شهدت السجون في الأشهر الثلاثة الماضية العديد من عمليات هروب السجناء بسبب غياب رجال الشرطة أو الانفلات الأمني.. وايضا للاوضاع السيئة التي يعاني منها السجناء والتي يجب علي وزير الداخلية والمسئولين بالحكومة العمل علي علاجها وتوفير رعاية آدمية للسجناء.. وان كانوا جناة إلا أنهم يستحقون الرعاية الانسانية والمعاملة الكريمة. "المساء" ألتقت أحد السجناء المفرج عنهم ليروي لنا صورة لما يحدث بالسجن والمعاناة التي يعانيها السجناء. فجر السجين أحمد حسن العفني "25 سنة".. والمفرج عنه حديثاً بعد قضاء عامين خلف القضبان بتهمة الهروب من الخدمة العسكرية.. العديد من السلبيات والاتهامات ضد سجن بورسعيد العمومي الذي يعتبره المساجين جحيماً لا يطاق.. بسبب سوء المعاملة وتفشي الأمراض الجلدية وحرمانهم من الخروج لطابور الشمس أو الاقتراب من المكتبة.. وخاصة بعد عمليات الهروب في أعقاب ثورة 25 يناير. أكد الشاب الذي أفرج عنه بتاريخ 25 أبريل الماضي أنه.. شعر بأنه ولد من جديد فقد مضي عامين في زنزانة عرضها متران وطولها 6 أمتار صحبه 13 مسجوناً متهمين بالهروب من الخدمة العسكرية.. قل لقد كان استقبالي في السجن استقبالا حافلا بوصلة ضرب من المجندين بقيادة الضابط.. وعندما يترك الضابط القلم يتوقف الضرب وعندما يمسك بالقلم تستمر وصلة الإهانة وكأنها اشارة متفق عليها.. ولم أشعر بنفسي إلا عندما نزفت الدم من أنفي.. فتوقف الضرب في تلك الوصلة. أضاف قائلاً: إن آخر تمام لنا الرابعة عصراً بعدما ندخل الزنزانة لا يتم فتح باب عنبر الزنزانة إلا ثاني يوم في الثامنة والنصف صباحاً.. ومن يرد التبول يعملها في الكيس أو الجركن.. الأمر الذي حول الحجرة الصغيرة إلي مبولة.. لذلك تنتشر الأمراض الجلدية بكثرة بين المساجين.. أما من يمرض بأي مرض ليلاً.. لا يلقي سوي برشامتين مسكنتين فقط وللأسف ممنوع للمساجين الخروج لطابور الشمس بعد 25 يناير. يضيف أحمد.. لقد كانت ليلة 25 يناير.. ليلة عصيبة.. حدثت حالة من "الهيجان" لأكثر من 1800 نزيل.. وكان من السهل علينا فتح الأبواب والهروب من السجن.. لكننا امتنعنا عن ذلك لان معظم المساجين كان باقي لهم شهور قليلة علي خروجهم.. وأعتقد أن السيطرة علي السجن تعود للمقدم أحمد خليل رئيس المباحث.. والذي تصدي بقوة للخطر وليد بركات.. الذي كان يحاول اقتحام السجن بضرب النار.. وتحريض المساجين علي الهروب. أما وجبة الطعام.. فدائما لا تكفي لأن ثلاثة أرغفة فقط لا تسد جوع أي شخص.. أما اللحوم فانها فاسدة تفوح منها رائحة كريهة. حاولت مرة أعمل اضراباً عن الطعام.. بسبب ما نعانيه من عذاب داخل زنزانة تحتوي علي 13 سجيناً إلا أنني فوجئت بوضعي في منطقة "المتخدرين".. وللأسف ان الادوية غير موجودة ولولا المضاد الحيوي الذي يأتينا من الخارج لحدثت كوارث للكثير من المرضي بالسجن. يستغيث أحمد قائلا أرجوكم المساجين تعاني.. تعاني فالسجن أصبح حالته سيئة جداً.. بعد الثورة لا طابور شمس.. ولا علاج ولا معاملة.. وممنوع الاقتراب من المكتبة مطلقاً.. وطالب وزير الداخلية بنظرة إلي حالة السجون حتي لا تعود عمليات الهروب. وفي النهاية كانت ليلة القبض علي حبيب العادلي أسعد ليالينا.. دققنا علي الأبواب من الفرح وهللنا الله أكبر.. لانه ظلم ناس كثير.