء التوقف عن هذه الجرعات.. وهذا المرض ظهر منذ عام تقريباً وأنا في مرحلة العلاج الآن.. وقرر الأطباء أن هذه الكتل ستختفي تماماً بعد إتمام العلاج.. ولكن بشرط التوقف عن العلاج التنشيطي للانجاب وهذه مشكلة كبيرة!! تضيف صفية عبدالغني - ربة بيت - منذ حوالي 3 شهور أصبت بالورم السرطاني بالثدي.. وبالكشف قرر الأطباء أنه ورم حميد.. وأعالج الآن بالكيميائي.. الذي تسبب في سقوط الشعر وأشعر بالضعف العام.. بالرغم من تناول الفيتامينات الدوائية والأغذية الصحيحة إلا أن هذا المرض هاجمني بشدة.. حتي لا أستطيع القيام بواجباتي المنزلية. تنصح السيدات أن يترددن علي العيادات المتخصصة لإجراء كشف دوري للاطمئنان. تضيف سامية ربيع - موجهة سابقة بالتربية والتعليم: أصبت بمرض السرطان وخاصة سرطان الثدي منذ أكثر من 10 سنوات وبعدها تم استئصال الثدي تماماً نتيجة انتشار الخلايا السرطانية بشكل كبير.. وأن والدتي كانت مصابة بهذا المرض وتوفيت بسبب انتشاره في الغدد الليمفاوية.